الامور التي يمكن أستحصالها من قوله تعالى (اياك نعبد واياك نستعين)

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

يمكن استباط عدة امور من قوله تعالى (اياك نعبد واياك نستعين) وهي :

1 – ان ورود هذه الاية بعد الآيات السابقة التي دارت حول حمد الله والثناء عليه، والإِقرار بالإِيمان والإِعتراف بيوم القيامة اشارة الى ادب من آداب الدعاء وهو ان نبدأ بحمد الله والثناء عليه قبل الدعاء

2 - تقدم المفعول على الفاعل يفيد الحصر ـ كما يذكر أصحاب اللغة ـ، وتقدم «إِيّاك» على «نَعْبُدُ» يدلّ على الحصر، أي أننا نعبدك دون سواك، ونتيجة هذا الحصر، هو توحيد العبادة وتوحيد الأفعال والتي يمكن فهمها من خلال التعريف فنقول :

توحيد العبادة: يعني الإِعتراف بأن الله سبحانه هو وحده اللائق بالعبادة والطاعة والخضوع، وبالتشريع دون سواه، كما يعني تجنب أي نوع من العبودية والتسليم، لغير ذاته المقدسة.

وتوحيد الأفعال: هو الإِيمان بأن الله هو المؤثر الحقيقي في العالم (لاَ مُؤَثِّرَ فَي الْوُجُودِ إلاَّ الله). وهذا لا يعني إنكار عالم الأسباب، وتجاهل المسببات، بل يعني الإِيمان بأن تأثير الأسباب، إنّما كان بأمر الله، فالله سبحانه هو الذي يمنح النار خاصية الاحراق، والشمس خاصية الإِنارة، والماء خاصية الإِحياء .

3 – في ورود قوله تعالى ( اياك نستعين ) بعد قوله ( اياك نعبد ) فوائد منها :

أ – اشعار العبد انه محتاج الى عون الله سبحانه وتعالى حتى في العبودية والطاعة لكي لا تتسرب الى إلى أنفسنا أوهام العجب والرياء وأمثالها من الإِنحرافات التي تجهض عبوديتنا.

ب – فيها تجسيم لحالة الامر بين الامرين (لاَ جَبْرَ وَلا تَفْويضَ)، في عباداتنا، ومن ثمّ في كل أعمالنا.وذلك لاننا حينما نقول ( اياك نعبد ) يشم منه رائحة الاستقلالية فنتبعها مباشرة بعبارة (إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) لكي نفهم ان عملنا هذا ليس بالاستقال وانما بعون الله وقوته .

4 – استعمال صيغة الجمع في الاية – التي تنتمي الى سورة لا تتم أي صلاة بدونها – الفات نظر الى ضرورة ان يستشعر العبد وجوده ضمن الجمع والجماعة حتى حينما يقف متضرعاً بين يدي الله جل وعلا فما باله في المجالات الاخرى وفي ذلك تأكيد على رجحان العمل الجماعي في الاسلام ونبذ كل الوان الفردية .