قراءة في الثورات العربية

الثورات التي تحدث في الدول العربية لأجل التخلص من الطغاة والحكومات الظالمة المسيطرة على رقاب شعوبهم منذ عقود من الزمن فكانت الصحوة من الدوافع لإقامة هذه الثورات وهنا أريد التوقف على بعض الملاحظات مما حصل في هذه الثورات منها
الأمر الأول : اختلاف التعامل مع الثورات من قبل الثالوث المشئوم ففي تونس ومصر لم تجبر الحكام إلى استخدام القوة ضد الشعوب بل طلبت منهم ترك السلطة بأسرع وقت لعلمها أنه لا يمكن إسكات صوت الشعوب
بينما نجد في ليبيا والبحرين واليمن أختلف الوضع باستخدام القوة العسكرية بكل أنواعها وقمع المظاهرات وخصوصا في البحرين وهناك أسباب كثيرة اذكر بعض منها
_بما ان مصر هي الجار إلى إسرائيل فهذا يعني كل شي وجد في مصر سوف يكون له تاثير سلبي عليها واستخدام القوة العسكرية سيجعل الشعب اكثر قوة واكثر ممارسة الحرب وفي حالة انفلات السلطة الجديدة من السيطرة الأمريكية تكون قوة مؤثرة في الساحة ولها تأثير مباشر على إسرائيل
-استمرار المظاهرات في اكثر من بلد يعني انذار اليهم بان الحكام الذين بذلت الجهد من أجل وصولهم الى الحكم سوف يحصل الحد من هذا الحكم الملبي لطموحات الغرب الكافر الأمر الذي أدى إلى إعطاء الأذن باستخدام القوة العسكرية ضد هذه الشعوب لكي تمنع المظاهرات في كل العالم والتي لو استمرت اقتلعت الحكام في البحرين وخصوصا وأن الذين قاموا بالتظاهر في البحرين هم من الشيعة وهذا المذهب يمثل الإسلام الرسول الكريم والإمام علي (عليهم الصلاة والسلام) لأنه ومهما طال سوف يحطم كل مماليكهم بأي شكل من الأشكال لذلك أعطي ألإذن باستخدام مختلف أساليب قمع المظاهرات
الأمر الثالث: يمكن القول إن إستخدام القوة في بلد ما هو مقدمة لأحتلال البلد أو بلدان أخرى وهذا ما بدأت ملامحه بالأفق حيث بدأ الحديث عن التخل العسكري البري في ليبيا والزيارات المتعاقبة على بنغازي والبحرين ومصر وغيرها من البلدان وهذا الأمر إنما يدل على إحساس الولايات المتحده والغرب عموما بخطر المرحلة التي يمرون بها في المنطقة خصوصا
الأمر الثالث : من خلال تتابع أخبار هذه الثورات نلاحظ إمكانية إسقاط الحكومة من خلال المظاهرات وبدون دماء فيمكن أخذ العبرة من هذه الثورات أنه في حال خروج الأمام لتحقيق أطروحته العادلة سوف تختلف طريقة إصلاح الشعوب تلك فقد يكون في بلد ما بواسطة التظاهرات وقد يكون الحال في بلد آخر حيث الظلم والفساد وبالتالي فالحرب هي الوسيلة للتخلص الظلم والفساد المستشري في تلك الدولة وخصوصا إذا كان الشعب متحدا مع حكومته الظالمة في ظلمها وطغيانها بأستثنا القلة القليلة من المؤمنين الذين امتحن الله قلوبهم للأيمان فكتموا أيمانهم مطبقين للتعاليم الحقة التي يستطيعون من خلالها الثبات بانتظار الفرج الأكبر
مع القول أن الثلة المؤمنة التي تتبع طريق الحق في أي بلد وأي زمان لابد من موجه لها وقائد ميداني يمارس دوره القيادي في إصلاح المجتمع وتأهيله واستعداده لمواجهة مختلف الظروف