لا جدوى في العبادة المقرونة بموادعة الطاغوت أو عدم البراءة منه

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
السلام عليكم اخوتي الاحبة ورحمة الله وبركاته
جاء في كتاب روحانية العبادات ((
قال تعالى : {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ.... } [النحل : 36]

فلا جدوى في العبادة المقرونة بموادعة الطاغوت أو عدم البراءة منه؛ فاجتنابه شرطٌ حتميٌّ في تحقيق رسوم العبوديّة، وشرطٌ حتميٌّ في الإخراج من الظلمات إلى النور. فالولاية لله وحده؛ قال تعالى: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (البقرة: 257)، فعدم اجتناب الطاغوت يفضي إلى الوقوع في حبائله ثمّ اتّخاذه وليّاً، وولاية الطاغوت مرفوضةٌ تماماً، سواءٌ وقعت بالاختيار أم بالإجبار؛ والطاغوت وإن كان مصداقه الأبرز الشيطان إلّا أنّه شاملٌ لأتباعه ومريديه وكلّ حاملٍ لصفاته أو مدافعٍ عن أهدافه، فأولئك جميعاً من حزبه؛ قال تعالى : {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [فاطر : 6]فلا يصح بعد ذلك اتخاذه ولياً )(1)
اقول : لقد قرن الله سبحانه وتعالى عبادته باجتناب الطاغوت فلا خير في عبادة مع موادعة الطاغوت وعدم البراءة منه وهذا المنهج الذي اسس له اهل البيت سلام الله عليهم وسار عليه علماؤنا الناطقين بالحق وخطه آل الصدر الكرام بدمائهم الزاكيات فلا زال صوت شهيدنا المقدس السيد محمد محمد صادق الصدر قدس يقرع الاسماع عندما صاح ومن على منبر الجمعة في مسجد الكوفة المعظم بصوته المزلزل ( كلا كلا إمريكا .... كلا كلا اسرائيل .... كلا كلا ياشيطان ) .
نفس تلك العبارات ومن على ذلك المنبر والمسجد نفسه رددها سماحة السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله وطبقها عملياً فلا موادعة مع الطاغوت بكل اشكاله ومصاديقه فاذا كان الشيطان مصداقه الابرز فأن من المعلوم ان ( إمريكا ) هي الشيطان الاكبر وهذا لا يعني عدم وجود طواغيت غيرها فأن هنالك عدة صور للطاغوت يمكن ادراجها بما يلي :
1 - التابع له
2 - المريد له
3 - الحامل لصفاته
4 - المدافع عن اهدافه
فموادعة الطاغوت تفضي الى اتخاذه ولياً وبالتالي استحقاق السعير - والعياذ بالله - وذلك هو الخسران المبين

اللهم انا نحمدك حمداً لا انقطاع له ولا امد ان جعلتنا ل( آل الصدر ) من التابعين

( وبفضلك ياربي ) للطواغيت رافضين
( وبمنك ورحمتك ياالاهي ) على نهجهم من الثابتين

بحق محمد واله الطيبين الطاهرين

المصادر

(1) روحانية العبادات السيد كمال الحيدري ص 35 - 36