بعض الاسباب التي تبعد الفرد عن ساحة المعصوم

قال امير المؤمنين عليه السلام (حب الدنيا رأس كل خطيئة ) ومن هذا المنطلق ( حب الدنيا ) تتفرع جميع الخصال الرذيلة لتكوِّن من الفرد ارض خصبة للابتعاد عن نهج المعصوم وساحته.
ومن هذه الاسباب ما يلي :
اولاً: التكبر
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (اياكم والكبر.. فان ابليس حمله الكبر على ترك السجود لآدم) (ارشاد القلوب ص129 الباب الأربعون في ذم الحسد.) ويقول السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره الشريف في احدى خطبه المباركة من تواضع لله رفعه الله ومن تكبر على الله اذله الله
فالكِبَر احد اعظم الامور التي تؤدي بالفرد الى الابتعاد عن نهج المعصوم عليه السلام
وعكسه التواضع قال رسولُ اللّه صلى‏ الله ‏عليه و ‏آله و سلّم : إنّ التَّواضُعَ يَزيدُ صاحِبَهُ رِفعَةً ، فتَواضَعُوا يَرفَعْكُمُ اللّه‏ُ
وقال امير المؤمنين عليٌّ عليه ‏السلام : ثَمَرَةُ التَّواضُعِ الَمحَبّةُ ، ثَمَرَةُ الكِبرِ المَسَبَّةُ .
وقال الامام الرضا (عليه السلام) في جواب السؤال عن حدّ التواضع: التّواضع درجاتٌ: منها أن يعرِفَ المَرْءُ قَدر نفسِهِ فينزّلُها منْزِلَتَها بقلبٍ سليمٍ ....«اصول کافي، ج 2، ص 124»
ثانياً: الاخلاص في العمل مع المعصوم
كثيراً ما نجد ان فرداً ما قد عمل مع المعصوم كالرسول ص ولكن بعد استشهاده انقلب على عقبيه بعدم ولايته لامير المؤمنين ع والنماذج كثيرة وهذا ان دل على شيئ انما يدل على عدم اخلاص نيته في عمله مع الرسول ص والا لو كان مخلصاً معه لما ضل عن طريق الحق فكما يقال ان المقدمة الصحيحة تؤدي الى نتيجة صحيحة
وهذا ما نراه اليوم في طريق ال الصدر الذين ابتلانا الله بطاعتهم
حيث ان الكثير قد انحرفوا عن هذا الطريق المحمدي الاصيل وهم على نوعين
الاول : الذين انقلبوا على اعقابهم بعد استشهاد السيد الشهيد قدس بعدم تقبلهم لقيادة السيد مقتدى الصدر
الثاني : الذين عملوا مع السيد القائد مقتدى الصدر وشاركوا كثير من النشاطات للتيار كالانتفاضتين وغيرها ولكنهم ما ان عرضت عليهم دنيا هارون قالوا للسيد القائد مقتدى الصدر هذا فراق بيننا وبينك وهذا كله احد اسبابه هو عدم الاخلاص بالعمل معه اعزه الله والا لو كانت مقدماتهم صحيحة لما انحرفوا عن طريق الحق وبالتالي لم تكن نتيجتهم الانحراف والعياذ بالله
ثالثاً: الابتعاد عن الاخوة في الله
قال رسول الله ص ما التقى مؤمنان قط الا أفاد الله أحدهما من صاحبه .
حيث ان الابتعاد عن الاخوة يؤدي بالفرد الى انفراد الذئب به وبالتالي يؤدي به الى وجود المعرقلات في مسيره لا ينجوا منها الا بلطف الله وحسن عنايته
رابعاً: التشكيك بالقيادة
غالباً ما نرى ان للقيادة في قراراتها حكمة ذات فوائد وعبر واسعة لا يدركها الفرد الا بعد مرور زمن فمثلاً عندما امر الامام الصادق عليه السلام احد اصحابه بالسقوط في التنور وهو موقد فبدون تردد وضع نفسه بالتنور والنار تلتهب في داخله الا انه طبق امر المعصوم بدون تشكيك وبيقين عالي من دون النظر الى اثر سقوطه بالتنور وهو موقد وهذا درس عالي لنا بان لا نشكك بخطوات قياداتنا حتى وان كانت خلاف الظاهر فان لها ابعاد وفوائد مستقبلية للفرد نفسه وللاخرين
هذه بعض النقاط التي اراها كأحد الاسباب المؤدية الى الابتعاد عن نهج المعصوم عليه السلام نسأل الله بحق محمد وال محمد ان يثبتنا على طريق الحق ونهج الحق