العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم الثورة الحسينية وعطائها المتجدد > منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية )

منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية ) جزء يسير من المواساة من مداد أقلامنا الى أن يأذن الله ونرخص الدماء لمواساته مع إمامنا المهدي ( ع )

 
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 24-10-2015, 01:43 PM   #1

 
الصورة الرمزية عاشق المقتدى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 681
تـاريخ التسجيـل : Nov 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 1,852

افتراضي القراءات الجديدة (للقائد الإلهي) لمعركة الطف تزيد من وعي المجتمع

[gdwl]
بسم الله الرحمن الرحيم
موضوع البحث/ القراءات الجديدة (للقائد الإلهي) لمعركة الطف تزيد من وعي المجتمع
المقدمة
لايمكن للباحث معرفة آثار واقعة كربلاء الا بمقدار ما نملك من قراءة وانكشاف في الرؤية , ومهما كان الذي نملكه يبقى قاصرا الا قراءة المعصوم او القائد الإلهي التي تكون قراءة معركة الطف لها هي المطلوبة في ذلك الجيل والتي ينتج معها وعي سواء للفرد او المجتمع وانفتاح على ثورة الامام الحسين (عليه السلام) تكون اكثر وضوحا واكثر عمقا وفي السنين الأخيرة تطور الفكر باتجاه قراءات جديدة لثورة الامام الحسين على يد القادة الالهيين مما أدى الى معرفة المزيد من دلالاتها في الحياة الإنسانية والاجتماعية والسياسية.
ان تأثير قضية الإمام الحسين تتجاوز زمانها ومكانها ، وهي قد أنتجت حركة فكرية ثقافية واسعة تطال مختلف جوانب المعرفة والحياة، كما قدمت نظرة جديدة، تنبثق من روح المسؤولية والالتزام الأخلاقي، وتجلى ذلك في أخلاقيات معسكري الحادثة، حيث معسكر الإمام الحسين وأنصاره الذين دافعوا بعز وفداء وأخلاقية عالية عن الدين والمصلحة العامة، في مقابل من في المعسكر الآخر الذين سيطرت عليهم الأنا والمصالح والانتهازية على حساب ضمائرهم ودينهم وأمتهم.
قال تعالى : (يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون)
لقد قرأ السيد الخميني (قدس سره) ثورة عاشوراء بعين حسينية وهي قراءة تختلف نتائجها ومعطياتها عن بعض القراءات الثورية، ذلك لأنّ السيد الخميني (قدس سره) قد استخدم قراءته هذه في برمجة تحركاته الثورية وبما يناسب متطلبات الأمة لمواجهة كل المستجدات، حيث أدرك أن انطلاقته لا تتم إلا في إطار حسيني ودون ذلك لم تستطع الأمة من إعادة ذاتها وبرمجة إصلاحاتها. ولقد فهم السيد الخميني (قدس سره) أنه من خلال معطيات ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) تتبلور جميع الرؤى السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ولكل العصور، ومن خلالها تنفتح آفاق الجهاد والكفاح لمواجهة أشرس هجمات الأعداء، فكان يقرأها قراءة تطبيقية، وكان يعي أن الأمة متى ما ذابت في ثورة الحسين (عليه السلام)، كانت حسينية، في فكرها، في تحركها، وفي نظراتها المستقبلية. ثم انتهج نهجاً آخر في تسليط الأضواء على ثورة عاشوراء ليترشّح من خلالها على الأمة عطاءات فكر الحسين (عليه السلام). لقد كانت مفاهيم عاشوراء تفتح على السيد الخميني (قدس سره) بصيرة إسلامية خالصة، ليعرف الإسلام بصيغته المحمدية الأصيلة وأيضاً لقد أدرك السيد الخميني (قدس سره) الباطن السياسي العميق للظاهر الديني الذي دفع الحسين (عليه السلام) إلى كربلاء، كما أدرك أن عظم التضحيات يدفع الأمور إلى الذروة وأن الهدف المنشود لا يقاس بحجم الدماء أو الشهداء، ما دامت النهضة وجوباً في سبيل الإسلام وشهادة في فضح السلطة السياسية والدينية التي أو شكت القضاء على الدين بسبب الفساد الشخصي والاجتماعي الذي مارسه هؤلاء. ولا يمكن أن نفهم هذا الـتأكيد على عاشوراء واستلهام دروسها من جانب السيد الخميني (قدس سره) إلا من خلال إدراكه لهذا الترابط العميق بين ظاهرها الديني وباطنها السياسي، بين النهضة في سبيل الإسلام، والنهضة في سبيل فضح السلطة وكشف زيفها، وهو لهذا يقول: (سيد الشهداء هو سر بقاء الإسلام)، ويقول أيضاً: (ولولا نهضة سيد الشهداء (عليه السلام) لما استطعنا تحقيق النصر في ثورتنا هذه)
وكانت قراءة السيد الشهيد محمد باقر الصدر لثورة الامام الحسين (عليه السلام) من خلال تسجيله الكثير من المواقف الشجاعة منذ سنوات شبابه الأولى، في الوقوف والتصدي لكلّ الانحرافات الفكرية والعقائدية التي وفدت على الساحة الإسلامية، بما في ذلك الوقوف أمام السلطات الحاكمة في العراق آنذاك، في محاولاتها الهادفة إلى إبعاد الناس عن الإسلام ومبادئه، فقام بتأسيس ودعم مجموعة من الهيئات والتجمعات، التي أراد لها نشر المبادئ الصحيحة للإسلام. ولذلك، كانت انطلاقة جماعة العلماء التي كانت بقيادة خاله الشيخ مرتضى آل ياسين، والتي بدأت بإصدار المنشورات التي تتحدث عن الإسلام وعن الواقع بأسلوب لم تعهده الحوزة من قبل، فخط بذلك معالم خطاب سياسي وفكري يؤسس لمرحلة جديدة في الأسلوب والمضمون.
فكانت حركته المضي نحو الشهادة بتحدي بالغ الدقة والاصرار , بتألق الضامن للنتيجة مسبقا وهو فرح بالنتيجة باسما ضاحك السن والقلب مغيضا قاتليه وقاتلهم قبل الزوال .
لم يفعلها تلك الحركة بين افذاذ التاريخ سوى قلة قليلة نادرة والسيد الشهيد محمد باقر الصدرأحدهم ,حيث كان يتحرك وفق منهج ان دمي سينتصر حتما على سيف الطغاة مهما كانت قوتهم فأختار الخلود لنفسه وقلبه وروحه وعقله وضميره الطاهر وفي ذات الوقت حكم على قاتليه بالموت رعبا قبل ان تتفسخ ارواحهم واجسادهم الى جيف عفنة وترحل من على تلك الدنيا البالية الدنية الى حيث ماهو ابقى واشد فتكا والما من تلك المرعبة اهوال الثورات الخالدة والمتلاحقة والتي احالت نهارات الطغاة ليالي ظلماء حالكة.
وليست بعيدة تلك قراءة السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس الله نفسه الزكية) لمدرسة الامام الحسين (عليه السلام) حيث قام أحسن قيام بأداء دور المرجع القائد في العراق الجريح، فالتفّت الملايين من الناس حوله وآمنت بخطه واتبعت نهجه، واستشهد هو تطبيقاً لمبادئه، وجماهيره ماتزال تواصل طريقه في عراق علي والحسين والشهداء والصالحين.
وآمنت به الطلائع الواعية من ذوي البصائر وأصحاب العقائد الإسلامية الراسخة، ولا عجب في ذلك، فقد كان عهدهم بهذا المعلم الشهيد بعيداً فلطالما تثقفوا في مدرسته وتدارسوا روائعه وتعلّموا منهج أهل بيت النبوة في العلم السياسي والحركي من كتبه. لقد كان معلّمهم، وقام بمشروعه المهدوي الفكري العظيم بهدي من استاذه وابن عمه الشهيد السيد محمد باقر الصدر «قدس الله روحه الطاهرة»، فكانت صحائف هذا المشروع الكبير خير مدرسة في ربط الأمة وطلائعها الرسالية بقائدهم الحقيقي وهو الامام المهدي (عجل الله فرجه الشريف)
لقد كان السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر واعياً لما يقوم به، وذكياً في تصرفاته ومواقفه، وحكيماً بعيداً عن الانفعال أو التأثر بعناصر غير لصيقة بمشروعه الإسلامي وتوعية المجتمع وكان المرجع المفكر شجاعاً بطلاً غير متردد وغير هيّاب من الأعداء. وكان يخفي ما يريد إخفاءه كما كان يظهر ما يريد إظهاره بإقدام وشجاعة فائقة حتى لو كلفه ذلك حياته. كان يبذل كل جهده ووقته وكيانه من أجل الإنسان المسلم بصورة عامة والإنسان العراقي بصورة خاصة. لذلك أحبه الناس بعقولهم وقلوبهم وكل جوارحهم.
كان للسيد الشهيد اطروحة كاملة ناضجة في التحرك الإسلامي السياسي في ظل الدولة الظالمة وهو ما دوّنه في كتابه «تاريخ الغيبة الكبرى» وبعشرات الصفحات وقبل شهادته بما يقارب من ثلاثين سنة. فقد استعرض كل الاحتمالات ووضع الحلول لكل منها وما ينبغي للمؤمن من القيام به في كل ظرف من الظروف.
ونحن مطالبون بدراسة فكر ونظريات وتوجيهات السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس الله نفسه الزكية) فإنها مصابيح في طريق العاملين.
لقد أدرك الهدام والصهيونية العالمية وأميركا وعملاؤها خطورة مشروع السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس الله نفسه الزكية) التغييري حيث اصبح الشعب العراقي واعي فكان قرار تصفيته.
إنّ خطابه الأخير كان خلاصة لأهم منطلقاته الفكرية والتحركية. كان يدعو به الى الالتزام بالإسلام وبالمرجعية المجاهدة، وبالالتزام بالشعائر الإسلامية، مثل مواكب المشي للامام الحسين (عليه السلام) وصلاة الجمعة. وكان يعتبر أنّ هاتين الشعيرتين من أفضل وسائل محاربة الاستكبار العالمي.
ولكي لا ننسى، فالسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر كان أحد أبرز العلماء العاملين في العراق، وأحد ألمع أركان مدرسة السيد الشهيد محمد باقر الصدر، وأحد أشهر المفكرين والمنظرين في فكر مدرسة أهل البيت «ع»، وهو من القلة من العلماء الذين درسوا حركة أهل البيت «ع» ومسيرتهم، وهو ما ينبغي استحضاره ونحن نبحث عن نهجه الحسيني ونستشهد بقول الأستاذ علي الزيدي بكتابه لماذا المسير(سيدي يا أيها الولي المقدس ، لا نريد أن نثير حولك العواطف في ساحة الذكرى فقط ، ولا نريد ان نذرف دموعاً كالثكالى بلا عنوان ، كلا وكلا ثم كلا .فمحمد الصدر فينا حياة سـرمدية وشمس أحدية ، أضاءت بإشـراقها أرض النفس ، وعمي عنها من لم يشأ أن يستغني عن عماه ، فعاش حياته بلا ضياء .ولذلك إن أردنا أن نحيي ذكراك سيدي يجب علينا أن يسبق فعلُنا القولَ ، وحركتُنا السكون ، وأن يكون نهج الصدر المقدس هو نهجنا وطريقنا في تعاملنا اليومي مع النفس ومع المجتمع بجميع أطيافه ومكوناته ، ومن ثم الخروج من ذلك بحمل الشعور بالمسؤولية الكبيرة التي أُلقيت على أتباع آل الصدر ، في معالجة المشاكل والمعرقلات التي تواجه مخطط المسير الإسلامي الصحيح في صفوف الأمة .)
لقد كانت معركة السيد الصدر مع النظام المتسلّط في العراق ومن ورائه الصهيونية العالمية والقوى الاستعمارية معركة بقاء أو موت للشعب العراقي. والشعب العراقي من أعرق شعوب الأرض وأكثرها مواصلة لمسيرة الكفاح، لذلك فالسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (قدس الله نفسه الزكية) مستمر في قيادته كما هو شأن الصدر الأول السيد الشهيد محمد باقر الصدر، و في معركته الداخلية التي شرع بها الآخرون ضده كانت في حقيقتها معركة المنهج ونظرية العمل السياسي والاجتماعي من أجل خدمة الإنسان وإقامة المعطل من شرع اللّه.فقد اصبح الشعب العراقي اكثر وعيا بفضل قراءة السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر للثورة الحسينية وتطبيقها على ارض الواقع .
ولم يتركنا الله عزوجل دون قائد فكان ابنهما البار السيد مقتدى الصدر بعد استشهاد الشهدين الصدرين (قدس الله اسرارهما) حتى يقرا عاشوراء بصورة جديدة للمرحلة التي نحن فيها وتكون مرحلة لاكمال نهج الشهيدين الصدرين في التصدي لاخراج المحتل المتمثل بامريكا من ارض الحسين (عليه السلام) ومحاربة أعداء اهل البيت المتمثل بشذاذ الآفاق ومحاربة الطائفية المقيته وساخذ بعض ماقاله السيد القائد مقتدى الصدر في كتابه كربلاء ام القرى لنتعرف على قراءته في ثورة الامام الحسين (عليه السلام) (ولكني أريد تسليط الضوء على جهة أخرى من مقولته (ع) ألا وهي: «لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله »، ولي على ذلك بعض التعليقات التي تخص موضوعنا أهمها أمران:-
الأول: (طلب الإصلاح) والتي جاءت محصورة ومحددة بـ(إنما) التي قد جعلها النُّحاة ووضعها اللغويون لهذا في الكثير من كلامهم، بل هذا ما ورد في القرآن الكريم كما في قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً } وغيرها من الآيات القرآنية الكريمة.
إذن فقد حصر الإمام الحسين ثورته وجعل ثمارها (الإصلاح)، فيا ترى هل يُساوى الإصلاح مع الشهادة؟ أو بتعبير آخر: ما عِظَم (الإصلاح) وما فائدته، بحيث يُقدِّم الإمام الحسين (ع) نفسه وعائلته وأسرته وأولاده وأتباعه ومُتعلِّقيه فداءاً لذلك الهدف أعني (الإصلاح).
ويمكننا أن نجيب على ذلك بعدة أجوبة قد ندَّعي أنها حضارية أو بِلُغَةٍ ومصطلحات حضارية تتأقلم مع زماننا هذا، من تلك التعليلات:
أولاً: إن قيام الدولة الظالمة أو الفاسدة يُسيء لسمعة الإسلام، وبالتالي فإنه قد يضـر حتى بـ (بيضة الإسلام) ولذلك يجب معها (الجهاد) أو (الثورة) أو قل (إسقاط النظام).
ثانياً: إن الفساد يعني أن الحكومة ستكون ولو تدريجياً ظالمة، وهذا يعني تسلطها على رقاب المؤمنين، ولن يُعبَد الله ولن يُطاع شيئاً فشيئاً، وهذا مخالف للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا سُكِتَ عنه، فلا بد من القيام والمطالبة بسقوط النظام.
ثالثاً: إن وجود الفساد مع وجود الإمام قد يحسب ضد الإمام وحاشاه، ولو بعد حين، أو بتعبير آخر: إن وجود الفساد مع عدم الوقوف ضده من قبل المعصوم أو من قبل أي جهة أخرى من الأحزاب والمؤسسات كما في تعبيرنا الحالي يعني الرضا به، وبالتالي الدخول فيه (والعياذ بالله) ولذلك يجب التحرك (للإصلاح) لكي لا يكون الفرد راضياً به أو ساكتاً عنه.
رابعاً: إن الفساد كالنار التي تأكل الحطب ولا سيما أنه من الحكومة أو الجهة المتسلطة والمتنفِّذة، وهذا يعني سهولة انتشاره وسرعة سريانه بين الجميع شيئاً فشيئاً، وبالتالي يجب الإسراع في (الإصلاح) لزوال الفساد.
تلك الأسباب وغيرها كانت موجبة للتضحية بالغالي والنفيس، بل وعلى جميع المؤمنين ولو بالطرق اللائقة، الوقوف ضد الفساد المستشـري في بلدان الإسلام، حتى صارت الحكومات المحسوبة على الإسلام تتنافس على الصدارة بالفساد والرشوة والظلم مع شديد الأسف... أفهذا الذي استشهد الإمام (ع) من أجله؟!!!.
عموماً إن الإمام قد قَدَّمَ نفسه من أجل (الإصلاح) وإنهاء (الفساد) فهو المصلح الأول وقامع الفساد الأول، فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وسنبقى له أوفياء سائرين على نهجه وخطِّه ما حيينا أبداً أبداً.
الثاني: طلب الإصلاح «في أمة جدي رسول الله » وفي هذه الحِكمَة الكثير من العِبرَة التي يمكن للفرد أو الحكومات أو أصحاب النفوذ أو الثوار أو المجاهدين الإستفادة منها في زماننا هذا، وفي عصرنا هذا، الذي قد تشتَّـتَت فيه الأمة وانحرفت كثيراً حتى أصبح «القابض على دينه كالقابض على جمرة من نار».
وسنأخذ تلك الحكمة من ناحيتين:
الناحية الأولى: إنها إثبات لوجود الفساد في أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وخصوصاً أن هذا الكلام قد صدر من لدن (معصوم) أخذ العصمة عن أبيه وأمه ومن قَبْلُ جدُّه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وعليه نستنتج ما يلي:
1- إن الفساد قد يصدر من المحسوبين على الإسلام وهو المقصود من «أمة جدي رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)».
2- إن الفساد إذا صدر من المحسوبين على (الأمة) أو المذهب أو الإسلام أو العقيدة، يجب محاربته، لا الوقوف مكتوف الأيدي بعنوان عدم معاداة أبناء جلدته أو المنتمي إليهم.
3- إن الفساد لم يقف عند كبار الحكام، أو عند يزيد فقط أو تابعيه، بل استشـرى الى (أمة جدي)، وخصوصاً بعد الإلتفات الى محور، الإمام قد لا يقصد منه إدخال يزيد ومن لَفَّ لَفَّهُ (بالأمة) إذن فالمقصود أعم منه ومن أتباعه... ولو قوةً إن لم يَكُ فعلاً. وهذا ما نَوَّهنا له من قبل، بأن وجود الفساد في السلطة يكون عنصراً فاعلاً في زيادة وسرعة انتشار الفساد بين الرعية وهي الطامَّة الكبرى...
أما الناحية الثانية: إن في تلك الحِكمَة عِبرة مهمة، وهي البدء بالإسلام من الداخل، فإن أي كيان سياسي أو حزبي، أو حتى كيان الدولة نفسها لا يمكن أن يكون صالحاً لنشـر أهدافه واتِّساع رقعته خارجاً، ما لم يصلح داخله، والعمل من أجل إصلاح الداخل، ثم العمل من أجل إصلاح الخارج، ولو تدريجياً...
فلا يمكن لدولة فَتِيَّةٍ مثلاً، قد أخذ منها الفساد مأخذاً، أن تأخذ على عاتقها السير قُدُماً نحو إصلاح المجتمع العالمي أو الدولي، ونشـر أسسها وأهدافها إلا بعد أن تقوم بإصلاح ما حطمه الفساد وأتلفه. ولا يمكنها إلا بعد أن تقوم على أسس صحيحة فكما ورد: فاقد الشـيء لا يعطيه، مطلقاً حتى في عالم السياسة، فهل سمعت بدولة تخوض حرباً داخلية ترسل جيشاً لمساعدة دولة جارة مثلاً؟، أو هل سمعت بدولة قائمة على الفساد تصدر بياناً تنتقد به فساداً في دولة أخرى؟!!
لذا فإن الإمام الحسين (ع) أخذ على عاتقه إصلاح ما أفسده البعض، ثم القيام بواجباته الخارجية الأخرى ولو بعد حين، إذن فهو القائد السياسي الـمُحنَّك الذي لا يأخذ الأمور بنظرة سطحية، بل بكل دِقَّة وتدريج، وكما يعبرون فإنه (يطبخ المجتمع على نار هادئة) حتى تثمر عن هداية ناضجة للجميع بلا استثناء.
إذن فالحِكمَة والحِنكَة مطلوبة من هذه الناحية لا محالة، ولاسيما فيما يخص (الإصلاح الداخلي) سواء في زمن الإمام (ع) وكما طبقه على أتمِّ وجه، أو في زماننا هذا ولم يُطبَّق الى أن يأذن الله، والله خير الناصرين... طبعاً ولا أعني بذلك دولة أو جهة معينة، ولكن من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بصورة عامة، هدانا الله وإياكم وجعلنا من السائرين على نهج الإمام الحسين (ع) .
ونسأل انفسنا ماذا تعلمنا من واقعة كربلاء؟ وماهي قراءتنا لها ؟
العبر والدروس من واقعة كربلاء لا يمكن حصرها، ولكن يمكننا أن نقول أنها علَّمتنا ما يلي من الدروس:
الدرس الأول:
أن نثأر لله وحده، لا لانتسابات الأرض، وانتماءاتها، وعصبياتها، وجاهلياتها.
الدرس الثاني:
أن نعطي الدم من أجل أن يبقى الإسلام وحده، لا أن تبقى نظريات الإنسان، وحزبياته، وشعاراته
الدرس الثالث:
أن ننتصر للدين، وللمبدأ، وللعقيدة، لا للعصبيات، والقوميات، والعناوين التي صاغتها ضلالات الإنسان، وأهواءه.
الدرس الرابع:
أن نحمل القرآن كدستور
الدرس الخامس:
أن نرفض الباطل ، والفساد، والضلال، وأن نرفض كل ألوان الانحراف الأخلاقي، والثقافي، والاجتماعي، والسياسي.
الدرس السادس:
أن نكون الصرخة التي تواجه الظلم والظالمين، وتواجه البغي والباغين، وتواجه الطغيان والطاغين، وتواجه الاستكبار والمستكبرين.
الدرس السابع:
أن نكون المبدئيين الأقوياء الذين لا يساومون، ولا يتنازلون، ولا يسترخون، كقوله تعالى: (أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) [الفتح: 29].
ولا تعني المبدئية والصلابة أن لا نعيش المرونة والانفتاح والشفّافية في حواراتنا مع الآخرين.
والإنسان المؤمن في حالات التصدي والمواجهة والصراع يجب أن يكون شديداً وحدِّياً وصارماً في موقفه مع أعداء الإسلام، وأعداء الحق.
نعم، حينما يحاور الآخرين، ويدعو ويبلِّغ يجب أن يكون مَرِناً منفتحاً شفّافاً.
وهنا نؤكد أنَّ المُرونة والشفّافية في حواراتنا مع الآخرين لا تعني الاسترخاء في طرح الأفكار والقناعات العقيدية والمذهبية، والثقافية والسياسية.
ولا تعني الاسترخاء في طرح الحُجَج والبراهين، ولا تعني المساومة والتنازل، ولا تعني المجاملة الفكرية، أو المجاملة السياسية، أو المجاملة الاجتماعية، ولا تعني السكوت عن مواجهة الأفكار التي تتنافى مع المبادئ والقيم التي نؤمن بها، فالمرونة والحور في منهجنا هي أسلوب متكامل في الحوار.
الدرس الثامن:
أن نعيش الصمود والثبات في مواجهة كل التحديات، التحديات الفكرية، والثقافية، والنفسية، والاجتماعية، والسياسية، والإعلامية.
الحسينيون الحقيقيون لا يعرفون الانهزام، والتراجع والتخاذل، والضعف فهم الثابتون الصامدون، الذين يملكون عُنفُوَان العقيدة، وصلابة الإيمان، وإباء المبدأ، وشموخ الموقف.
فالسائرون في خط الحسين (عليه السلام) هم الذين يحملون شعار الحسين (عليه السلام): لا أرَى المَوتَ إِلاَّ سَعَادَة والحَياةَ مَع الظالمينَ إِلاَّ بَرَمَا.
والسائرون على خط الحسين (عليه السلام) هم الذين يحملون شعار علي الأكبر (عليه السلام): لا نُبَالي أنْ نَمُوتَ مُحِقِّينَ.
والسائرون على خط الحسين (عليه السلام) هم الذين يحملون شعار العباس (عليه السلام): وَاللهِ إِنْ قطعتُموا يَميني إِنِّي أُحَامي أبداً عن دِيني وَعَن إِمامٍ صَادقِ اليَقينِ، والسائرون على خط الحسين (عليه السلام) هم الذين يحملون شعار القاسم (عليه السلام): المَوتُ فيكَ يا عَم أحلَى مِنَ العَسَل.
الدرس التاسع:
أن نكون المتدينين الحقيقين، وأن نكون الذين يملكون بصيرة الدين والعقيدة، وبصيرة الإيمان، والمبدأ، ونقاوة الانتماء، والالتزام، وأن لا نكون من أولئك الذين يحملون بَلادَة الدين والعقيدة، وغباء الإيمان والمبدأ وأن لا نكون النفعيِّين المَصلحيِّين المتاجرين بالدين، والمساومين على حساب المبدأ.
الإمام الحسين (عليه السلام) أوقف حَجَّه، وأعلن الثورة على يزيد، وذلك ليقول للمسلمين: أيّ قِيمَةٍ لطوافٍ حولَ بيت الله ما دام الناس يطوفون حول قصور الطغاة والظالمين.
الدرس العاشر:
أن نكون إِمَّا الحسينيِّين الذي يعطون الدم من أجل المبدأ، أو نكون الزينبيِّين الذين يحملون صوت الحسين (عليه السلام).
فالحسين (عليه السلام) وشهداء كربلاء فجَّروا الثورة في يوم عاشوراء، وكان وقود هذه الثورة دماءهم الطاهرة.

ملخص البحث
مهما بلغ الوعي الإسلامي من تطور بالفكر فلا يمكنه ان يقرأ معركة كربلاء بما يخدم المجتمع الا عن طريق قراءة القائد الإلهي ويجب علينا ان نكون من المطبقين لتلك القراءة لانها هي التي ترضي الله تعالى والامام المعصوم
والحمد الله رب العالمين

المصادر
1- القران الكريم
2- أضواء على ثورة الامام الحسين
3- الوصية الخالدة للسيد الخميني
4- كربلاء ام القرى للسيد القائد مقتدى الصدر
5- لماذا المسير للأستاذ علي الزيدي
6- والسيرة والمسيرة في حقائق ووثائق/احمد عبدالله العاملي
[/gdwl]

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
عاشق المقتدى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 10:27 PM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2025