التنازل عن الذات

التنازل عن الذات

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن عدوهم
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى : ( فمن عفا وأصلح فأجره على الله ....) الشورى 40
لو أن أحد الأشخاص قد أساء إليك بكلمة مهينة أو بعمل معين ورددت عليه الإساءة بمثلها ، تكون قد قمت بعملية دفاع عن الذات وهو أمر مشروع لا غبار عليه .
ومن الممكن أن تتصاعد بدرجة فتمارس عملية عفو عن الإساءة المذكورة ، العفو هنا يمثل تنازلا ً عن الذات في بعض حقوقها وبالتالي تكون مارست سلوكاً سوياً وهذا يجسّد نمطاً عالياً من الممارسات التي تتصاعد بالشخصية إلى الذرى .
بيد أن هناك تصاعداً أكثر حينما تمارس الشخصية إحساناً إلى المسيء فهي لا تكتفي بمجرد العفو عن الإساءة بل تقدم الشخصية إحسانا إلى المسيء أي ترد الإساءة بالإحسان وهذا ما تندب إليه التوصيات الإسلامية والذي يمثل أعلى درجة في ميدان التنازل عن الذات .
ورد أن أحد الأشخاص أساء إلى الإمام السجاد عليه السلام فكانت استجابته عليه السلام للإساءة : ( ألك حاجة نعينك عليها ؟ ) ثم أعطاه مالاً كثيراً .
وعن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم : ( ألا أخبركم بخير خلائق الدنيا والآخرة ؟ العفو عمن ظلمك ، وتصل من قطعك ، والإحسان إلى من أساء إليك ، وإعطاء من حرمك )
والحمد لله رب العالمين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن عدوهم

المصدر / 1) دراسات في علم النفس الإسلامي / د . محمود البستاني
2) الأخلاق والآداب الإسلامية / عبد الله الهاشمي