اصحاب الإمام المهدي عليه السلام مصداق لاصحاب الإمام الحسين عليه السلام

بسم الله الرحمن الرحيم


أصحاب الإمام المهدي عليه السلام مصداق لاصحاب الإمام الحسين عليه السلام


ان وجود القدوة الحسنة هو من السنن الإلهية التي لا بديل لها ولا تتغير في كل زمان ومكان قال تعالى) لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) الاحزاب آية 21.

فهو (صلى الله عليه وآله وسلم) المثل الأعلى والقدوة الكبرى والسبيل الاعظم قال تعالى (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي) سورة يوسف آية 108.

فان أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة هم من أمر الله سبحانه ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالاقتداء بهم والأخذ عنهم (فكانوا هم السبيل اليك

والمسلك الى رضوانك) ولابد للانسان السائر على طريق الحق ان يتخذ القدوة والمثل الأعلى ان يجعل نصب عينيه ، ويتخذ من مواقفها العبرة

ويكتسب منها الخبرة والموعظة الحسنة ، ومن اعلى هذه النماذج التي يقتدى بها هم اصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) فهم كما قال سيدهم

(اصحابي خير الاصحاب) وكلام المعصوم (عليه السلام) كالقرآن يجري مجرى الليل والنهار وهذه الشهادة الحسينية التي لم ينطق بها الا بحق

اصحابه ، وكل من اراد الخير يجعل من مدرسة اصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) منهجاً له يطلب فيها السعي الصادق لنيل مراتب الرضا والكمال

بين يدي الله تعالى ، ومن المتخرجين من هذه المدرسة بأقرب الاوصاف الى جيش الإمام الحسين (عليه السلام) هم جيش الإمام المهدي (عليه

السلام) مع افضلية اصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) يقول الاستاذ الفاضل علي الزيدي في كتابه (اسئلة معاصرة حول الإمام المهدي عليه السلام) الصفحة 236 .
(ان سبب أفضلية اصحاب الحسين عليه السلام هم انهم كانوا السبب الأول واللبنة الأولى التي مهدت الطريق للأجيال القادمة بأن تحذو حذوهم لنصرة

المعصومين عليهم السلام واحداً بعد الأخر ولولا هم لما تمكن أي فرد من تقديم النصرة لاي معصوم بعد الإمام الحسين عليه السلام وبالخصوص

نصرة مولانا صاحب العصر والزمان الإمام المهدي عليه السلام) .

وسوف ناخذ بنود بعض مصاديق عنوان البحث .

اولا : وحدة الهدف :- وهو تثبت قواعد الدين الحنيف وشريعة سيد المرسلين (صلى الله عليه وآله وسلم) وإعلاء كلمة التوحيد والذود عن محارم الله ورسوله بالغالي والنفيس .

ثانياً: الاستحقاق العالي لخدمة المعصوم عليه السلام :- قال تعالى (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) فصلت آية 35

فالانسان الذي يكون بمعية المعصوم (عليه السلام) يجب أن يكون لديه ملكات عالية ونفس مهذبة واستعدادات خاصة من أجل الوصول إلى هذا الاستحقاق .

ثالثاً : النجاح في مرحلة التمحيص :- قال تعالى (وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ) آل عمران آية 141وقال الإمام الباقر (عليه السلام) (

والله لتميزن ، والله لتمحصن ، والله لتغربلن كما يغربل الزوان من القمح) فالثبات على الحق من اصعب الاختبارات التي يتعرض فيها المؤمن الى

اشد انواع البلائات ومختلف الامتحانات .

رابعاً : ترك الدنيا والإقبال على الاخرة :- قال تعالى (إِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) العنكبوت آية 64وكما قيل في الحكمة (الدنيا

والآخرة ضرتان لا يجتمعان) ولعلنا غير ناسين ما قاله السيد القائد مقتدى الصدر (دام عزه) في اكثر من موقف (اتركوا الدنيا) .

نتيجة البحث :

أن منهج الوصول إلى الله تعالى واحد لآن الله سبحانه هو واحد أحد فرد صمد ، وهذا المنهج الثابت لا يطرء عليه التغيير والتبديل لأنه من سنن الله

الإلهية ( وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلا) الاحزاب آية 62.



والحمد لله رب العالمين .