العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم الثورة الحسينية وعطائها المتجدد > منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية )

منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية ) جزء يسير من المواساة من مداد أقلامنا الى أن يأذن الله ونرخص الدماء لمواساته مع إمامنا المهدي ( ع )

 
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 17-11-2015, 01:43 PM   #1

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 3088
تـاريخ التسجيـل : Dec 2014
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 25

افتراضي اراجيز الانتماء لثورة الحسين عليه السلام


المقدمة :
بعد ان تحولت الخلافة الاسلامية الى حكم اموي عشائري تولاه مجموعة من الدنيويين كان همهم الوحيد ارضاء غرائزهم وتحويل اموال المسلمين وحقوقهم الى خزائنهم الخاصة وذلك ما انعكس بالسلب على كل شرائح المجتمع .
الذي لم يكن بمستوى التصدي لهذه الطغمة المنحرفة بسبب الاضطهاد والقسوة التي واجه به الامويون مخالفيهم ، وكانت الايام تمر عصيبة على المسلمين وغير المسلمين وبازدياد الاستهتار الذي اصطبغ به حكم بني امية وخليفتهم يزيد كان لا بُدَّ من مواجهة تُعادل هذا الظلم او تتعداه قوة وآثاراً ...
وليس في الافق حينها من يملك تلك القوة والصلابة في المواجهة غير الامام المعصوم وهو الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم افضل الصلاة والسلام الذي كان يمثل الخط الحقيقي للإسلام المحمدي الذي ورثه سلوكاً حقيقياً من جده النبي الاكرم صلى الله عليه واله وابيه الوصي الذي بولايته اكمل الله الاسلام واتمه في يوم غدير خم .
ولست هنا بصدد التحدث عن الحوادث والامور وكيف تداعت لتصل في العاشر من محرم سنة 61 للهجرة الى معركة فاصلة شكَّلت انفجاراً مدوياً لفعل ثوري ارتفع به صوت الحق بوجه الباطل وهو ظلم بني امية ومن كان في ركابهم وكان الحسين عليه السلام محور وقائد ومنظّر تلك الثورة التي لا زالت حرارتها تطفح في قلوب الاحرار .
وتمثل نموذجاً فريداً اقتدى ولا يزال يقتدي به الاحرار والثوار في كل بقاع العالم ...
وفي هذا البحث سنحاول على محدودية امكاناتنا ان نقدم صوراً من صور التضحية التي قدمها قائد تلك الثورة الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم السلام واصحابه الابطال في وقوفهم (وهم قلّة) بوجه ثلاثين الف محارب من جيش بني امية وسأحاول ان اقدم ولو بشكل مختصر ذلك الانتماء الحقيقي لأصحاب الحسين عليه السلام الذي كان يمثل الاسلام الحقيقي بأبهى صوره ...
الثائرون مع الحسين عليه السلام
توزعت البطولة في يوم العاشر من محرم الحرام لسنة 61 للهجرة على صورتين :
الصورة الاولى : كانت في التحاق مجموعة من الشخصيات ذات المبادئ الثابتة والواعية والنادرة برغم ما كان يعانيه كُلُّ من يحاول الخروج على ظلم بني امية وقد عانت هذه الثلة الشجاعة الكثير قبل ان تلتحق بالحسين عليه السلام وتقدم ارواحها ثمناً للحق وتذكر لنا الروايات ان ما يقارب الثلاثين رجلاً ممن استشهدوا بين يدي الحسين عليه السلام كانوا ضمن جيش عمر بن سعد لعنه الله (1) وهذا الموقف بحد ذاته يمثل بطولة قل نظيرها فان تكون في جيش الدولة الضخم وتتحول في لحظة تجلي عظيمة لتلتحق في جيش صغير وتقف في مواجهة ذلك الجيش الضخم فهذا موقف كبير ...
وضم جيش الامام عليه السلام رجالاً من كل الاعمار ففيهم الشيخ الكبير الذي ربما ناهز التسعين كالصحابي الجليل : حبيب بن مظاهر وانس بن الحارث وفيهم كذلك من لم يبلغ الحلم كما فعل عمر بن جنادة الانصاري الذي لم يتجاوز عمره حينها الحادية عشر فكانوا سلام الله عليهم خليطاً منوعاً لكنهم كانوا نسيجاً واحداً في انتمائهم لإمامهم الحسين عليه السلام .
الصورة الثانية : الاكثر ابداعاً في ترويضهم لنفوسهم وهم يواجهون الموت لأعلاء كلمة الحق التي اعلنها الامام الحسين عليه السلام شعاراً لثورته وسبباً لخروجه على الطاغية يزيد حيث قال لم اخرج اشراً ولا بَطراً انما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي رسول الله صلى الله عليه واله .
ومن خلال قراءة مواقف هؤلاء الابطال وهم يخوضون غمار معركة الطف يمكننا الوقوف على حقيقة وعيهم ومستوى ادراكهم في نصرتهم للحسين عليه السلام فعندما نستمع لأرجوزة الحجاج بن مسروق الجعفي وهو يقاتل :
اقدِم حسين هادياً مَهدياً **** اليوم القى جدَك النبيا
ثُمَّ اباكَ ذا الذُرى علياً
**** ذاك الذي نعرفه وصياً(2)
وفيها يعرض لنا وعياً راقياً غير مبتعد عن دوافع تلك الثورة فهو يعرِّف ويقدم بأختصار شديد سبب وقوفه مع الحسين عليه السلام الذي هو امتداد لمقومات الاسلام الاساسية : الهداية والنبوة والولاية ...
ونسمع كذلك صوت بطل آخر وهو نافع بن هلال :
انا الغلام اليمني الجملي
**** ديني على دين حسين وعلي
ان اُقتَل اليوم فهذا أمَلي
**** وذاك رأيي واُلاقي عملي(3)
نجد فيها صورة ثانية من صور الانتماء للإسلام الحقيقي .
لأن دين الحسين عليه السلام هو دين علي ودين علي هو بالتأكيد الدين الذي جاء به نبي الرحمة محمد صلى الله عليه واله والموت في سبيل اعلاء كلمة هذا الدين هو امله الاول والاخير .
وفي ضجة المعركة كان زهير بن القين يصرخ فيهم :
انا زُهير وانا ابن القينِ
**** اذودكم بالسيف عن حسينِ
انَّ حسيناً احد السبطينِ
**** من عترة البِّرِّ التقي الزينِ
ذاك رسول الله غيرُ مينِ (4)
صورة اخرى رائعة تُفصح عن مستوى العلم الذي حازه هذا المقاتل الشجاع وكيف إنَّ الحسين هو من النبي صلى اله عليه واله وما يقوم به هو من مصدر علم النبوة التي ورثها من جده وابيه عليهما السلام .
وكان قرة الغفاري يقاتل ويرتجز :
لأضرِبنَّ معشر الفجارِ
**** بكلِّ غضبٍ ذكرٍ بتارِ
ضرباً وحتفاً عن بني المختارِ
**** رَهطِ النبيِّ السادة الابرارِ(5)
فهذا المحارب يعلم علم اليقين ان الحرب مع الحسين والدفاع عنه انما هو دفاع عن الاسلام الحق ورموزه الحقيقية .
وهكذا اذ ما تتبعنا اراجيز اصحاب الحسين عليه السلام الذي قال فيهم :
لا اعلم اصحاباً خيراً ولا اوفى من اصحابي
ولعلّ ما قاله جون مولى ابي ذر الغفاري وهو العبد الاسود هو اصدق تعبير عن كل ما كانت تجهش به نفوسهم رضوان الله عليه حيث قال :
كيف ترى الفجارُ ضرب الاسودِ
**** بالمشرفي القاطع المهندِ
بالســيف صُلنا عن بني محمَّدِ
**** اذبُّ عنهم باللسان واليدِ
ارجوا بذاك الفوز يوم الموردِ
**** من الإله الواحد الموَّحدِ
اذ لا شفيع عنده كأحمَدِ (6).
فدفاعهم كما قال جون عن النبي صلى اله عليه واله باليد واللسان وغاية تضحيته هذه هي الفوز يوم القيامة لأنَّ الشفيع هو النبي الاكرم صلى اله عليه واله الذي هو جد الحسين عليه السلام وقد صَدَقَ هذا البطل الذي خلدته هذه المعركة ...
نتيجة البحث
ومن خلال هذه القراءة البسيطة لأراجيز بعض من شهداء الطف يمكننا ان نتعرف على مستوى انتمائهم للإسلام الحقيقي وشدة تمسكهم بالمبادئ التي مثلها الحسين عليه السلام باعتباره الامام الشرعي المعصوم لذلك العصر .
والذي نص على امامته النبي صلى اله عليه واله وامير المؤمنين واخيه الحسن عليهما السلام وهو بذلك امام مفترض الطاعة وواجب الاتباع ويستحق التضحية من اجله ...
وهذا ما فعله انصاره الذين ضَحّوا بأنفسهم في دفاعهم عنهم وتضحيتهم تلك لم تكن من فراغ ولا بدوافع شخصية طائفية او عشائرية او مصلحية انما يقف ورائها ايمان مطلق وعقيدة راسخة عبَّروا عنها رضوان الله عليهم بان قَدَّموا دمائهم التي امتزجت بدمه المقدس واحتوائهم بعدها قبر واحد تحول الى ضريح كأروع ما يكون يحج له الناس من كل بقاع العالم .
وختاماً اسأل الله ان يكون ما قدمته على قصره وقلة مادته قد اعطى ولو جزءاً يسيراً لصورة من الانتماء لثورة الامام الحسين عليه السلام التي هي ثورة الاسلام الحقيقي ضد الانحراف والاستعباد الذي تفنن في ممارسته لعناء آل امية من يزيد وامثاله .
وان يحشرني واياكم مع اصحاب الحسين عليهم السلام ..
المصادر :
1- العقد الفريد ج 4 ص 380 وورد ذلك في حياة الامام الحسين عليه السلام ج3 ص 205.
2- مناقب آل ابي طالب ج4 ص103 .
3- مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي ج2ص 21.
4- حياة الامام الحسين بن علي عليه السلام ج3 ص 230 .
5- حياة الامام الحسين بن علي عليه السلام ج3 ص244 .
6- حياة الامام الحسين بن علي عليه السلام ج3 ص 236 .
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على رسوله والائمة الميامين وسلم تسليماً

 

 

 

 

 

 

 

 


التعديل الأخير تم بواسطة الراجي رحمة الباري ; 03-12-2015 الساعة 11:15 AM
ابو حسن الدراجي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 11:50 PM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2025