تذكير الأمة بقيادتها.

تذكير الأمة بقيادتها.
يركز دعاء الندبة بما يتضمنه من معاني عالية وعبر قيمة للمؤمن الواعي الرسالي في خطابه على الإمام المهدي (عليه السلام ) باعتباره الإمام الفعلي والقائم بأعباء الرسالة الإلهيه الشريفة ,والمدخر لأقامة الحق والعدل , وإزالة الأمت والعوج , وليذكرنا أن العيد الحقيقي , هو يوم الانتصار الحقيقي على كل الذنوب ,وهو يوم إقامة حكم الله تبارك وتعالى في الأرض على يد الأمناء من عباده .
كما يركز دعاء الندبة , على الأخذ بثأر الامام الحسين (عليه السلام )على يد ولده الحجة القائم (عليه السلام وعجل الله فرجه ).ولا بأس بنقل شيء مما يتعلق بذلك , ففي كامل الزيارات عن حماد بن عثمان عن أبي عبد الله (عليه السلام ) انه قال : (لما اسري بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم إلى السماء قيل له :إن الله تبارك وتعالى يختبرك في ثلاث لينظر كيف صبرك , قال : أسلم لأمرك يارب ,ولا قوة على الصبر إلا بك ,فما وهن ؟.......وأما الثالثة : فما يلقى أهل بيتك من بعدك من القتل , أما أخوك فيلقى من امتك الشتم والتعنيف والتوبيخ والحرمان والجحد والظلم , وآخر ذلك القتل .فقال : قبلت يارب , قبلت ورضيت , ومنك التوفيق والصبر .
وأما أبنتك فتظلم وتحرم ,ويؤخذ حقها غصبا الذي تجعله لها , وتضرب وهي حامل , ويدخل عليه وعل حريمها ومنزلها بغير أذن , ثم يمسها هوان وتطرح ما في بطنها من الضرب , وتموت من ذ لك الضرب , قال : إنا لله وإنا اليه راجعون , قبلت يارب وسلمت , ومنك التوفيق والصبر . ويكون لك من أخيك ابنان , يقتل أحدهما غدرا ويسلب ويطعن ,تفعل ذلك به أمتك . قال : يارب , قبلت وسلمت , إنا لله وإنا إليه راحعون , ومنك التوفيق والصبر .
وأما أبنها الآخر فتدعوه امتك للجهاد , ثم يقتلونه صبرا , ويقتلون ولده ومن معه من أهل بيته ,ثم يسلبون حرمه ,فيستعين بي , وقد مضى القضاء مني فيه بالشهادة له ولمن معه ,ويكون قتلة حجة على من بين قطريها (جانبيها )فيبكيه أهل السموات و أهل الأرضين جزعا عليه , وتبكيه ملائكة لم يدركوا نصرته . ثم أخرج من صلبه ذكرا , أنتصر له به ,وإن شبحه عندي تحت العرش يملأ الأرض بالعدل , ويطفئها بالقسط ).
ولكي لا تنسينا أفراحنا ما جرى من مصائب أهل البيت (عليهم السلام )وشيعتهم ومواليهم وكل العاملين الرساليين , والتي لا زالت تقع عليهم من كل حدب وصوب , يقول الإمام السجاد (عليه السلام ) في يوم عيد بعد استشهاد أبيه الحسين (عليه السلام )وأصحابه البررة وهو كئيب حزين كما في الشعر المنسوب إليه (عليه السلام ) :
نحن بنوالمصطفى ذووغصص يجرعها في الأنام كاظمنا
عظيـــمة في الأنام محــــــنتنا أولنــــا مبتـلى وآخـــرنا
يفرح هذا الـــورى بعيــــدهم ونحن أعيـــــــادنا مــــآتمنا
وفي الدعاء تذكير للأمة بقيادتها والفات نظر العباد إلى القيادة الحقيقية للأمة المتمثلة بالقائد المجاهد السيد مقتدى الصدر (دام ظله الوارف) وهذا الكرامة لهم (آل الصدر) لما قدموه من أنفس زكية ومن أخلاص وتضحية للإمام الحسين (عليه السلام ) في محراب العشق الإلهي.
ونحن أتباع أهل البيت (عليهم السلام )متمسكون بأوثق العرى الموصلة لمعرفة الله تبارك وتعالى الدالة على عبادته , وأعظم الوسائل لنيل رضاه , والضامن الاكيد لسلامة المسير إلى الله تبارك وتعالى , والصائنة من الأنحراف عن الصراط المستقيم , ففي تتمة علل الشرائع المتقدمة : ( فقال له رجل : ياابن رسول الله بأبي أنت وأمي فما معرفة الله ؟ قال : معرفة كل زمان إمامهم الذي يجب عليهم طاعته ؛لأن من يعرف إما م زمانه ولا يأخذ عنه فأنه لا يعرف الله حق معرفته , ومن يعتقد أن ربه يتركه بل إمام يهديه فقد ضل سواء السبيل .
وعن الإمام الصادق (عليه السلام ) : (إن الحجة لاتقوم لله عز وجل على خلقه , إلا بإمام حتى يعرف ).
وعنه ( عليه السلام ) : (الإمام علم بين الله وبين خلقه , فمن عرفه كان مؤمنا ).
وعنه (عليه السلام ) في ذكر حال الأئمة وصفاتهم (عليهم السلام ): (جعلهم الله حياة للأنام , ومصابيح للظلام , ومفاتيح للكلام , ودائم للإسلام ) .
وقد أمر الله تبارك وتعالى بأتخاذ هذه الوسيلة لنيل رضاه قال تعالى : ( يأيها الذين أمنوا أتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة) المائدة : (35).
وهي ولاية أهل البيت ومودتهم كما دلت عليه الروايات ويمكن استفادة هذا المعنى من القرأن الكريم بالجمع بين الآيتين الكريمتين ( قل ما أسألكم عليه من أجرإلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا ) الفرقان ؛ (57 ).وقوله تعالى : ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) الشورى : ( 23 ).
فالسبيل هي مودة أهل البيت (عليهم السلام ).وقد امرت آية سورة المائدة بأتخاذه وسيلة.
وعلينا أن نجتهد بالدعاء والتضرع لحفظ السيد المجـاهـــد القــــــــائــــــد مقتــــــــدى الصـــــــدر( دام ظله الوارف)لأنه الحصن الوحيد الذي يحمي العراق من التشتت والضياع من أيدي المحتل اللعين وهو الذي حمى مقدسات العراق من أيدي الأعداء فعلى جميع البشرية أن توحد صوتها مع السيد القائد المجاهد مقتدى الصدر (دام ظله الوارف ) لضمان الخير لنفسها .فإذا ضممنا دعواتنا واستغاثتنا فأن الله تبارك وتعلى سيقبلها صفقة واحدة ,أن شعوب العالم كلها بحاجة إلى الرجوع إلى هذا الركن الذي تتوحد عليه جميعا ,وسنجد عنده الرحمه والحب والسمو والعفو والصفح إذ قال تعالى : ( قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم لا تتفكروا )سبأ : (46 ).
(اللهم صلي على محمد وآل بيت محمد وعجل فرجهم وألعن عدوهم )