العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم القرآن والمعرفة > منبر تفسير القرآن ألكريم وبحوثه

منبر تفسير القرآن ألكريم وبحوثه مخصص لمواضيع التفسير والبحوث القرآنية

 
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 09-05-2016, 03:16 PM   #1

 
الصورة الرمزية المثابر

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 756
تـاريخ التسجيـل : Dec 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بغداد
االمشاركات : 3,688

افتراضي يؤثرون على انفسهم

بسم الله الرحمن الرحيم

يؤثرون على انفسهم

قال تعالى(وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ) الحشر آية 9.
سبب نزول الآية. قال صاحب الامثل (ونقل المفسّرون قصصاً متعدّدة في شأن نزول هذه الآية: يقول ابن عبّاس: إنّ الرّسول بيّن للأنصار يوم الإنتصار على يهود بني النضير، إذا كنتم ترومون المشاركة في حصّة المهاجرين من الغنائم فشاطروهم بتقسيم أموالكم وبيوتكم، وإذا أردتم أن تبقى بيوتكم وأموالكم لكم فلا شيء لكم من هذه الغنائم؟ فقال الأنصار: علام نتقاسم بيوتنا وأموالنا معهم، نقدّم المهاجرين علينا ولا نطمع بشيء من الغنائم؟ فنزلت هذه الآية تعظّم هذه الروح العالية ونقرأ في حديث آخر أنّ شخصاً أتى رسول الله (ص) فشكا إليه الجوع، فبعث رسول الله (ص) إلى منزله، فقالت زوجته: ما عندنا إلاّ الماء، فقال رسول الله: من لهذا الرجل الليلة، فتعهّده رجل من الأنصار وصحبه إلى بيته، ولم يكن لديه إلاّ القليل من الطعام لأطفاله. وطلب أن يؤتى بالطعام إلى ضيفه وأطفأ السراج، ثمّ قال لزوجته: نوّمي الصبية، ثمّ جلس الرجل وزوجته على سماط الطعام فتظاهروا بالأكل ولم يضعوا شيئاً في أفواههم، وظنّ الضيف أنّهم يأكلون معه، فأكل حتّى شبع وناموا الليلة، فلمّا أصبحوا قدموا على رسول الله (ص) فنظر إليهم وتبسّم (دون أن يتكلّم)، فنزلت الآية أعلاه وأثنت على إيثارهم.ونقرأ في الروايات التي وصلتنا عن طريق أهل البيت (عليهم السلام) أنّ المضيف هو الإمام علي (ع) وأطفاله الحسن والحسين (عليهم السلام)، والمرأة التي نوّمت الصبية جياعاً هي فاطمة الزهراء (ع) ويجدر الإنتباه هنا إلى أنّ القصّة الاُولى يمكن أن تكون سبباً لنزول الآية، والقصّة الثانية من مصاديق تطبيق هذه الآية الكريمة.وبناءً على هذا فإنّ نزول الآيات حول الأنصار لا يتنافى مع كون المضيف هو الإمام علي (ع).وذكر البعض - أيضاً - أنّ هذه الآية نزلت في مقاتلي غزوة اُحد، حيث أنّ سبعة أشخاص منهم جرحوا في المعركة وقد أنهكهم العطش، فجيء بماء يكفي لأحدهم، فأبى أن يشرب وأومأ إلى صاحبه، وكان الساقي كلّما ذهب إلى أحدهم يشير إلى الآخر ويؤثره على نفسه مع شدّة عطشه، إلى أن وصل إلى الأخير فوجده قد فارق الحياة ثمّ رجع إلى الأوّل فوجده قد فارق الحياة أيضاً، وحتّى انتهى إليهم جميعاً وهم موتى فأثنى الله تعالى على إيثارهم هذا)(1).
ان المتتبع لسيرة التاريخ الاسلامي يجد ان الاسلام ما قام وانتشر الا بتلك التضحيات الجسام التي قدمها المسلمين الاوائل، حيث استطاع الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ان ينشر دعوته ويبدأ بإصلاح البشرية، بتضحيات ومواقف جليلة امتدحها الله سبحانه في كتابه العزيز، واليوم نحن في هذا الظرف الحرج وفي مسيرنا مع القائد الصدر في مشروعه الاصلاحي حري بنا ان نتحلىٰ بتلك الصفات التي اتصف بها المخلصين الاوائل عسى أن يفرج الله عنا، فأن مشروع الاصلاح وكما قال السيد القائد مقتدى الصدر دام عزه طويل وهو بحاجة الى التعب والنصب والصبر والمجالدة على الحق، فأن الله سبحانه سوف يشاهد المتظاهر او المعتصم في سوح الجهاد السلمي حين يؤثر على نفسه من طعام او شراب وغيرها من الأمور، وفي ذلك تحقيق لإحدى صفات المؤمن التي ذكرها الله تعالى في محكم كتابه الكريم.

والحمد لله رب العالمين.

المصدر :-
1- تفسير الأمثل في كتاب الله المنزل المؤلف ناصر مكارم الشيرازي، ج 18،ص191 و 192.


 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
المثابر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 12:28 AM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2025