![]() |
![]() |
![]() |
|
منبر قصص ألأنبياء والمرسلين كل المواضيع التي تخص انبياء الله ورسله عليهم السلام |
|
![]() |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
|
![]()
لقد كانت اولى مواعظ لقمان الحكيم عليه السلام في مسألة التوحيد ومحاربة الشرك وهما اساس كل الحركات الصحيحة والبناءة ، وعقد القلوب مع الله عزوجل ، واطاعة اوامره ، وكسر كل الاصنام في ساحة كبريائه. احترام الوالدين : وبعد ذلك يوصي لقمان ابنه باحترام الوالدين مع العلاقة القوية فيما بينهما وخلوص النية ، وما هي خير وصلاح الولد ، فتقول الآية المباركة المحكيّة عن الله تعالى : « ووصينا الانسان بوالديه ». وبعد ذلك تشير الآية الى جهود ومتاعب وآلام الام العظيمة ، فتقول : « حملته امه وهنا على وهن ». اثبتت التجارب من الناحية العلمية ان الامهات في فترة الحمل يصبن بالضعف والوهن ، لانهن يصرفن خلاصة ارواحهن في تغذية وتنمية الجنين ، ولذلك فان الامهات اثناء فترة الحمل يبتلين بنقص انواع الفيتامينات فيسبب لهن آلاما ومتاعب كثيرة ، ويستمر هذا الأمر حتى فترة الرضاعة ، لان اللبن عصارة روح الام ، وتستمر هذه الرضاعة مدة سنتين ، وذلك قوله تعالى : « والوالدات يرضعن اولادهن حولين كاملين » البقرة : 233. وقوله تعالى : « وفصاله في عامين » لقمان : 14. وعلى هذا فان الام خلال هذه الفترة ، فترة الحمل وفترة الرضاعة ومابعد الرضاعة ، تقدم اعظم تضحية لولدها ، سواء كان من الجانب الروحي والعاطفي ، او الجسمي ، او من جهة الخدمات والرعاية. وقد روي في الكافي : انه جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : يا رسول الله من ابر ؟ قال : امك ، قال : ثم من ؟ قال : امك ، قال : ثم من ؟ قال : امك ، قال : ثم من ؟ قال : اباك. (3) وبعد ذلك يقول تعالى : « ان اشكر لي ولوالديك » هنا يتزامن شكر الله وشكر الوالدين « رضا الله من رضا الوالدين » الشكر يكون اولا لله تعالى لانه الخالق والمنعم الاصلي علينا ، والذي منحنا مثل هذين الابوين العطوفين الرحيمين ، وبعد ذلك يكون الشكر للوالدين ، لانهما الواسطة لهذا الفيض ، فما اجمل ان يجعل شكر الوالدين قرين شكر الله ! ..ـ الكافي : عنه تفسير الميزان ، سورة لقمان الاعمال الصالحة : وبعد هذا يأتي دور التاكيد على الحساب والمعاد ، والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والصبر والاخلاق الحسنة ... حيث يقول عزوجل : « يا بني انها ان تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة او في السماوات او في الارض يات بها الله ان الله لطيف خبير » . ـ لقمان : 16. فان الله اللطيف الخبير المطلع على كل الموجودات ، صغيرها وكبيرها في جميع انحاء العالم ، سيحضرها للحساب والعقاب والثواب ، في اليوم الموعود ، ولا يضيع شيء في هذا الحساب ، من الحسنات والسيئات ، حتى لو كانت بقدر حبة الخردل السوداء الصغيرة جدا. والمرحلة الاخرى التي تطرق لها لقمان الحكيم بعد التوحيد والشرك والمعاد والحساب ، مسألة الصلاة ، والتي هي اساس كل الاعتقادات الدينية واهمها ، والتي هي عمود الدين ، حيث قال : والصلاة تنور القلب ، وتصفي الروح وتطهرها وتضيء الحياة ، وتنهى عن الفحشاء والمنكر. وبعد الصلاة يتطرق الحكيم الى اهم دستور اجتماعي ونظام عملي ، الا وهو : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيأمر الحكيم ولده ويقول : « وامر بالمعروف وانه عن المنكر » اذا طبق هذا الحكم وعمل به تسعد الامة والبشرية جمعاء ، ويستتب الامن والصلاح. وبعد ذلك يتطرق لقمان عليه السلام الى مسألة ـ الصبر ـ والاستقامة ، والتي هي من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد ، فيقول : « واصبر على ما اصابك ان ذلك من عزم الامور,, من المسلّم انه توجد مشاكل وعقبات كثيرة في سائر الاعمال الاجتماعية والدينية ، وخاصة في مسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، واقامة الصلاة جماعة وفرادا ، ومن المسلم ايضا ان الطغاة والمتسلطين على رقاب الناس ، واصحاب المصالح ، لا يستسلمون بهذه السهولة ، بل يسعون الى ايذاء المؤمنين واتهامهم بانواع التهم ، ويزرعون في طريقهم الاشواك. فهنا لا بد من الصبر والتحمل والاستقامة حتى نتمكن من اداء ما علينا من الواجبات. السلوك الحسنة : ثم ينتقل الحكيم الى المسائل الاخلاقية المرتبطة بالناس والنفس ، فيوصي عليه السلام بالتواضع والبشاشة وعدم التكبر فيقول : « ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الارض مرحا ان الله لا يحب كل مختال فخور ـ لقمان : 18. « تُصَعّر » : من مادة ( صعر ) وهو في الاصل مرض يصيب البعير فيؤدي الى اعوجاج رقبته. « والمرح » : يعني الغرور والبطر الناشئ من النعمة. من وصايا لقمان في المشي يقول : ولا تمشي في الارض مرحا انك لن تخرق الارض ولا تبلغ الجبال طولا ، وان كل يوم ياتيك يوم جديد يشهد عليك عند رب كريم. « والمختال » : من مادة « الخيال » و « الخيلاء » ، وتعني الشخص الذي يرى نفسه عظيما وكبيرا ، نتيجة سلسلة من التخيلات والاوهام. و « الفخور » : من مادة « الفخر » ويعني الشخص الذي يفتخر على الآخرين. جدا وغير مرضيتين ، وهما اساس تضعيف الانسان وقطع روابطه الاجتماعية ، وهما : التكبر وعدم الاهتمام بالآخرين ، والغرور والعجب بالنفس ، ومن كانت به هذه الصفات يسقط الى الهاوية. حيث قال الحكيم : يا بني اياك والتجبر والتكبر والفخر فتجاور ابليس في داره. علما ان مثل هذه الصفات مرض نفسي واخلاقي يجب علاجه عند الحكماء ومحاربته ، ومحاربة كل مظاهر التكبر والغرور ، وعلى هذا نرى الحكيم لقمان يضع اصبعه على هذا الداء الخطير ويعطينا الدواء ويقول : « واقصد في مشيك واغضض من صوتك ان انكر الاصوات لصوت الحمير » ـ لقمان : 19. امرنا الحكيم الاعتدال في المشي ، كما اوصى برعاية الاعتدال في العمل والكلام وخفض الصوت ، والسبب في التاكيد على هذه الصفات المهمة ، لانها تعطي طابع عن شخصية الانسان واخلاقه ، وتنعكس على اعماله. ففي حديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : « من مشى على الارض اختيالا لعنته الارض ومن تحتها ومن فوقها » ـ ثواب الاعمال ، وامالي الصدوق. وجاء في حديث عن الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام قال : « من علامات الفقه : العلم ، والحلم والصمت ، ان الصمت باب من ابواب الحكمة » الوسائل ص 532. وهذا ليس بمعنى ان الانسان يجب ان يكون صامتا وساكتا دائما ، بل المراد ان يكون الكلام في محله ومختصرا ونافعا ، وقد جاء في روايات عديدة على انه لا ينبغي للمؤمن ان يسكت في المواضع التي يلزم فيها الكلام ، وان الانبياء بعثوا بالكلام لا بالسكوت. وان وسيلة الوصول الى الجنة والخلاص من النار هي الكلام في الموضع المناسب ، وما ينتفع منه الناس. في آداب السفر : يا بني : سافر بسيفك وخفك وعمامتك ، وخبائك وسقائك ، وخيوطك ومخرزك ، وتزود معك من الادوية ما تنفع به انت ومن معك ، وكن لاصحابك موافقا الا في معصية الله عزوجل. يا بني : اذا سافرت مع قوم فاكثر استشارتهم في امرك وامورهم ، واكثر التبسم في وجوههم ، وكن كريما على زادك بينهم ، واذا دعوك فاجبهم ، وذا استعانوك فاعنهم. واستعمل طول الصمت ، وكثرة الصلاة ، وسخاء النفس بما معك من دابة او ماء او زاد. واذا استشهدوك على الحق فاشهد لهم. واجهد رايك اذا استشاروك ، ثم لا تعزم حتى تتثبت وتنظر ، ولا تجب في مشورة حتى تقوم فيها وتقعد ، وتنام وتاكل وتصلي ، وانت مستعمل فكرتك وحكمتك في مشورته ، فان من لم يمحض النتيجة من استشارة سلبه الله رايه. واذا رأيت اصحابك يمشون فامش معهم ، فاذا رايتهم يعملون فاعمل معهم ، واسمع لمن هو اكبر منك سنا. واذا امروك بأمر ، وسالوك شيئا فقل : نعم ، ولا تقل : لا ، فان « لا » عي ولؤم. يا بني : اذا جاء وقت الصلاة فلا تؤخرها لشيء ، صلها واسترح منها فانها دَين. وصل في جماعة ولو على زج. واذا نزلت فصل ركعتين قبل ان تجلس ، واذا ارتحلت فصل ركعتين ثم ودع الارض التي حللت بها ، وسلم عليها وعلى اهلها ، فان لكل بقعة اهلا من الملائكة. يا بني : اذا سافرت فلا تامن على دابتك فان ذلك سريع في ادبارها وليس ذلك فعل الحكماء الا ان تكون في محل يمكنك فيه التمدد ، واذا قربت من المنزل فانزل عن دابتك وسر ثم ابدا بعلفها قبل نفسك ، واياك والسفر في اول الليل. [/align]
|
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
![]() |