![]() |
![]() |
![]() |
|
سُفرة السيد القائد مقتدى الصدر { أعزه الله } مائدة نقاش يجتمع حولها الاعضاء فيما يطرحه سماحته من خلال البيانات والخطب والاستفتاءات .. |
|
![]() |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
|
![]()
جوهرتان ثمينتان، ونافذتان جميلتان، يطل من خلالهما الإنسان على عالم الإمكان، ليرى بديع خلق واجد الوجود،وعظيم ملكه، وروعة جماله... في بواكير طفولة الإنسان يتكأ عليهما في مرحلة العلم الحسي، ثم يرتكز عليهما بعد ذلك في كل المعارف والفنون... تغنى بهما الشعراء، وصعق من عجيب تصميمهما أساطين الأطباء، ففي كل عين منهما ما يقارب الـ 140 مليون مستقبلٍ حَسَّاس للضوء، تُسمَّى بالمخاريط والعصبيَّات، وطبقة المخاريط والعصبيَّات هذه واحدة من الطبقات العَشْر التي تشكل شبكةَ العين، والتي يبلغ سُمكها بطبقاتها العشر 0.4 ملليمتر. وإنَّ العينَ الواحدة يَخرج منها نصفُ مليون ليف من العصبيات تنقل الصورة بشكل ملون ، وتلتقط ما يقارب الـ 20 صورة في الثانية الواحدة، فتتكوَّن الصورةُ على الشبكيَّة مقلوبةً مُصغرة، ثم تذهب إلى معمل التحميض والطبع في المخ ، فيعدلها ويَجعلها في حجمها الطبيعي في أقل من 1/20 من الثانية الواحدة... فيالها من نعمة عظيمة، نعمة العينين المبصرتين ، فقد روى الحافظ ابن عساكر عن مكحول قال: قال النبي(صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): "يقول اللَّه - تعالى -: يا ابنَ آدم، قد أنعمتُ عليك نعمًا عظامًا، لا تُحصي عددَها، ولا تطيق شكرَها، وإنَّ مِمَّا أنعمتُ عليك أنْ جعلت لك عينين تنظر بهما، وجعلت لهما غطاءً، فانظر بعينيك إلى ما أحللت لك، وإن رأيتَ ما حرمتُ عليك فأطبق عليهما غطاءَهما..." (1). فشكرا لله الذي منحنا ما يسهل لنا الإرتقاء في سلم الكمال، فينبغي للإنصاف، ان نقابل إحسان المحسن بالإحسان، ففي كل لحظة تمر على المكفوف يشعر بها أهمية هذه النعمة، اولا ينبغي ان نشكر الله عليها في كل لحظة، سيما وان الغفور الرحيم يخاطبنا بأرق العبارات، قائلاً(عز وجل): ((قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ))[النور: 30]. اذن من المعيب بعد كل ذلك الوقوع في دائرة الجحود وكفر النعم، وذلك من خلال إستعمال هاتين النافذتين في تتبع عورات الناس والنظر الى ما حرم الله... وفوق هذا وذاك، ان النظر الى ما حرم الله يؤدي الى نفاذ مختلف السموم الى صفحة القلب وساحة النفس، فتزرع فايروسات سريعة الإنتشار تفرض على الفرد الادمان بغذائها الحرام، قال الشاعر: كُلُّ الحَوَادِثِ مَبْدَؤُهَا مِنَ النَّظَرِ *** وَمُعْظَمُ النَّارِ مِنْ مُسْتَصْغَرِ الشَّرَرِ كَمْ نَظْرَةٍ فَعَلَتْ فِي قَلْبِ صَاحِبِهَا *** فِعْلَ السِّهَامِ بِلاَ قَوْسٍ وَلاَ وَتَرِ وَالمَرْءُ مَا دَامَ ذَا عَيْنٍ يُقَلِّبُهَا *** فِي أَعْيُنِ الغِيدِ مَوْقُوفٌ عَلَى الخَطَرِ يَسُرُّ مُقْلَتَهُ مَا ضَرَّ مُهْجَتَهُ *** لاَ مَرْحَبًا بِسُرُورٍ عَادَ بِالضَّرَرِ واليوم ها نحن قد من الله علينا بأن دعانا الى ضيافته(جل جلاله)، في شهره الفضيل، حيث الشياطين بالأصفاد مغلولة، وأبواب النيران مغلقة، وأبواب الجنان مفتحة ... اذن هي فرصة عظيمة لتحجيم فايروسات هذا المرض والسعي في معالجته، ومن ثم التخلص من بقع آثاره السوداء شيئا فشيئاً، عسى أن تعود صفحة القلب بيضاء وساحة النفس طاهرة نقية، يسمو فيها ذكر الله، وتكون محلا لفيض الله، فتشرق بنوره الابدي. المصدر: 1. أخرجه الحافظ ابن عساكر في ترجمة أبي الربيع الدمشقي. 2. تغريدة للقائد السيد مقتدى الصدر(اعزه الله)(يا من صُمـتَ عـن المُـفـطـرات):3/4/2022.
|
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
صامت، عينك |
|
|
![]() |
![]() |