مرض العجب وعلاجه

العٌجب

هو استعظام نفسه لاجل مايرى لها من صفة كمال , سواء كانت له تلك الصفة في الواقع ام لا , وان العجب مجرد إعظام النفس لاجل كمال او نعمة , واعظام نفس

الكمال والنعمة مع الركون ونسيان اضافتها الى الله , قال امير المؤمنين ((العإجب درجات : ومنها ان يزين للعبد سوء عمله فيراه حسنا , فيعجبه ويحسن انه

يحسن صنعا )) , وقال رسول الله ( لو لم تذنبوا لخشيت عليكم ماهو اكبر من ذلك , العجب العجب ))

وقال الباقر (ع) (( دخل رجلان المسجد , احدهما عابد والآخر فاسق , فخرجا من المسجد والفاسق صديّق والعابد فاسق , وذلك انه دخل العابد المسجد مدلا

بعبادته يدل بها فتكون فكرته في ذلك وتكون فكرة الفاسق في الندم على فسقه , ويستغفر الله مما صنع من الذنوب )) وقال احد المعصومين (( العجب يمنع

الازدياد)) وقال السيد الشهيد ((العٌجب سبب لقسوة القلب وظلامه والتواضع سبب لرقة القلب ونوره)) فقه الاخلاق


علاج العجب

وعلاج العجب ان يعرف المؤمن ربه وانه لاتليق العظمة والعزة الابه , وان يعرف نفسه حق المعرفة , ليعلم انه بذاته اذل من كل ذليل واقل من كل قليل ولاتليق به

الا الذلة والمهانة والمسكنة , اي ان يقطع اسبابه و مثل العلم والمعرفة , ام علاج العجب بالعلم فعلاجه ان يعلم ان العالم الحقيقي هو الذي يعرف نفسه وخطر

الخاتمة , وان من تليق به العظمة والعزة والكبرياء هو الله سبحانه , وما عداه هالك الهوية والذات فاقد الكمال والصفات , واما علاج العجب بالعبادة والطاعة

بأن يعلم ان الغرض من العبادة هو اظهار الذل والانكسار , وصيرورتها ملكة للنفس ليحصل له معنى العبودية وحقيقتها , فالعجب لمنافاته الغرض المقصود منها

يبطلها . ومن المعالجات النافعة بكل صفة من الصفات الكمالية : ان يقابل سببه بضده , اذ علاج كل علة بمقابله سببها بضده ولما كانت عله العجب هو الجهل

والمحض فعلاجه المعرفة والمضادة وان يرى نفسه مقصرا دائما . فنسأل الله ان يبعدنا عن العجب وعن كل صفة تمنعنا عن التكامل .

المصدر كتاب (جامع السعادات. للشيخ النراقي)