التحية للخالق سبحانه

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
التحية و ردها يزيدان المحبة ويذهبان بصخائم القلوب والاحقاد ما عدا مراتب العناد وشدة البغضاء
فاراد الله سبحانه وتعالى لافراد المجتمع المسلم الاتفاق والتواد والمحبة فشرع اسم التحية فيما
شرع من مكارم الاخلاق والتي اتمها النبي محمد صل الله عليه واله وسلم
ان البدء بالتحية مستحب الى ان ردها واجب والبدء فيها افضل من الرد بالرغم من وجوبه لانه يتضمن المادرة الى الخير والتسبب للتحبب بين المسلمين
فاساس التحية هي للخالق سبحانه وكما لها ارتباط بين المخلوقين والخالق سبحانه ونبين ذلك في اكثر من مستوى
1 ان السلام الاعتيادي بين الناس وان بدا صادرا من احدهم الى الاخر الى انه في الحقيقة صادر عن الله عزوجل او بالاصح انه دعاء ليصدر السلام من الله لعبده
فقولنا : السلام عليكم يعني سلام الله عليكم وهذا ما نصرح به عادة اتجاه الانبياء والمعصومين ونحوهم ولولا استجابة الدعاء منه جل وعلا لما كان هناك سلام
2 السلام قد يصدر من الله على عبده اذا كان رفيع المستوى في الايمان كالانبياء ونحوهم ففي عدد من الاخبار يوجد قول بعض الملائكة (العلي الاعلى يقرؤك السلام ويخصك بالتحية والاكرام)
وقد عرفنا ان معنى السلام منه هو درجة من الرحمة بالمقدار الذي يعلمه جل جلاله وهذا السلام لايجاب بالجواب الاعتيادي وانما يقول العبد في جوابه(اللهم انت السلام ومنك السلام واليك يعود السلام ويشكر ربه على مثل هذا الاكرام )
والتحية والسلام هي رضا وامان للقائل ودلالة التعارف فنحن البشر لايمكن ان نتعارف دون ان تنطلق منا كلمة السلام
3 السلام لايصدر ولايمكن ان يصدر من العبد الى ربه لان الله سبحانه غني عن العالمين لاتنفعه طاعات عباده ولاتضره معاصيهم فلو سلم العبد جهل على ربه او رجاء الوصول لم يجب على الله رده
ان راى من مصلحة عبده ذلك ويكون جوابه درجة من رحمته قد يعرفها العبد او تبقى مستورة عليه وصل الله على محمد وال بيته الطيبين الطاهرين
المصدر فقه الاخلاق للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (الجزء الاول 157)