الفائدة والعبرة من قصة موسى والعبد الصالح

قال الله تعالى (( فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما ۞ قال له موسى هل اتبعك على ان تعلمن مما علمت رشدا )) (( الكهف -٦٥-٦٦ ))

ان لقصة موسى مع العبد الصالح فائدة وعبرة يمكن ان نستفاد منها في عصرنا الحالي , ومن تلك الفوائد :

اولا : كسب العلم : فقد قال له موسى (( على ان تعلم مما علمت رشدا ))ففي قول موسى طلب للعلم فأن طلب العلم ليس منحصر في مكان معين او زمان معين او محدد , وان هذه الآية تدل على اهمية العلم والسعي له بأي طريقة .

ثانيا : نستفاد من تلك القصة التسليم للقائد الذي نتبعه ( القائد الالهي طبعا وليس كل قائد )) وعدم الاعتراض على افعاله مادمت قد اتخذته قائدا اضافة الى التسليم لافعاله حتى لوكانت افعاله واقواله خطأفي الظاهر كما حدث مع العبد الصالح فأن الصواب قد يكون فقط في الباطن لاباظاهر , كأفعال هذا العبد الذي خرق الفينة وقتل الغلام واقام الجدار فهذه الافعال تكون في الظاهر عملا خاطأ كخرق السفينة وغير حكيما كأقامة الجدار , الا انه في الباطن يكون كل ذلك مطابقا للحكمة الالهية , لذا فالعمل الصحيح في تلك المواقف هو عدم المجادلة في قرارات القائد بل التسليم المطلق له .

وقد تثار شبهة على ذلك الموضوع وهو كيف اصبح موسى تابعا لذلك العبد الصالح مع كون موسى (ع) هو الاعلم وهل نستطيع ان نعتبر ذلك دليلا على امامة المفضول على الفاضل ؟

الجواب : ان موسى (ع) هو الذي طلب المتابعة , ووعده بالصبر ووعده بالمتابعة , وانما هي زمالة في سفر ليس من قبيل الامامة لكي تكون امامة المفضول على الفاضل .