خديجة بنت خويلد زوجة عاديه ام عالمة ربانيه ؟

جاء في الرواية ان خديجة (عليها السلام ) قد بعثت الى الني (صلى الله عليه واله ) وهذا نص حديثها


«أنّي دعاني إلى البعثة أليك ما بلغني من صدق حديثك وعظم أمانتك وكرم أخلاقك ، وأنا أعطيك ضعف ماأُعطي رجلاً من قومك ، وأبعث معك غلامين يأتمران بأمرك في السَّفر».
وهكذا تم ّ الإتفاق على أن يقوم النبي ِّ (ص) بالعمل في أموالها وتجارتها على نحو المضاربة ـ أي منه العمل ومنهاالمال ـ لا الإجارة ، فاءن َّ النبي َّ (ص) ما كان أجيراً لاحدٍ قط .
وفي أوّل تجارته إلى الشَّام ربح النبي ُّ (ص) ربحاً وفيراً.وعند وصولهم إلى مكَّة ، قال : «ميسرة » غلام السيِّدة خديجة ، يا محمَّد لقد ربحنا هذه السَّفرة ببركتك مالم نربح في أربعين سنة ، فاستقبلته خديجة وبشَّرها بالربح . ثم اءن ّ«ميسرة »، أخبرها بكل ّ ما حدث وحصل في السفر، منذخروجهم ودخولهم إلى البلاد، وخاصة ما جري ، بين النبي ِّ(ص) وأحد التجار الذي جادله في البيع طالباً منه أن يحلف باللاّت والعزّي ، فردَّ عليه (ص) قائلاً: ما حلفت بهما قط ُّ،واءنّي لامرُّ فأعرض عنهما. وقد سلّم النبي ُّ (ص) كل َّ ما ربحه واستلمه من مال إلى عمّه أبي طالب ، ليوسّع به على أهله ،
خديجة بنت خويلد (عليها السلام ) امرأة حازمة شريفة لبيبة ، ومن أوفر أهل مكَّة غني ، تقدم لطلب يدها العديد من كبار قريش ، نظراً لشرفها ونسبها وأموالهاوجمالها، اءلاَّ أن ّ خديجة (عليها السلام) ردّت كل ّ أولئك ؛ لكنَّها اختارت النبي َّ (ص) لما عرفت فيه من كرم الاخلاق ، وشرف النفس ، والسجايا الكريمة العالية . وكان عمرها صلوات الله عليها آنذاك ثمانية وعشرين سنة وكانت بكراً لم تتزوج قبل النبي ِّ (ص)
فأبدت رغبتها في الاقتران به (ص)، وكان عُمرالنبي ِّ(ص) خمسة وعشرين سنة (1)

يمكن مناقشة هذه الرواية من عدة وجوه ولو على سبيل الاطروحة
1ـ ما سبب اختيار خديجة (عليها السلام ) رسول الله (صلى الله عليه واله) للتجارة بأموالها دون سواه
2ـ ما سبب اعطائها لرسول الله (صلى الله عليه واله ) ضعف المال الذي تعطيه لغيره
3 ـ ما سبب ارسال الغلامين معه وعندما يعودان يخبرها احدهما بكل ما جرى في الطريق
4 ـ انها طلبت من رسول الزواج بها بعد رجوعه من السفر ولماذا لم يكن قبل ذلك التوقيت
5 ـ انها بطلبها الزواج خالفت التقاليد العربية السائدة
6 ـ ما سبب تفضيلها يتيم أبو طالب على سادات قريش

والجواب على ذلك بما يلي :
1 ـ انها كانت تبحث عن شيء وأرادت التيقن منه بهذه التجارة فهي رحلة تفحص
2 ـ ان إخبار الغلام لخديجة (عليها السلام ) بكل صغيره وكبيره هو بتوصية منها لينقل لها أخباره لتتيقن
3 ـ بعد هذه الأمور تيقنت خديجة (عليها السلام ) ان هذا الرجل هو المطلوب الذي تبحث عنه ففضلته على كل من تقدم لها وبادرت هي بطلب الزواج منه
قد يشكل مشكل ومن أدرى خديجة (عليها السلام ) برسول الله قبل البعثة
يجاب على هذا الإشكال من عدة وجوه :
1 ـ خديجة (عليها السلام ) سيدة نساء العالمين بنص رسول الله (صلى الله عليه واله ) والمعروف ان كل نساء العالمين هن نساء محدثات من قبل الملائكة فقد تكون حصلت على هذا العلم من هذا الطريق
2 ـ بما إنها سيدة نساء العالمين فلا بد أنها كانت تعبد على الطريقة الحنفية وقد تكون علمت بصفات الرسول الأكرم من الكتب السابقة

(1) مصدر الرواية
كتاب معرفة سيرة نبي الاسلام
تاليف محمد علي الحسيني