أرضُ البقيع ... لَمْ تُخفِها سُحُبٌ ، أَو ضَمَّها أُفُقُ

رائعة تصيب من يتذوقها بالذهول
لان احرفها تقطر وفاء لابناء الزهراء وفحل الفحول
يهديها شاعر اهل البيت الوفي
حمزة حسين الوائلي
لجميع محبي اهل البيت الاطهار

أرضُ البقيع

أُخْفوا القبورَ، فَلَنْ يَخْفى لهم أَلَقُ = مُوتُوا بِغَيضِكُمُ ، يُردِيكُمُ القَلَقُ


أُخْفُوا القبورَ ، فَآلُ البيتِ شَمسُهُمُ = لَمْ تُخفِها سُحُبٌ ، أَو ضَمَّها أُفُقُ


أَلأَوَّلونَ ، وَعينُ اللهِ شاهِدَةٌ = وَالسّابِقونَ ، وَمَنْ إِلاّهُمُ سَبَقوا ؟


أَلحافِظونَ لِعهدِ اللهِ كُلُّهُمُ = وَالصادقونَ ، وَما في القومِ مَنْ صَدَقوا


أَلفائِزونَ ، وَأَعلى القومِ مَرتَبَةً = وَالناطقونَ بِوَحيِ اللهِ إِنْ نَطقُوا


عاشوا كِراماً ، وَماتَ المجدُ بَعدَهُمُ = هُمُ الإِباءُ ، فَما تُلْوى لَهُم عُنُقُ


أَسحارُ شيعَتِهِم أُنْسٌ بِذكرِهِمُ = أَمّا نَصيبُكُمُ ، فَالبُغضُ وَالأَرَقُ


أُخفوا القبورَ ، ففي أرضِ البقيعِ دَمٌ = للمصطفى دافِقٌ ، لَمْ يُخفِهِ نَفَقُ


أُخفُوا القبورَ ، فَنورُ اللهِ يَمحَقُكُم = رغمَ الأُنوفِ ، كَما أَجدادُكُم مُحِقُوا


أَجدادُكُم كَفَروا بالحقِّ ، فَابتَدَعوا = ما لم يَزلْ وَصْمَةً لِلعارِ مُذ نَعَقوا


آباؤُكُم مُسِخوا ، تَندى جِباهُهُمُ = خِزياً ، فَبِئسَ جِباهٌ ما بِها عَرَقُ


هذا بنُ تَيمِيَةٍ فاحَتْ نَتانَتُهُ = منها الذينَ بِقعرِ النارِ قد خُنِقوا


أَلأَرضُ تنبُذُكُم ، ضاقَتْ بِكُم مَلَلاً = وَضُقتُمُ ذَرَعاً ، وَانسَدَّت الطُّرُقُ


أُخفوا الرسالةَ ما اسطاعَتْ نَواصبُكُم = كَم مِنْ شيوخِكِمُ هَمُّوا ، وقد سُحِقوا


غُصُّوا ، فقد صَعَقَتْ أَنوارُهُم أُمَماً = مِنْ قَبلِكُم بِعليِّ الحقِّ قَد شَرِقُوا


عُضُّوا الأَناملَ إِنْ تَنفَعْكُمُ فلقد = أَضَلَّكُم مَذهَبٌ قد خَطَّهُ خَرِقُ


أَينَ الْمَفَرُّ غداً ؟، لا الصبحُ يرحمُكُم = مِنْ ضربةِ الحقِّ ، أَو يُخفيكُمُ غَسَقُ


أُخفوا القبورَ ، فهذا إِبنُهُم قَدَرٌ = وَالفجرُ يُنبِئُكُم ، هل فيكُمُ رَمَقُ ؟


أَللهُ جَنَّدَ للإِسلامِ مُنقِذَهُ = مِنْ كُلِّ مَنْ غَدَروا بِالحقِّ ، أَو مَرَقُوا


أُخفوا القبورَ ، فما المهديُّ ساعَتَها = إِلاّ القِصاصُ ، فَأَمرُ اللهِ مُتَّسِقُ