محاضرة أخلاقية للسيد الشهيد (قدس سره)

[frame="5 98"]

محاضرة حول الموعظة

إن كل فرد هو محتاج الى الموعظة إلا ّإن الموعظة لا تؤثر على نسق واحد كأنه لعلّه تسامح في التعبير ولكنه نستطيع أن نقول أن الله يتوقع منّا أن نتعض بموعظه واحدة ليس اكثر من ذلك كلمة واحدة قابلة أن تقلب شخصية الأنسان وسلوك الانسان فلماذا هذا التكرار الكثير وهذه العبر الكثيرة وهذه الحالات التي تمر عليها ونحن عنها غافلون لاتفيدنا لا على مستوى المكر والخداع وحب الدنيا لكننا كمتدينين ينبغي ان نتنظف من انفسنا الأمارة بالسوء لانجعل إلهنا هوانا بطبيعة الحال لا نعبد النفس الأمارة بالسوء واذا كنا على رأس المشركين في حين اننا ندعي اننا على رأس الموحدين – محل الشاهد – توجد قصص اكثر من واحدة على تأثير الكلمة الواحدة اذا كان الأنسان قلبه طيباً نسبياً قابلا لأن تؤثر فيه كلمة واحدة ,يقال ان المرحوم محمد سعيد الحبوبي (قده) كان شاعر في شبابه كان سابقاً يعتكف في مسجد الكوفة فهو ماذايشتغل ؟ بدون عمل يقضي هناك ثلاثة ايام بلياليها يصلح شِعره في يوم ما دخل عليه شخص كأنه احد المعتكفين لكنه كان انساناً اخلاقياَ على كل حال من النعم ان الانسان يرزق انسان اخلاقي فيسمع موعظته اي يتعض بموعظته وٳلاّ كلنا نسمع , ثم قال هذا الشخص الى المرحوم الحبوبي {هل أصلحت نفسك كما أصلحت شِعرك} انقلب السيد الحبوبي من رجل كذائي الى رجل كذائي ومات وهو متقشف متبرء من الدنيا وما فيها ومن فيها انقلب من عالم اللفظ الى عالم المعنى ان صح التعبير وكذلك قصة بشر الحافي فقد قال الامام لجارية هذا الشخص{سيدك حرّ ام عبد, قالت حرّ, قال نعم لو كان عبداً لأطاع مولاه } لقد اثرت به هذه الكلمة , وكذلك قصة أخرى اكثر إجمالاً في ذهني، المهم على انه ان شخصاً ما أيضاً لربما له فضيلة حوزوية كان خارجاً من إحدى الحمّامات العامة لتوه خارجاً نظيفاً فصادفه شخص من الأخلاقيين قال له: {هل نظفت نفسك كما نظفت بدنك}, فحينئذ ماذا يصير؟ سوف ينظف نفسه، لان النفس اكثر وسخاً من البدن وأكثر أهمية لتنظيفها أمام ربي, فلماذا أنا اهتم ببدني ولا اهتم بنفسي, فلأهتم بالاثنين معا له باب وجواب, وأما ان أهمل نفسي واهتم ببدني, فهذه هي الجريمة الشنعاء.
اذا ينبغي ان نتقبل الموعظة وان نذكر الله أولا وأخيرا{يا ابا ذر اجعل كل اعمالك بنية } بقصد القربى وانظر ان الله هل يجيز ان اتنفس هذا التنفس ام لا ؟ هل يجيز ان انظر هذه النظرة ام لا ؟ فأذا كان الأنسان على هذا المستوى فأكرم به وانعم.

والحَمدُ للهِ ربِّ العالَمين[/frame]