العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم القرآن والمعرفة > منبر التربية الروحية

منبر التربية الروحية للمواضيع التي تنمي التربية الحقة في السير الى الله تعالى

 
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 29-10-2010, 09:01 AM   #1

 
الصورة الرمزية أبو الفضل

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : Aug 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 5,427

سمح لك هذه المرة بالعودة فما انت فاعل ؟؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الذي يتذكر مصيره في القبر ويتصور أمامه حفرته التي سوف يرقد فيها يوماً شاء أم أبى، ويتأمل في سفرته الطويلة إلى الآخرة حيث يتم فيها الحساب والكتاب والثواب والعقاب، يوم ينشر الله تعالى صحائف أعمال العباد:
{فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره * ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره}، إن مثل هذا الإنسان الذي يستحضر أمام نفسه سفرة الآخرة من القبر إلى الحشر ثم الجزاء، فإنه يصيغ نواياه وعمله في الدنيا وفق ما يرضي الله تعالى بدقة ومراقبة ورصد ومحاسبة.

لذلك اتخذ العلماء الصلحاء أسلوب التذكر بالموت وما بعده وسيلة لترويض أنفسهم وتعميق التقوى في قلوبهم، عملاً بقول الإمام علي (ع): "أكثروا ذكر الموت فإنه هادم اللذات".
من هؤلاء العلماء الصلحاء كان المرجع الديني الورع المرحوم آية الله العظمى السيد ميرزا مهدي الشيرازي (أعلى الله مقامه).. كان قد حفر لنفسه قبراً في ساحة منزله بكربلاء، وكفنه على سجادة صلاته دائماً..فعندما كان يقوم بعد منتصف الليل ليؤدي صلاة الليل، يلبس الكفن أولاً، فينزل داخل القبر ويحدّث نفسه قائلاً: "يا ميرزا مهدي، إعتبر نفسك الآن ميتاً، وهذه حفرتك التي يدفنونك فيها شئت أم أبيت.. قل لي: من يفيدك هنا غير عملك الصالح؟!.. فلِمَ لا تستزيد منه، ولماذا تغفل عن مصيرك هذا، ولِمَ لا تمهّد لرقدتك هذه..." يردّد هكذا ويكرّر ويبكي، ثم يتلو الآية الشريفة:
{حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب إرجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يُبعثون}. سور المؤمنون/99

ثم يوبّخ نفسه قائلاً: اسكت، إنك لا تستحق العودة إلى الحياة فقد ضيعت الفرص التي منحها الله إياك، ولكنه يعود ويلتمس ويتعهد أن يعمل صالحاً فيقول لنفسه: "قم واخرج، لقد سمحنا لك هذه المرة بالعودة!.. وإياك أن تعود إلى حفرتك وأنت خالي اليدين من الباقيات الصالحات". وهكذا يقوم خارجاً من القبر مؤتزراً كفنه، وهو يشكر الله على منحه فرصة الحياة، ونعمة العودة لاكتساب الحسنات. كتاب عن حياته بالفارسية
أجل مثل هذا الرجل هل يعصي الله تعالى؟!.. هيهات!.. هيهات!..

 

 

 

 

 

 

 

 

أبو الفضل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 10:05 AM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2025