الحاجة إلى المرجعية والحاجة إلى القيادة

مرت علينا قبل أيام ذكرى استشهاد المرجع الديني المولى المقدس محمد محمد صادق الصدر قدس سره ولما لهذا المرجع العظيم من مكانة عند الله وفي نفوس المحبين لخط أهل البيت عليهم السلام بادرت الجماهير المؤمنة سواء من أصار السيد الشهيد أم من غيرهم عموما بإقامة مراسم العزاء والندوات لتأبين شهيدنا الغالي (قدس سره)
وبرزت في هذه الذكرى كلمات مؤثرة من الخطباء والمتكلمين في المراثي وهي تكرارهم في الحاجة إلى المولى المقدس ا واهم يشعرون بالفراغ الأليم الذي تركه المولى ففي نفوس محبيه وأنصاره والساحة الدينية عموما فقد تكرر القول (كم نحن محتاجون لك سيدي) و((ما أحوجنا إليك في هذه الأيام)
وهنا يمكن الحديث والنقاش بالقول :
إن المتكلمين بهذا الخطاب يشعرون بفقد المرجع العظيم الذي عاش مع المجتمع بكل تفاصيل حياته وشؤونه العامة والخاصة وهذا ما نفتقده على مستوى المرجعية الدينية الموجودة ففي الساحة وخصوصا العراقية وعدم إيجاد الحلول والقرارات المناسبة لما نمر به من مشاكل مختلفة
لكن الخطاب بهذا الأسلوب يوحي للسامع وكأن المتكلم يعيش في فراغ من مرجعية أو قيادة دينية والكلام بهذا الأسلوب فيه بخس للقيادة الإلهية المتمثلة بسماحة السيد القائد مقتدى الصدر دام بقاءه التي تقود التيار الشريف في هذه المرحلة الصعبة كما يريد الله ورسوله وإمامنا المنتظر وهذا الأسلوب في القيادة هو الأصلح في هذا المرحلة كما إننا يمكن أن نقول إن السيد الشهيد (قدس سره)لوكان في هذه المرحلة لسار بما يسير عليه قائدنا المفدى لأن حبل الله الممدود لعبادة واحد ولكن الأولياء يقودون الأمم بفترات متتالية وطرق مختلفة وكما ورد عن رسولنا الحبيب محمد صلى الله عليه وآله (من كنت مولاة فهذا علي مولاه)وبذلك فأمير المؤمنين سار بما كان يسير عليه الرسول الأكرم وبما يناسب الأمة الإسلامية في زمانه ولو كان الحسن عليه السلام في زمن مولانا أبا الأحرار لقام بما قام به الحسين عليه السلام وكما ورد عن مولانا الصادق عليه السلام (كلنا محمديون وكلنا صادقون وكلنا عسكريون ) ......
فمن يريد أن يواسي مولانا المقدس فأن أفضل مواساة له هي في الإتباع والانقياد المطلق لقيادة السيد القائد والتأريخ يؤكد لنا إن طريق الحق واحد وان تعددت القيادات بين مرحلة وأخرى
نعم إننا مشتاقون لوالدنا المقدس وطلعته البهية في مسجد الكوفة .... ولكننا لسنا في ضياع فالقائد وان كان غائبا عنا بسبب أعمالنا إلا انه معنا في كل حدث يمر بنا ويسير بنا إلى التكامل والى ما يقربنا من إمامنا الغائب عجل الله فرجه الشريف