واعية هذا الزمان

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
بحث حول مقولة الامام الحسين عليه السلام : من سمع واعيتنا ولم ينصرنا اكبه الله على منخريه في نار جهنم .

ويمكن تبين هذه المقولة في عدة نقاط منها :
1:ان المقصود من هذا القول انه يجب النصرة عند سماع الواعية ففي زمن الامام الحسين عليه السلام كانت كربلاء وواعية الحسين سلام الله عليه واضحة حيث ان الامام دعا لها .

2:هل هذه الواعية او الداعية مخصوصة ام هي عامة وأزلية بالتأكيد هي عامه وأزلية لا تخص وقت دون اخر لإن كلام المعصوم هو حجة على كل مكلف وكما ذكر السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره الشريف في كتاب الشذرات فبين انها عامة في وقت الحسين عليه السلام وغيره الى وقتنا الحالي لإن كل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء .
3: وبعد ما عرفنا ان هذه الواعية او الداعية عامة وموجودة في كل زمان اذا المفروض ان نعرف من هو اعلى مصداق لهذه الواعية او الداعية في هذا الزمان ويمكن ذلك في عدة نقاط منها :
1:يجب ان تكون هذه الواعية تابعة لمنهج اهل البيت لإن قول الامام واضح من سمع واعيتنا وهنا يقصد الجمع لكل اهل البيت عليهم السلام ويجب ان يكون مصداق لقول السيد الشهيد ان امير المؤمنين كان يخطب والرسول كان يخطب وان اهل البيت ورسول الله من الحوزة الناطقة .
2: يجب ان تكون هذه الواعية او الداعية طالبة للأخرة رافضة للدنيا بكل مصاديقها من اموال ومناصب وغيرها وتسعى في كل وقت للشهادة حتى لو لم يكن للقتال فيه مصلحة لإن من مات ولم يحدث نفسه بالشهادة مات ميتة جاهلية .
3: ان تكون هذه الواعية او الداعية مأيدة من قبل الله بحيث ترى لمسات التأييد عليها ومن خلال افعالها والتأييد هنا يعني ان تكون افعالها مثمرة .
4:ان تكون هذه الواعية عارفة حق المعرفه بأمور المجتمع ومصالحهم وان تتفاعل مع كل حدث بحيث تراها لا تعجز عن معالجة الامور والخروج من المأزق بحيث عندما يضعونها بين حلين تخرج بالثالث .
5:ان تكون هذه الواعية لها يد او جنبة قوة يصعب على الاعداء اختراقها وتكون قوة قائمة بذاتها .
6: ان تكون ساعية دوما لتكامل المجتمع وعلى جميع الاصعدة العلمية والعملية .
وبعد هذه النقاط لو نظرنا لو جدنا انها من صفات الحسين عليه السلام ويمكن انطباقها على واعية هذا الزمان حيث ان هذه الشخصية هي من اتباع اهل البيت ومن الناطقين ورفضها للدنيا واضح وسعيها للشهادة أوضح حيث انهاامتلكت اعلى مصاديق المقاومة بل قاومت المحتل بنفسها والاحداث شاهدة على ذلك حيث ان افعالها وخطواتها مؤيدة من قبل الله ومثمرة كما قلنا حيث انها دافعت عن المقدسات والابرياء وحافضت على تراث المصلحين من قبلها امثال السيد محمد باقر الصدر والسيد محمد محمد صادق الصدرقدس الله اسرارهم واستمرارية بقائها امام هجمات الاعداء والمبغضين والمنشقين واتهاماتهم هو اكبر تاييد من الله لها حيث كان ولازال رأيها واحد فكانت مصداق لقوله تعالى { وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرً} [النساء : 82]. وفي الوقت نفسه تتفاعل مع كل حدث يكون بحيث تراها تعمل تارة في التقية المكثفة ومرة في الجهاد الثقافي واخرى في العسكري حيث انها تمتلك الحل الثالث دون غيرها وايضا نراها قوة قائمة بذاتها لا تحتاج الى اي احد سوى الله جل وعلا واخير ان من دأبها انها تسعى دوماً لتكامل المجتمع بالعلم والعمل كأمرها بصلاة الليل ومشاريع الثقافة وغيرها كثير .
وفي الختام وبعد هذا البحث يمكن ان نقول ان اعلى مصداق لواعية هذا الزمان حيث يمتلك هذه الصفات وزيادة هو السيد القائد مقتدى الصدر (اعزه الله ) .
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير المرسلين محمد واله الطاهرين وعجل فرجهم والعن عدوهم .