العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم القرآن والمعرفة > منبر التربية الروحية

منبر التربية الروحية للمواضيع التي تنمي التربية الحقة في السير الى الله تعالى

 
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 02-02-2012, 10:17 PM   #1

 
الصورة الرمزية شجون الزهراء

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 387
تـاريخ التسجيـل : Aug 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : في أرض الله الواسعة
االمشاركات : 635

افتراضي هكذا تصنع المواعظ البالغة بأهلها


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
رَوى عَبْدُ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ :
قَامَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ هَمَّامٌ وَ كَانَ عَابِداً نَاسِكاً مُجْتَهِداً إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السلام ) وَ هُوَ يَخْطُبُ .
فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ صِفْ لَنَا صِفَةَ الْمُؤْمِنِ كَأَنَّنَا نَنْظُرُ إِلَيْهِ .
فَقَالَ : " يَا هَمَّامُ الْمُؤْمِنُ هُوَ الْكَيِّسُ الْفَطِنُ ، بِشْرُهُ فِي وَجْهِهِ وَ حُزْنُهُ فِي قَلْبِهِ ، أَوْسَعُ شَيْ‏ءٍ صَدْراً وَ أَذَلُّ شَيْ‏ءٍ نَفْساً ، زَاجِرٌ عَنْ كُلِّ فَانٍ حَاضٌّ عَلَى كُلِّ حَسَنٍ ، لَا حَقُودٌ وَ لَا حَسُودٌ ، وَ لَا وَثَّابٌ وَ لَا سَبَّابٌ ، وَ لَا عَيَّابٌ وَ لَا مُغْتَابٌ ، يَكْرَهُ الرِّفْعَةَ وَ يَشْنَأُ السُّمْعَةَ ، طَوِيلُ الْغَمِّ بَعِيدُ الْهَمِّ ، كَثِيرُ الصَّمْتِ وَقُورٌ ذَكُورٌ صَبُورٌ شَكُورٌ ، مَغْمُومٌ بِفِكْرِهِ مَسْرُورٌ بِفَقْرِهِ ، سَهْلُ الْخَلِيقَةِ لَيِّنُ الْعَرِيكَةِ ، رَصِينُ الْوَفَاءِ قَلِيلُ الْأَذَى ، لَا مُتَأَفِّكٌ وَ لَا مُتَهَتِّكٌ ، إِنْ ضَحِكَ لَمْ يَخْرَقْ وَ إِنْ غَضِبَ لَمْ يَنْزَقْ ، ضِحْكُهُ تَبَسُّمٌ وَ اسْتِفْهَامُهُ تَعَلُّمٌ وَ مُرَاجَعَتُهُ تَفَهُّمٌ ، كَثِيرٌ عِلْمُهُ عَظِيمٌ حِلْمُهُ ، كَثِيرُ الرَّحْمَةِ لَا يَبْخَلُ وَ لَا يَعْجَلُ ، وَ لَا يَضْجَرُ وَ لَا يَبْطَرُ ، وَ لَا يَحِيفُ فِي حُكْمِهِ وَ لَا يَجُورُ فِي عِلْمِهِ ، نَفْسُهُ أَصْلَبُ مِنَ الصَّلْدِ وَ مُكَادَحَتُهُ أَحْلَى مِنَ الشَّهْدِ ، لَا جَشِعٌ وَ لَا هَلِعٌ وَ لَا عَنِفٌ وَ لَا صَلِفٌ وَ لَا مُتَكَلِّفٌ وَ لَا مُتَعَمِّقٌ ، جَمِيلُ الْمُنَازَعَةِ كَرِيمُ الْمُرَاجَعَةِ ، عَدْلٌ إِنْ غَضِبَ رَفِيقٌ إِنْ طَلَبَ ، لَا يَتَهَوَّرُ وَ لَا يَتَهَتَّكُ ، وَ لَا يَتَجَبَّرُ خَالِصُ الْوُدِّ ، وَثِيقُ الْعَهْدِ ، وَفِيُّ الْعَقْدِ شَفِيقٌ ، وَصُولٌ حَلِيمٌ خَمُولٌ ، قَلِيلُ الْفُضُولِ ، رَاضٍ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ، مُخَالِفٌ لِهَوَاهُ ، لَا يَغْلُظُ عَلَى مَنْ دُونَهُ ، وَ لَا يَخُوضُ فِيمَا لَا يَعْنِيهِ ، نَاصِرٌ لِلدِّينِ ، مُحَامٍ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ ، كَهْفٌ لِلْمُسْلِمِينَ ، لَا يَخْرِقُ الثَّنَاءُ سَمْعَهُ ، وَ لَا يَنْكِي الطَّمَعُ قَلْبَهُ ، وَ لَا يَصْرِفُ اللَّعِبُ حُكْمَهُ ، وَ لَا يُطْلِعُ الْجَاهِلَ عِلْمَهُ ، قَوَّالٌ عَمَّالٌ ، عَالِمٌ حَازِمٌ ، لَا بِفَحَّاشٍ وَ لَا بِطَيَّاشٍ ، وَصُولٌ فِي غَيْرِ عُنْفٍ ، بَذُولٌ فِي غَيْرِ سَرَفٍ ، لَا بِخَتَّالٍ وَ لَا بِغَدَّارٍ ، وَ لَا يَقْتَفِي أَثَراً وَ لَا يَحِيفُ بَشَراً ، رَفِيقٌ بِالْخَلْقِ ، سَاعٍ فِي الْأَرْضِ ، عَوْنٌ لِلضَّعِيفِ ، غَوْثٌ لِلْمَلْهُوفِ ، لَا يَهْتِكُ سِتْراً وَ لَا يَكْشِفُ سِرّاً ، كَثِيرُ الْبَلْوَى قَلِيلُ الشَّكْوَى ، إِنْ رَأَى خَيْراً ذَكَرَهُ ، وَ إِنْ عَايَنَ شَرّاً سَتَرَهُ ، يَسْتُرُ الْعَيْبَ وَ يَحْفَظُ الْغَيْبَ ، وَ يُقِيلُ الْعَثْرَةَ وَ يَغْفِرُ الزَّلَّةَ ، لَا يَطَّلِعُ عَلَى نُصْحٍ فَيَذَرَهُ ، وَ لَا يَدَعُ جِنْحَ حَيْفٍ فَيُصْلِحَهُ ، أَمِينٌ رَصِينٌ ، تَقِيٌّ نَقِيٌّ ، زَكِيٌّ رَضِيٌّ ، يَقْبَلُ الْعُذْرَ وَ يُجْمِلُ الذِّكْرَ ، وَ يُحْسِنُ بِالنَّاسِ الظَّنَّ ، وَ يَتَّهِمُ عَلَى الْعَيْبِ نَفْسَهُ ، يُحِبُّ فِي اللَّهِ بِفِقْهٍ وَ عِلْمٍ ، وَ يَقْطَعُ فِي اللَّهِ بِحَزْمٍ وَ عَزْمٍ ، لَا يَخْرَقُ بِهِ فَرَحٌ وَ لَا يَطِيشُ بِهِ مَرَحٌ ، مُذَكِّرٌ لِلْعَالِمِ ، مُعَلِّمٌ لِلْجَاهِلِ ، لَا يُتَوَقَّعُ لَهُ بَائِقَةٌ ، وَ لَا يُخَافُ لَهُ غَائِلَةٌ ، كُلُّ سَعْيٍ أَخْلَصُ عِنْدَهُ مِنْ سَعْيِهِ ، وَ كُلُّ نَفْسٍ أَصْلَحُ عِنْدَهُ مِنْ نَفْسِهِ ، عَالِمٌ بِعَيْبِهِ ، شَاغِلٌ بِغَمِّهِ ، لَا يَثِقُ بِغَيْرِ رَبِّهِ ، غَرِيبٌ وَحِيدٌ جَرِيدٌ حَزِينٌ ، يُحِبُّ فِي اللَّهِ ، وَ يُجَاهِدُ فِي اللَّهِ لِيَتَّبِعَ رِضَاهُ ، وَ لَا يَنْتَقِمُ لِنَفْسِهِ بِنَفْسِهِ ، وَ لَا يُوَالِي فِي سَخَطِ رَبِّهِ ، مُجَالِسٌ لِأَهْلِ الْفَقْرِ ، مُصَادِقٌ لِأَهْلِ الصِّدْقِ ، مُؤَازِرٌ لِأَهْلِ الْحَقِّ ، عَوْنٌ لِلْقَرِيبِ ، أَبٌ لِلْيَتِيمِ بَعْلٌ لِلْأَرْمَلَةِ ، حَفِيٌّ بِأَهْلِ الْمَسْكَنَةِ ، مَرْجُوٌّ لِكُلِّ كَرِيهَةٍ ، مَأْمُولٌ لِكُلِّ شِدَّةٍ ، هَشَّاشٌ بَشَّاشٌ لَا بِعَبَّاسٍ وَ لَا بِجَسَّاسٍ ، صَلِيبٌ كَظَّامٌ بَسَّامٌ ، دَقِيقُ النَّظَرِ ، عَظِيمُ الْحَذَرِ ، لَا يَجْهَلُ وَ إِنْ جُهِلَ عَلَيْهِ يَحْلُمُ ، لَا يَبْخَلُ وَ إِنْ بُخِلَ عَلَيْهِ صَبَرَ ، عَقَلَ فَاسْتَحْيَا وَ قَنِعَ فَاسْتَغْنَى ، حَيَاؤُهُ يَعْلُو شَهْوَتَهُ ، وَ وُدُّهُ يَعْلُو حَسَدَهُ ، وَ عَفْوُهُ يَعْلُو حِقْدَهُ ، لَا يَنْطِقُ بِغَيْرِ صَوَابٍ ، وَ لَا يَلْبَسُ إِلَّا الِاقْتِصَادِ ، مَشْيُهُ التَّوَاضُعُ ، خَاضِعٌ لِرَبِّهِ بِطَاعَتِهِ ، رَاضٍ عَنْهُ فِي كُلِّ حَالَاتِهِ ، نِيَّتُهُ خَالِصَةٌ ، أَعْمَالُهُ لَيْسَ فِيهَا غِشٌّ وَ لَا خَدِيعَةٌ ، نَظَرُهُ عِبْرَةٌ ، سُكُوتُهُ فِكْرَةٌ وَ كَلَامُهُ حِكْمَةٌ ، مُنَاصِحاً مُتَبَاذِلًا مُتَوَاخِياً ، نَاصِحٌ فِي السِّرِّ وَ الْعَلَانِيَةِ ، لَا يَهْجُرُ أَخَاهُ وَ لَا يَغْتَابُهُ وَ لَا يَمْكُرُ بِهِ ، وَ لَا يَأْسَفُ عَلَى مَا فَاتَهُ وَ لَا يَحْزَنُ عَلَى مَا أَصَابَهُ ، وَ لَا يَرْجُو مَا لَا يَجُوزُ لَهُ الرَّجَاءُ ، وَ لَا يَفْشَلُ فِي الشِّدَّةِ ، وَ لَا يَبْطَرُ فِي الرَّخَاءِ ، يَمْزُجُ الْحِلْمَ بِالْعِلْمِ وَ الْعَقْلَ بِالصَّبْرِ ، تَرَاهُ بَعِيداً كَسَلُهُ دَائِماً نَشَاطُهُ ، قَرِيباً أَمَلُهُ قَلِيلًا زَلَلُهُ ، مُتَوَقِّعاً لِأَجَلِهِ ، خَاشِعاً قَلْبُهُ ، ذَاكِراً رَبَّهُ ، قَانِعَةً نَفْسُهُ ، مَنْفِيّاً جَهْلُهُ ، سَهْلًا أَمْرُهُ ، حَزِيناً لِذَنْبِهِ ، مَيِّتَةً شَهْوَتُهُ ، كَظُوماً غَيْظَهُ ، صَافِياً خُلُقُهُ ، آمِناً مِنْهُ جَارُهُ ، ضَعِيفاً كِبْرُهُ قَانِعاً بِالَّذِي قُدِّرَ لَهُ ، مَتِيناً صَبْرُهُ مُحْكَماً أَمْرُهُ ، كَثِيراً ذِكْرُهُ ، يُخَالِطُ النَّاسَ لِيَعْلَمَ ، وَ يَصْمُتُ لِيَسْلَمَ ، وَ يَسْأَلُ لِيَفْهَمَ ، وَ يَتَّجِرُ لِيَغْنَمَ ، لَا يُنْصِتُ لِلْخَبَرِ لِيَفْجُرَ بِهِ ، وَ لَا يَتَكَلَّمُ لِيَتَجَبَّرَ بِهِ عَلَى مَنْ سِوَاهُ ، نَفْسُهُ مِنْهُ فِي عَنَاءٍ وَ النَّاسُ مِنْهُ فِي رَاحَةٍ ، أَتْعَبَ نَفْسَهُ لآِخِرَتِهِ فَأَرَاحَ النَّاسَ مِنْ نَفْسِهِ ، إِنْ بُغِيَ عَلَيْهِ صَبَرَ حَتَّى يَكُونَ اللَّهُ الَّذِي يَنْتَصِرُ لَهُ ، بُعْدُهُ مِمَّنْ تَبَاعَدَ مِنْهُ بُغْضٌ وَ نَزَاهَةٌ ، وَ دُنُوُّهُ مِمَّنْ دَنَا مِنْهُ لِينٌ وَ رَحْمَةٌ ، لَيْسَ تَبَاعُدُهُ تَكَبُّراً وَ لَا عَظَمَةً ، وَ لَا دُنُوُّهُ خَدِيعَةً وَ لَا خِلَابَةً ، بَلْ يَقْتَدِي بِمَنْ كَانَ قَبْلَهُ مِنْ أَهْلِ الْخَيْرِ ، فَهُوَ إِمَامٌ لِمَنْ بَعْدَهُ مِنْ أَهْلِ الْبِرِّ " .
قَالَ ـ الرَاوي ـ : فَصَاحَ هَمَّامٌ صَيْحَةً ، ثُمَّ وَقَعَ مَغْشِيّاً عَلَيْهِ .
فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السلام ) : " أَمَا وَ اللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ أَخَافُهَا عَلَيْهِ " .
وَ قَالَ : " هَكَذَا تَصْنَعُ الْمَوْعِظَةُ الْبَالِغَةُ بِأَهْلِهَا " [2] .

--------------------------------------------- .
[1] الكافي :2 / 226

 

 

 

 

 

 

 

 


التعديل الأخير تم بواسطة شجون الزهراء ; 02-02-2012 الساعة 10:22 PM
شجون الزهراء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 04:19 AM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2025