وقفة على خطبة السيدة الزهراء....

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يا كريم

ان السيدة الزهراء (ع) اختارت لخطبتها هذا الاسلوب للبداية والنهاية وانها لم تكتفي بالتركيز على مطالبة حقها فقط بل انتهزت الفرصة لتفجير المعارف الالهية {لبعض المسلمين} وتكشف لهم محاسن الدين الاسلامي وتبين لهم علل الشرائع والاحكام كما جاء في خطبتها(( .....فجعل الله الايمان تطهيراً لكم من الشرك والصلاة تنزيهاً لكم عن الكِبَر والزكاة تزكيةً للنفس ونماء في الرزق والصيام تثبيتاً للاخلاص وطاعتنا نظاماً للملة وأمامتنا اماناً من الفرقة والجهاد عزاً للاسلام .....))
وضمناً تُهيئ الجو لكلامها المقصود وهدفها المطلوب ......
فلأهمية هذه الكلمات النورانية التي خرجت من فاه حبيبة رسول الله(ص)وددت ذكر بعض الامور التي تطرقت لها الزهراء(ع) في خطبتها عسى الله ان يكتبنا من المحبين والتابعين لها ... منها :
1- اختصرت في خطبتها التي هي محاضرة تثقيفية غنية في اصول الدين وبركنيها الاساسيين (التوحيد والنبوة) فقد تحدثت عن صفات الله تعالى ثم اخذت التحدث عن ابيها رسول الله محمد (ص) وخصاله ومعاناته في سبيل انقاذ البشرية من الغواية الى الهداية وكما تحدثت عن الامامة ودورها في نظام المِلّة ......

2- تحدثت بشكل مستفيض عن اسرار التشريعات الاسلامية وحكمها وخصائصها

3- تكلمت عن الواقع الذي حدث بعد وفاة الرسول وكيف انحرف الاغلب عن خط الاستقامة والمسار الذي خطه الرسول(ص) وتوجهت الى الانصار الذين احاطوا برسول الله (ص) ونصروه لتؤجج مشاعرهم وتستنهض هممهم وتستنصرهم

4- حددت موقفها من الاحداث الطارئة والحادثة بعد استشهاد النبي الاكرم (ص) لاسيما ما يخص الخط الاسلامي الاصيل المتمثل بالامامة الواعية المتفتحة على الله وعلى الناس والحياة والعميقة في فكرها الممتد مع الزمان بحيث لا يكون له ماضٍ او حاضر او مستقبل لانه فكر الاسلام وحديث الاسلام وهو فكر الحياة الخالد التي تتمثل هذه الامامة بامير المؤمنين (ع) .........

5- دخلت في قصة ارثها من رسول الله (ص) واستحقاقها فدك وناقشت المسألة مناقشة علمية تفسيرية بكل حجج القرأن ودقائقه واسراره ولم تناقشها مناقشة عاطفية وانما دخلت في الاحتجاج بالطريقة المميزة كأمرأة عالمية واعية قوية في الحجج وصلبة في المواقف

نسأل الله ان لا نكون ممن ظلموها بعدم اعطائها استحقاقها والغفلة عن قضيتها ..هذا والحمد لله رب العالمين