العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم آل الصدر ألنجباء > منبر شهيد ألله السيد محمد محمد صادق الصدر (قدس)

منبر شهيد ألله السيد محمد محمد صادق الصدر (قدس) المواضيع الخاصة بسماحة السيد الشهيد محمد الصدر قدس الله نفسه الزكية

 
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 22-03-2012, 12:56 AM   #24

 
الصورة الرمزية ابو علي

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 32
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 10,104

افتراضي رد: هنا جميع خطب السيد الشهيد مكتوبة

الجمعة الحادية والثلاثون 23 رجب 1419 هـ
الخطبة الاولى
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
توكلت على الله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين
اولاً. في ودي أن أُعلن تمديد مدة المسابقة لأجل صنع النصب الذي يمثل صلاة الجمعة كما طلبنا قبل مدة ، انا كنت وضعته الى آخر رجب والان يبقى منتظرا الى نصف شعبان ان شاء الله تعالى .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
لا اله الا الله قبل كل أحد و لا اله الا الله بعد كل أحد و لا اله الا الله مع كل أحد و لا اله الا الله يبقى ربنا ويفنى كل أحد و لا اله الا الله تهليلا يفضل تهليل المهللين فضلا كثيرا قبل كل أحد و لا اله الا الله تهليلا يفضل تهليل المهللين فضلا كثيرا بعد كل أحد و لا اله الا الله تهليلا يفضل تهليل المهللين فضلا كثيرا مع كل أحد و لا اله الا الله تهليلا يفضل تهليل المهللين فضلا كثيرا لربنا الباقي ويفنى كل أحد و لا اله الا الله تهليلا لا يحصى ولا يدرى ولا ينسى ولا يبلى ولا يفنى وليس له منتهى و لا اله الا الله تهليلا يدوم بدوامه ويبقى ببقائه في سني العالمين وشهور الدهور وأيام الدنيا وساعات الليل والنهار و لا اله الا الله أبد الآبدين و لا اله الا الله أبد الأبد ومع الأبد مما لا يحصيه العدد ولا يفنيه الأمد ولا يقطعه الأبد وتبارك الله احسن الخالقين .
بالنسبة الى الصلوات سأقرأ الزيارة الرجبية فإنهم ، المعصومون ، سلام الله عليهم ، يسمعون في كل مكان وزمان كما يقول في الزيارة ، أشهد أنك ترى مقامي وتسمع كلامي وهذا غير منحصر في الحضرات المباركات طبعا ، وطبعا نحن ايضا في نقطة مباركة جدا ، هي مسجد الكوفة وهذا أكيد وهو موقف أمير المؤمنين سلام الله عليه .
اللهم صل على محمد وال محمد الحمد لله الذي أشهدنا مشهد اوليائه في رجب وأوجب علينا من حقهم ما قد وجب وصلى الله على محمد المنتجب وعلى أوصيائه الحجب ، اللهم فكما اشهدتنا مشهدهم فأنجز لنا موعدهم وأوردنا موردهم غير محللين عن ورد في دار المقامة والخلد والسلام عليكم إني قد قصدتكم واعتمدتكم بمسألتي وحاجتي وهي فكاك رقبتي من النار والمقر معكم في دار القرار مع شيعتكم الأبرار والسلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار أنا سآلكم وآملكم فيما اليكم التفويض وعليكم التعويض فبكم يجبر المهيض ويشفى المريض وما تزداد الارحام وما تغيض إني بسركم مؤمن ولقولكم مسلم وعلى الله بكم مقسم في رجعي ، أي في رجوعي طبعا ، في رجعي بحوائجي وقضائها وإمضائها وإنجاحها وإبراحها وبشؤوني لديكم وصلاحها والسلام عليكم سلام مودع ولكم حوائجه مودع يسأل الله اليكم المرجع وسعيه اليكم غير منقطع وان يرجعني من حضرتكم خير مرجع الى جناب ممرع وخفض عيش موسع ودعة وَمَهَل الى حين الأجل وخير مصير ومحل في النعيم الازل والعيش المقتبل ودوام الاكل وشرب الرحيق والسلسبيل وعلٍ ونهل لا سأم منه ولا ملل ورحمة الله وبركاته وتحياته عليكم حتى العود الى حضرتكم والفوز في كرتكم والحشر في زمرتكم ورحمة الله وبركاته عليكم وصلواته وتحياته وهو حسبنا ونعم الوكيل .
اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ(102)
بعد يومين تقريبا تأتي الذكرى السنوية لوفاة الامام الكاظم سلام الله عليه ، فيحسن جدا التعرض الى بعض فضائله ومناقبه بمقدار ما هو متيسر وممكن بطبيعة الحال. وبالرغم من ان الاتجاه التحليلي لتاريخ الائمة سلام الله عليهم ، هو الاوفق والاصلح مع الفهم الاجتماعي الحديث ، اصلح لكم هذا صحيح ، إلا إنني أود أولا أن أروي روايتين جليلتين من فضائل الامام عليه السلام ، ومعجزاته فإن فيهما عبرة عظيمة فإذا وسع الوقت ذكرنا شيئا من التحليل بالمقدار الممكن.
قال في كشف الغمة المرحوم الأُربُلي الجزء الثالث الصفحة 3: وقال ، هكذا منصوص الرواية ، وقال خشنام بن حاتم الطائي ، قال: قال لي ابي حاتم ، اي حاتم الطائي ، قال: قال لي شقيق البلخي رضي الله عنهم ، هكذا في النسخة ، خرجت حاجا في سنة تسع واربعين ومائة فنزلنا القادسية فبينما انا انظر الى الناس في زينتهم وكثرتهم فنظرت الى فتى حسن الوجه شديد السمرة ضعيف فوق ثيابه ثوب من صوف مشتمل بشملة في رجليه نعلان وقد جلس منفردا فقلت في نفسي هذا الفتى من الصوفية يريد ان يكون كلاً على الناس في طريقهم والله لأمضين اليه ولأوبخنه ، فدنوت منه فلما رآني مقبلا ، قال: يا شقيق ، اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ...(12) ، ثم تركني ومضى ، فقلت في نفسي ، سبحان الله ، ان هذا الأمر عظيم قد تكلم بما في نفسي ونطق باسمي وما هذا الا عبد صالح لألحقنه ولأسألنه ان يحللني فأسرعت في اثره فلم الحقه وغاب عن عيني ، فلما نزلنا واقصه فاذا به يصلي وأعضاءه تضطرب ودموعه تجري فقلت هذا صاحبي امضي اليه واستحله ، فصبرت حتى جلس واقبلت نحوه فلما رآني مقبلا قال: يا شقيق اتلُ ، يعني اتلو قوله تعالى ، : (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ (82))، ثم تركني ومضى ، فقلت ان هذا الفتى لمن الابدال لقد تكلم على سري مرتين ، فلما نزلنا زبالة اذا بالفتى قائم على البئر وبيده ركوة ، كأنما سطل مناسب مع حجم البئر بالاصطلاح ، يريد ان يستقي ماءا فسقطت الركوة من يده في البئر وانا انظر اليه فرأيته وقد رمق السماء وسمعته يقول: انت ربي اذا ظمأت الى الماء وقوتي اذا اردت طعاما ، جل جلاله ، اللهم سيدي ما لي غيرها فلا تعدمنيها ، قال شقيق فو الله ، بعد غير الله ما كو جل جلاله ، فو الله لقد رأيت البئر وقد ارتفع ماءها فمد يده واخذ الركوة وملئها ماءا فتوضئ وصلى اربعة ركعات ثم مال ، يعني ذهب كأنه ، ثم مال الى كثيب رمل فجعل يقبض بيده ويطرحه في الركوة ، من ها لرمل هذا ، ويحركه ويشرب ، فأقبلت اليه وسلمت عليه فرد علي السلام فقلت اطعمني من فضل ما أنعم الله عليك ، هكذا العبارة ، فقال: يا شقيق لم تزل نعمة الله علينا ظاهرة وباطنة فاحسن ظنك بربك ، ثم ناولني الركوة ، اشرب بالسطل نفسه خوب ما كو خاشوگة ولا چمچة ، ثم ناولني الركوة فشربت منها فاذا هو سويق وسكر فوالله ما شربت قط الذ منه ولا أطيب ريحا فشبعت ورويت وبقيت أياما لا اشتهي طعاما ولا شرابا ، ثم اني لم أره حتى دخلنا مكة فرأيته ليلة ، في احدى الليالي ، فرأيته ليلة الى جنب قبة الشراب في نفس الليلة قائما يصلي بخشوع وأنين وبكاء فلم يزل كذلك حتى ذهب الليل فلما رأى الفجر جلس في مصلاه يسبح ثم قام فصلى الغداة وطاف بالبيت أسبوعا ، يعني سبعا ، سبع طوافات ، فتبعته واذا له حاشية وموالٍ ، يعني موالين له وخدم ونحو ذلك ، وهو على خلاف ما رأيته بالطريق ودار به الناس من حوله يسلمون عليه فقلت لبعض من رأيته يقرب منه: من هذا الفتى ؟ ، فقال: هذا موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم السلام ، فقلت قد عجبت ان تكون هذه العجائب الا من هذا السيد ، ولقد نظم بعض المتقدمين واقعة شقيق في ابيات طويلة اقتصرت على نقل بعضها فقال:
سل شقيق البلخي عنه وما عاين منه وما الذي كان ابصر
قال لما حججت عاينت شخصا شاحب اللون ناحل الجسم اسمر
سائرا وحده وليس له زاد فما زلت دائما اتفكر
وتوهمت انه يسأل الناس ولم ادر انه
ثم عاينته ونحن نزول دون قيد على الكثيب الاحمر
يضع الرمل في الاناء ويشرب ثم ناديته وعقلي محير
اسقني شربة فناولني منه فعاينته سويقا وسكر
فسألت الحجيج من يك هذا قيل هذا الامام موسى بن جعفر
ثم يقول المؤلف علي بن عيسى الأُربُلي رحمه الله ، قلت ، هذا للإستيزاد ، اي للتعرف على زيادة مصادر هذه الرواية عند ابناء العامة ، وأنا قلت لكم في خطبة سابقا ان نقل الاربلي مكرس بالنقل عن كتبهم هذا هوه مكتوب بالمقدمة ، : القصة التي اوردها عن شقيق البلخي قد أوردها جماعة من ارباب التأليف والمحدثين ، ذكرها الشيخ ابن الجوزي رحمه الله ، في كتابيه ، واحد منه : اثارة العزم الساكن الى أشرف الاماكن ، وكتابه صفوة الصفوة ، وذكرها الحافظ عبد العزيز الاخضر الجنابذي وحكى الي بعض الاصحاب ان القاضي ابن خلاد الرامهرمزي ذكرها في كتابه كرامات الاولياء ، هذه احدى الروايات .
الرواية الاخرى: ما روي عن محمد بن الفضل قال: اختلفت الرواية بين اصحابنا في مسح الرجلين في الوضوء هو من الاصابع الى الكعبين ام من الكعبين الى الاصابع ، بالعكس ها ، فكتب علي بن يقطين وهو يومئذٍ احد الموالين للائمة ، هذا من ناحية ، والعاملين في قصر هارون الرشيد العباسي ، من ناحية أخرى وهو معروف لديكم ، فكتب ابن يقطين الى ابي الحسن موسى الكاظم عليه السلام : جعلت فداك ان اصحابنا قد اختلفوا في مسح الرجلين فاذا رأيت ان تكتب بخطك بما يكون عملي عليه فعلت ان شاء الله ، ترى العبارات تنطبق على الجواب لاحظوا انا لا استطيع ان اكررها ، فكتب اليه ابو الحسن عليه السلام : فهمت ما ذكرت من الاختلاف في الوضوء والذي آمرك به ، اليس يقول فعلت ان شاء الله ، سوي چا ، والذي آمرك به في ذلك ان تتمضض ثلاثا هكذا ، او تتمضمض ثلاثا ، وتستنشق ثلاثا وتغسل وجهك ثلاثا وتخلل شعر لحيتك وتغسل يديك الى المرفقين ثلاثا ، كلهن ثلاثة ، وتمسح رأسك كله وتمسح ظاهر اذنيك وباطنهما وتغسل رجليك الى الكعبين ثلاثا ولا تخالف في ذلك الى غيره ، فلما وصل الكتاب الى علي بن يقطين تعجب مما رسم له فيه مما جميع العصابة على خلافه ، يعني جميع الشيعة على خلافه ، ما كو هيجي وضوء عدنه حبيبي ، ثم قال ، شوفو اخلاصه : مولاي أعلم بما قال وانا ممتثل لأمره ، فكان يعمل في وضوءه على هذا الحد ، يعني على هذا الشكل والاسلوب ، ويخالف ما عليه جميع الشيعة امتثالا لأمر ابي الحسن عليه افضل الصلاة والسلام ، وسعي ، وشاية ، وسعي بعلي بن يقطين الى الخليفة العباسي هارون ، وقيل انه رافضي مخالف لك ، فقال الرشيد لبعض خاصته: قد كثر عند القول في علي بن يقطين والقرص له بخلافنا وميله الى الروافض ولست ارى في خدمته لي تقصيرا وقد امتحنته مرارا فما ظهرت منه على ما يقرص منه واحببت ان استبرء أمره من حيث لا يشعر فيحترز مني ، لأنه اذا شعر به احترز واذا لم يشعر لم يحترز ، ها ، انا اريد ان اراقبه من حيث لا يعلم ، زين ، فقيل له: ان الرافضة يا أمير المؤمنين تخالف الجماعة في الوضوء فتخففه ولا ترى غسل الرجلين فامتحنه من حيث لا يعلم بالوقوف على وضوءه ، فقال: أجل هذا الوجه يظهر به أمره ، ثم تركه مدة وناطه بشيء ، او أناطه بشيء من الشغل في الدار حتى دخل وقت الصلاة وكان علي بن يقطين يخلو في حجرة في الدار لوضوءه وصلاته فلما دخل وقت الصلاة وقف الرشيد من وراء حائط الحجرة بحيث يرى علي بن يقطين ولا يراه هو، زين ، فدعى بالماء للوضوء فتوضأ كما تقدم ، يعني كما علمه الامام عليه السلام ، كول لا ، سبحان الله ، والرشيد ينظر اليه فلما رآه قد فعل ذلك ، صعدت عنده العاطفة ، لم يملك نفسه حتى اشرف عليه بحيث يراه ثم ناداه: كذب يا علي بن يقطين من زعم انك من الرافضة ، وصلحت حاله عنده ، وورد عليه ، اي بعد هذه الحادثة ، كتاب ابي الحسن موسى عليه السلام ، ابتداءاُ يعني من دون سؤال سابق : من الآن يا علي بن يقطين توضأ كما امر الله تعالى اغسل وجهك مرة فريضة ومرة إسباغا واغسل يديك من المرفقين كذلك ، اي مرتين وليس ثلاثة ، وامسح بمقدم رأسك وظاهر قدميك من فضل نداوة وضوئك فقد زال ما كنا نخاف عليك والسلام ، لاحظوا انه ، لا حظوا الدين ، لاحظوا انه لو كان قد شكك علي بن يقطين بما صدر اليه من الامام عليه السلام ، في كيفية الوضوء التي تخالف اجماع الشيعة لوقع في المحذور بكل تأكيد ، ولكن انظروا الى مدى يقينه بالإمام عليه السلام ، والتزامه بأمره واطاعته له كالميت بين يدي الغسال وهكذا ينبغي ان يكون الإنسان أمام المعصومين ليس في حياتهم فقط ، دائما سبحان الله ، وهؤلاء المشككون موجودون في كل عصر للتشكيك بالمراجع عموما وبالسيد محمد الصدر خصوصا ، وعدم حملهم على الصحة وعدم اطاعتهم الا بعد الاقتناع ولن يحصل الاقتناع بما هم فيه مشككون ، ومن هنا سوف تفشل كثير من المصالح العامة والحقيقية بإرجاف المرجفين وتشكيك المشككين ، ولو انهم التفوا حول حوزتهم ووثقوا بأمر مراجعهم ، ( لَأَكَلُوا مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم ۚ مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ ، فاسقون.
ومن هذا يتضح ان كثيرا من القصص التاريخي التي هي ليست نصوصا فقهية بطبيعتها ، بل كل القصص التاريخي وليس بعضه وغير القصص التاريخي ايضا يمكن ان يستفاد منها مفاهيم وعبر واحكاما ومواعظ يستفاد منها في كل مجتمع وفي كل طبقة وفي كل عصر ، إلا ان عددا منها خارج الخطوط الحمر كما يعبرون ، ولو امكنني ان اشرحها لكم لشرحتها الا انني لا اتمكن غالبا في ذلك ، وان لنا في ذلك اسوة بأئمتنا وقادتنا المعصومين سلام الله عليهم ، ومن ذلك ما يروى عن الامام الجواد عليه السلام ، انه حين وصلت اليه الامامة بعد وفاة ابيه سلام الله عليه ، رقى المنبر وقال ما مضمونه ، لاحظوا: ( اني سأقول كلمة تدهش الاولين والاخرين)، ثم سكت هنيهة ثم ضرب بيده على فمه وقال كانه يخاطب نفسه: (اسكت كما سكت ابآئك ) ونزل عن المنبر ، وهو سلام الله عليه ، طبعا ، وهو سلام الله عليه ، ليس ساكتا كالمراجع الصامتين ، فانه رويت عنه روايات كثيرة من الحكم والاحكام والمواعظ ، وإنما هو صامت فيما تجب التقية فيه فقط وبالأسرار الالهية بطبيعة الحال التي يتحملها سلام الله عليه ، ويتصرف بمقدار ما هو ممكن او بأقصى مقدار ممكن ، لا يتعداه ، وكذلك ابائه سلام الله عليهم ، حين يقول (اسكت كما سكت اباؤك).
وفي رواية اخرى: ( لو أُذن لنا بالكلام لزال الشك) ، لو اذن لنا بالكلام لازال الشك ، يعني ان الكلام الحقيقي غير مأذون فيه ، الأمر الذي يسبب بقاء الشك في المجتمع ، وهذا المعنى باب تفتح منه الف باب ، وقابل للانطباق في كل مكان وزمان .
وعلى اي حال فان أشهر ما مر به الامام الكاظم عليه السلام ، هو السجون التي عاناها من قبل الظالمين في عصره ، فقد استمر يتقلب في السجون مدة اربعة عشر سنة او اكثر، حتى مات في السجن ولم يشم نسيم الحرية طيلة حياته حيث قتلوه مظلوما مسموما ، قتله سرجون عصره وفي كل عصر يوجد سرجون او سراجين على اية حال .
وأنا قلت اكثر من مرة ان في كل شيء عبرة وموعظة ، ونحن تكليفنا ان ننظر في العبر المستفادة من الاشياء ونمحصها ، لا ان نغفل عنها ونهملها ، كما قال الله تعال: (وكَأَيِّن مِّنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (105))، فلنحاول الآن بمقدار الإمكان طبعا ، إستخلاص العبر والخلاصات التي يمكننا التوصل اليها من حصول السجن الطويل للإمام الكاظم عليه السلام ، مع الالتفات بوضوح ان كل موعظة منها هو باب واسع يمكن ان ينطبق في كل مكان وزمان ، وهذا مالا يمكن استقراؤه واحدة واحدة طبعا ، انتم تلاحظوه ها ، وان قول القران وفعل المعصومين هو هداية لنا وكأنه خاص بمجتمعنا ومكاننا وزماننا وإن كان هو في نفس الوقت شاملا لغيرنا ، ونفس هذا الشعور سيكون صادقا في أي مجتمع وفي اي زمان ، وهذا من معجزات الاسلام على الحقيقة .
زين ، وما يمكن بيانه من العبر كما يلي:
اولا: ان اعتداء الدولة ، لاحظوا وهذا ينبغي ان يكون واضحا سبحان الله ، ان اعتداء الدولة الظالمة يومئذ على الامام عليه السلام ، طبعا ، احتقار له وتحدي له بصفته هو القائد الأهم والزعيم الأعظم لعدد مهم من المسلمين وطائفة ضخمة منهم ، اي من المسلمين ، مشهود لهم بالصحة والرجاحة ، إذن فاحتقاره احتقار لها ، للطائفة نفسها ، والاعتداء عليه اعتداء عليها والتحدي له تحدي لها وليس على فرد واحد في الحقيقة ، وان بدا في الظاهر هكذا ، إلا إنه تحدي لمذهب كامل في الاسلام .
ثانيا: انه بصفته من أولياء الله وأصفيائه والمبلغين لأحكامه والحاملين الى البشرية هدايته ونوره ، الا نسمع في زيارته: (يا نور الله في ظلمات الارض) ، گول لا ، إذن ، سيكون الاعتداء عليه والاحتقار له وتحديه ، اعتداءاً على الله واحتقارا له وتحديا له والعياذ بالله وليس فقط على الطائفة .
ثالثا: إن الدولة حين سجنته وقتلته فقد حرمت المجتمع من علمه ولطفه وقيادته وما كان يقوم به من جهود وجهاد في سبيل تقويمه ، اي تقويم المجتمع ، وتنويره وحفظ شؤون شيعته ومواليه ، والدولة في ذلك الحين ملتفتة الى ذلك ، عالمة وعامدة لذلك مع شديد الأسف .
رابعا: إن أئمتنا عليهم السلام ، كانوا يقومون في حدود امكانهم المتاحة بكثير من الاعمال والاتصالات التي كانت الدولة في ذلك الحين تتحذر منها ، وتعتبرها تحديا لسلطانها ، والروايات في ذلك طافحة ومتوفرة ومتيسرة ، ومن هنا كان من المنطقي ان تجد الدولة من جهة نظرها لزوم التخلص من هذا القائد وإلقائه في غياهب السجون ، وما طلعه إلا أن يموت ، لكي لا تبتلي بعمله وجهده وجهاده مرارا وتكرارا .
خامسا: إننا نعلم ان بلاء الدنيا كلما ازداد ، ازداد ثواب الآخرة لا محالة ، ونعلم ان أشد الناس بلاءاً في الدنيا ، هذا موجود بالرواية ، إن أشد الناس بلاءاً في الدنيا هم الانبياء ثم الأمثل فالأمثل ، سامعيه كلكم ، وإنه كلما ازداد الانسان شهرة ازداد بلاءا وامتحانا ، هذا هم حكمة موجودة ، ومن هنا كان في الحكمة الالهية كان لا بد ان يمر المعصومون سلام الله عليهم ، بفترات من البلاء على اختلاف ذلك فيما بينهم ، فبينما يموت الامام الحسين عليه السلام ، قتلا ، يموت الامام الحسن عليه السلام ، بالسم ، ويموت الامام الكاظم عليه السلام ، بالسجن وهكذا ، وليس ذلك الا لعلو مقامهم وازدياد درجاتهم كما ورد في الحسين عليه السلام ، گول لا: (ان لك عند الله درجات لا تنالها الا بالشهادة) .
سادسا: إنهم سلام الله عليهم ، تلقوا كل ذلك ، اي من البلاء الدنيوي ، بالرضا والتسليم من الله سبحانه وتعالى ، بل بالحب والقبول كما لو كان هدية لطيفة تهدى لهم ، اليس بيه دلائل وروايات احبائي ، اليس قال امير المؤمنين سلام الله عليه ، حين ضرب في المحراب ، ماذا قال : (فزت ورب الكعبة) ، وقال الحسين عليه السلام ، في عرصة كربلاء : (هون ما نزل بي أنه بعين الله) ، بس همة ، لا أكو بعد ، وقال ابو ذر وهو في الربذة حين اشتد به البلاء يخاطب الله جل جلاله ، سامعيه : اخنق خنقتك ، يعني ضيق علية بما تشاء ، اخنق خنقتك فانك تعلم اني احب لقائك ، اخنق خنقتك فانك تعلم اني احب لقائك ، زين ، وقال الامام الكاظم الذي نتحدث عليه الآن سبحان الله هم اله چلمة ، وقال الامام الكاظم عليه السلام، في سجنه وهو الذي نتحدث عنه الان : (اللهم انك تعلم اني كنت اسألك ان تفرغني لعبادتك اللهم وقد فعلت فلك الحمد).
سابعا: ان في ود المؤمن المتكامل ان يتوجه بقلبه الى الله تعالى وان يكثر ذكره وتتزايد عنده عبادته ، وهذا ما لا تتوفر فرصته حين يكون الفرد في معمعة المجتمع وفي الاتصال الكثير بالناس وإنما تحصل فرصة ذلك لدى الوحدة والابتعاد عن الناس ، زين ، وكيف تحصل الوحدة وقد أوجب الله تعالى على المؤمن الامر بالمعروف وتبليغ الاحكام وهداية الناس ، إذن فالوحدة في مثل ذلك والابتعاد بهذا المعنى حرام واسقاط للطاعة الالهية في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وهداية الاخرين ، زين واما اذا كان الانسان في السجن فسيكون فارغ الذمة من جانب الامر بالمعروف والتبليغ وسيكون مبتعدا عن المجتمع قهرا ، اذن فالمؤمن يرى السجن من هذه الناحية نعمة ورحمة عليه ، لكي يتفرغ فيه لذكر الله وطاعته وعبادته كما سمعنا من الامام الكاظم يقول ، عليه افضل الصلاة والسلام : (اللهم انك تعلم اني كنت اسألك ان تفرغني لعبادتك اللهم وقد فعلت فلك الحمد).
ثامنا: ان الحجة قائمة بوضوح ضد ساجنيه ، ها ، گول لا ، سبحان الله ، خوش اوادم ساجنيه ، لا ، إن الحجة قائمة بوضوح ضد ساجنيه وضد الدولة التي سجنته لأنها سجنت عبدا صالحا ووليا من أولياء الله وهم يعلمون ذلك طبعا ، يكفيهم من ذلك ما يرونه دائما منه من كثرة العبادة والتهجد وقيام الليل وصيام النهار حتى ان عددا من ساجنيه كخالد بن يحيى البرمكي وغيره حاولوا التخلص والتملص من مسؤولية سجنه لما يرونه من فضله وعلو شأنه ، وهذا هو السبب الرئيسي فيما أرى في نقله من سجن الى سجن ، كل واحد چان ايگول آني معليه طلعوا من سجني ودوه لغير مكان ها ، لأن السجان كان يرفض استمرار سجنه عنده الى ان وصل الى سجن السندي بن شاهك عليه اللعنة ، الذي لم يكن يشعر بهذه المسؤولية قبحه الله ولعنه .
تاسعا: ليس هذا فقط ، بل كان الفراشون والمباشرون له في السجن يصبحون أتقياء وأولياء في ليلة وضحاها بهداية الإمام عليه السلام ، وعمله حتى انه روي انهم جعلوا له امرأة خليعة لكي تخدمه فأصبحت في يوم واحد زاهدة وعابدة .
عاشرا: انه ، شوفو ، انه ، اي الامام الكاظم سلام الله عليه ، تحرر من السجن ، اطلق سراحه لو لا ، انا اقول اطلق سراحه ، انه ، اي الامام الكاظم سلام الله عليه ، تحرر من السجن الى الحرية الحقيقية بموته مظلوما وليس الى الدنيا كما هو العادة فيمن يطلق سراحهم ، فانه اذا اطلق سراحه في الدنيا سيكون قد خرج من سجن الى سجن ، گول لا ، سبحان الله ، لأن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ، اما اذا ذهب الى ربه ومقاماته العليا فقد نال الحرية الحقيقية من أضيق السجون ، ومن هنا ورد ان هارون العباسي ولا اريد ان اسميه الرشيد ، ليس برشيد ، ليس برشيد ، ليس برشيد ، إن هارون العباسي ارسل اليه يطلب منه مجرد الاعتذار لكي يطلق سراحه ، ، ايگلة اعتذرلي تعالي بالمجلس اعتذري ، وآني ادزك لبيتك ، اطلق سراحك اعتيادي ، شيجاوبه بله ، فأجاب ما مضمونه : (قل له ، هذا الرسول اللي جايه ، ( قل له ان اي يوم يمضي فإنه يقلل من ايام بلائي كما انه سيقلل من ايام سعادتك وملكك) اي سعادته بالخلافة والدنيا المستوثقة له.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)
صدق الله العلي العظيم

الجمعة الحادية والثلاثون 23 رجب 1419هـ
الخطبة الثانية
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
توكلت على الله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
ألله اكبر قبل كل أحد و الله اكبر بعد كل أحد و الله اكبر مع كل أحد و الله اكبر يبقى ربنا ويفنى كل أحد و الله اكبر تكبيرا يفضل تكبير المكبرين فضلا كثيرا قبل كل أحد و الله اكبر تكبيرا يفضل تكبير المكبرين فضلا كثيرا بعد كل أحد و الله اكبر تكبيرا يفضل تكبير المكبرين فضلا كثيرا مع كل أحد و الله اكبر تكبيرا يفضل تكبير المكبرين فضلا كثيرا لربنا الباقي ويفنى كل أحد والله اكبر تكبيرا لا يحصى ولا يدرى ولا ينسى ولا يبلى ولا يفنى وليس له منتهى والله اكبر تكبيرا يدوم بدوامه ويبقى ببقائه في سني العالمين وشهور الدهور وايام الدنيا وساعات الليل والنهار والله اكبر أبد الآبدين أبد الأبد ومع الأبد مما لا يحصيه العدد ولا يفنيه الأمد ولا يقطعه الأبد وتبارك الله احسن الخالقين ، أللهم يا أجود من أعطى ويا خير من سُئل ويا أرحم من استرحم أللهم صل على محمد واله في الأولين وصل على محمد وآله في الآخرين وصل على محمد واله في الملاء الأعلى وصل على محمد واله في المرسلين أللهم أعط محمدا واله الوسيلة والفضيلة والشرف والرفعة والدرجة الكبيرة أللهم إني آمنت بمحمداً صلى الله عليه واله ، ولم أره فلا تحرمني في القيامة رؤيته وارزقني صحبته وتوفني على ملته واسقني من حوضه مشربا رويا سائغا هنيئا لا أظمأ بعده أبدا إنك على كل شيء قدير ، أللهم إني آمنت بمحمد صلى الله عليه واله ، ولم أره فعرفني في الجنان وجهه ، أللهم بلغ محمدا صلى الله عليه واله ، مني تحية كثيرة وسلاما.
اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ(102)
طبعا نحن نعلم ان الدين الاسلامي وارد الى كل احد ، گول لا ، وشاغل ذمة كل مسلم بل حتى الكفار لأنهم مكلفون بأصول ديننا وفروع ديننا ايضا على ما هو الصحيح من انهم مكلفون بالواجبات والمحرمات يعني مكلفون بالدخول في الإسلام هذا باعتبار اصول الدين وكذلك هم مكلفون بامتثال أوامره ونواهيه باعتبار فروع الدين ، نعلم ايضا وبكل وضوح انه كما إن تكليف الإسلام عام ، أو قل ان شريعة الله عامة لكل البشر كذلك مسؤولية طاعته لازمة وواجبة في كل الأعناق وأن الموت شامل لكل الناس وأن كل الناس يمرون بعد الموت بالحساب والعقاب والثواب وان من ينكر الحياة بعد الموت ويوم القيامة فهو ليس بمسلم .
وبالرغم من ان هذا من الضروريات الواضحات والتي لا يجهلها أحد فيما احسب ولم يغفل عنها احد أكيدا مع ذلك كنا نجد ولا زلنا نجد ان عددا من طوائف المجتمع وطبقاته يتصرفون فعلا في حياتهم الدنيا كأنهم لا يشعرون بأية مسؤولية دينية ولا بأي ثواب وعقاب ، وكأنهم في غنى عن ذلك كله او كأنهم في عماً وصمم عنه يتعمدون التماهل والعصيان والتجاهل ، وكلها طبقات واضحة لدينا نعرفها جميعا ومن أوضحها اولئك الملتزمون بالحرام وعليه حياتهم وأرزاقهم والعياذ بالله كالمغنين والممثلين وبائعي الخمور والمرابين والسافرات ، اللي ما يرضى يلبس الباب ، زين ، وآخرون ، كما قال الله تعالى : ((لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ (101)).
زين ومن جملة هذه النماذج يعتبر ، وجملة من هذه النماذج يعتبر شجرة من اشجار الزقوم التي تنبت في قعر الجحيم طلعها كأنه رؤوس الشياطين ، لانهم لا يقتصرون بالجرم على أنفسهم بل يقومون من حيث يعلمون او لا يعلمون بتوزيع الغواية والضلال على الاف الناس وملايين الناس فهو كالشجرة المثمرة للحنظل ينبت فيها نبات كثير وحنظل كثير ، مع العلم ان المسؤولية الحقيقية امام الله تعالى قد تتمثل في كلمة واحدة يسمعها منك غيرك ، كلمة مو زينة تضل بها صاحبك ، وحدة ، فيقال لك كسرته وعليك جبره ، انت مادام ضليته فعليك مسؤولية هدايته ، گول لا ، هاي في الكلمة الوحدة فكيف بمسؤولية الاضلال الكامل للفرد ، وكيف وبالأولى مسؤولية اضلال كامل لطبقة من الناس او مجتمع من الناس ، ويكون كما ورد من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة ، فما أعظم العذاب الذي ينتظره هناك انه فوق كل تصور.
زين ، ولعل جملة منهم ممن لا يستحق التوبة او لا تؤثر فيه الكلمة الطيبة ولا يفيد فيه التحذير ، فعلا هذا موجود ، ومن هنا قد نقول كما ربما يقول بعض الحوزة ، انه لا أمر لمن لا يطاع ، ونسكت كما سكتت الحوزة التقليدية عموما ، إلا ان الكلام والموعظة مع ذلك اكثر انقيادا لله واكثر افراغا للذمة ، وسيقول لهم الله سبحانه وتعالى يوم القيامة ، شيگلهم ، اني قيضت لكم وارسلت لكم من ينبهكم بصراحة ويدفعكم بقوة نحو الهداية فلم تنتبهوا ولم تندفعوا فاخسأوا فيها ولا تكلمون .
ايها القوم الغافلون السادرون في مختلف اشكال الغي والنفاق إنكم تعلمون ان الله موجود وهو الرقيب والحسيب وان باب التوبة مفتوحة ما دامت الحياة وان الاسلام حق وان طاعته واجبة وان الموت لاحقكم على كل حال وان جهنم ورائكم على كل حال فارحموا اجسادكم من النار فإنكم لا تتحملون عذاب جهنم وتستغيثون حيث لا مغيث وأنتم الان في فرصة التوبة والنزوع عن الحوبة والخلاص من غضب الله والاسراع الى رحمة الله والله سبحانه لا يريد لنا جميعا إلا الخير والصلاح تأسفوا على نفوسكم التالفة وآرائكم السقيمة وافعالكم المريضة .
وفي حدود فهمي فان كل فرد بحسب خلقته الانسانية الاصيلة لنفسه فهو طالب للكمال ومحب للحق وميال الى التوبة والى الصلاح كما قال الله تعالى : ((فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ...(30))، ها گول لا سبحان الله ، فالتفتوا الى فطرتكم واهتدوا بهدى ربكم وارحموا نفوسكم وعقولكم من الضلال واجسادكم من حريق النار .
وهناك طبقات من المجتمع دون من سبق ان ذكرناهم يعني يمكن ان نفهم عنهم انهم ليسوا متمرسين في الحرام في كل حياتهم وغير متلبسين في العصيان في كل أعمالهم وأقوالهم بل الأغلب فيهم ذلك ، نگدر انگول، وهؤلاء يكونون اولى بتقبل التوبة والهداية والانابة واطاعة شريعة الله ونحن نتمنى للجميع كل خير وصلاح بل يريد الله تعالى ذلك وهو اولى من الجميع من كل الخلق ، كما قال تعالى : ((تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ ...(67))، يعني يريد لكم الاخرة لا لنفسه يريد الآخرة هو غني عن العالمين حبيبي ، وطبقا لهذه القاعدة القرآنية قمت بتطبيق ذلك على عدد من فئات المجتمع وقد حصلت استجابة طيبة من كثير منهم وما ذلك الا لان الصفة الغالبة عليهم الخوف من الله والشعور بالمسؤولية فقد تاب الى الان اغلب السالكين فقد كانوا من حيث يعلمون او لا يعلمون سالكون الى الشيطان فأصبحوا بالتوبة والانابة سالكون الى الله سبحانه ومطيعون له من حيث ما يريد منهم الاطاعة ، وكذلك حين ناديت بلسان الشريعة وليس بلساني القاصر المقصر ، بلسان الشريعة رؤساء القبائل وقانون العشائر، أقبل عدد منهم الى طاعة الله جزاهم الله خير ، وشعروا بالمسؤولية الدينية الاسلامية جزاهم الله خير جزاء المحسنين والمتوقع من الآخرين منهم ان يستنوا بسنتهم وان يلتفتوا الى واقعهم وان يشعروا بمسؤوليتهم أمام الله تعالى وأمام دينهم وأمام حوزتهم المقدسة ، فالحوزة باتت قريبة من المجتمع وليست بعيدة ، تلقي الحوزة وتريد النتيجة ، گول لا ، وأما الخدمة والسدنة فلم أعرف توبة اي واحد منهم ولم أر رجوع اي شخص فيهم مع شديد الاسف وأنا اقول لهم انكم انما تتوبون الى الله لا الى الحوزة ولا الى السيد محمد الصدر وانما تطيبون بذلك اعمالكم واقوالكم واموالكم امام الله تعالى وهذا الخير كله لكم في الدنيا والاخرة فلماذا تأبون عنه وتنفون هداية الله سبحانه وتعالى وتفضلون سرقة اموال الامام عليه السلام ، ووقفياته والتغرير بالزائرين وغير ذلك تفضلونها على طاعة الله وطاعة المعصومين عليهم السلام ، وهل هذا الا طلب الدنيا وسوء النفس الامارة بالسوء مع شديد الاسف ، وعلى اي حال ، فلا زال المجال مفتوحا وليس للسيد محمد الصدر ان يغلق الفرصة ،ليس له ان يغلق الفرصة مع ان الله تعالى فاتح لها ، فان فرصة التوبة موجودة ما دام الفرد في الحياة قبل ان تصل الروح الى البلعوم ويقول ، ماذا يقول : (...رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا(روح ولي دير ظهرك وروح ) إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100)).
وعلى هذا السياق الذي كنت فيه ولا زلت ملتزما به ، لاحظوا ، أوجه كلامي الى فئة اخرى من المجتمع نتوقع منها الخير ، نتوقع على اي حال ، نتوقع منها الخير والرجوع الى الصلاح والفلاح وهو موظفوا الدولة والعاملون فيها في اي عمل كانوا او اختصاص او رتبة او اهمية من وزراء ومدراء وعسكريين ومدنيين ومعلمين واطباء ومن مختلف مذاهب المسلمين حتى كناس البلدية على ما يعبرون.
فإنهم بطبيعة الحال كسائر افراد المجتمع يتوقع الدين منهم ويتوقع الله منهم الصلاح والفلاح ، ويتوقع منهم المجتمع العدل والانصاف ويتوقع منهم المؤمنون النجاة من عذاب النار ، كما قال الله تعالى في آيات كتابه المجيد: ((وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (27) وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28) وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (29)إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلا (30)أُولَٰئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ ۚ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا (31)) ، وما أسهل وما أحسن ان يلتفت الفرد من الضلال الى الإيمان ومن الظلم الى العدل ومن الظلام الى النور ، ولا ينبغي ان تلهيه المصالح الدنيوية والعلاقات الاجتماعية والامور السياسية عن مصالحه الحقيقية التي وجد لأجلها وولد لتحقيقها وهي الحصول على الثواب ورضا الله جل جلاله.
وقد كان الحال في العقود السابقة التي عشناها بما فيه العهد الملكي وغيره ، يعيش الموظفون في بوتقة دنيوية خالصة ، لا يفكرون فيها بآخرة ولا بصلاة ولا بصيام ولا بخمس ولا بحج ولا بأية طاعة ، كأن حياتهم يجب ان تكون مقرونة بمثل ذلك وهم ملتفتون لامحالة الى الدين وواجباته لو تأملوا قليلا ، إلا ان الأمر هكذا كأن المخاطب غيرهم ، فيجب مثلا على رجال الدين ، يجب مثلا على رجال الدين ان يكونوا متدينين ولا يجب على رجال الدنيا ذلك ، وهم يعلمون كذب هذا الوهم الشيطاني ، لأن الله تعالى في القران الكريم يقول لرسوله : ((قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا ...(158)) ، وهم لامحالة وكل البشرية هم من الناس ، إذن فهم مشمولون للرسالة المحمدية ولأصول دينها ولفروع دينها ومفاهيمها وليس انهم يجوز لهم ان يتركوا كتابهم وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون.
ولو كان الفرد منهم مخلصا للدنيا حقا ، زين خلي يصير مخلص للدنيا ايحصل منه شي للآخرة لكان وجها ، لأنه عندئذ سيرحم الصغير ويوقر الكبير ويتعامل بالانسانية والتعطف ، ولكنه كان لا يرى الا مصلحة ذاته ومقدار فعله وسعة بيته ومصلحة اسرته وبدون العناية بدين او دنيا خارج هذه الدائرة ، ومن يصبح هكذا كائنا من كان حتى لو سيد محمد الصدر ، ومن يصبح هكذا يصبح أدنى من الانعام وأضل سبيلا كما انه اقسى من الوحوش واشد ظلما .
وعلى اي حال فباب التوبة مفتوح ويد الرحمة الالهية ممدودة لكي تتلقى اي واحد من البشر بالترحاب بما فيهم موظفوا الدولة من كبار وصغار ، وهذا جيد لهم وليس لسواهم ، وانا اجلهم في الوعي الذي هم فيه والرشد الذي يتصفون به ان يقفوا ضد مصالحهم الحقيقية وتعاليمهم الأخروية.
وأنا اكرر كما قلت اكثر من مرة انكم ليس المطلوب منكم اتباع السيد محمد الصدر ولا الاقتراب منه ولا حسن الظن به وإنما المطلوب في القرآن والاسلام هو اتباع تعاليم الله والتقرب اليه بالطاعات وحسن الظن به جل جلاله وهذا يكفي جدا وليذهب سيد محمد الصدر الى الجحيم .
كما انني في هذا المستوى من التفكير لا اطلب منكم تغير اديانكم او مذاهبكم ، في هذا المستوى من التفكير لا أطلب منكم تغير اديانكم او مذاهبكم وانما اقول : كونوا طيبين ومتورعين في الدين الذي تؤمنون به والمذهب الذي تؤمنون به فانه لاحظوا ، فانه ليس هناك مذهب ولا دين يجيز شرب الخمر والسرقة والغش والظلم والاعتداء وتمرير المصالح الدنيوية وتفضيل الانانية ، حاشا لله وحاشا لأديان الله كلها من هذه الامور ، وانا قلت في خطبة سابقة ما مضمونه السؤال عما اذا كان عيسى عليه السلام ، شارب خمر او سارق او ظالم او اناني او كان موسى كذلك او كان ابراهيم كذلك او كان محمد صلى الله عليه واله ، كذلك ، حاشاهم جميعا طبعا. او كان سليمان الذي بنى هيكل سليمان المقدس في نظر اليهود كذلك؟ لا طبعا حاشاهم جميعا من كل ذلك ، ام كانت هل كانت نساؤهم سافرات ومتعاملات مع الرجال بالسوء والفتنة ؟ يضعن المكياج في الشوارع والمشارع ويسرن في الاسواق ويطمعن في زخارف الدنيا ويشربن الخمر ويعشن على الربا ويكذبن ويأكلن لحم الاخرين بالغيبة والبهتان؟ ، حاشا لاولئك من ذلك .
والملحوظة الأخيرة انه لا ينبغي ان ييأس الفرد من نفسه ومن توبته باعتبار انه متمرس كثيرا في اصناف الحرام او عائش على المال الحرام فيكون يائسا من رحمة الله ، لا، لا يجوز ، فكأنه يرى انه لا مجال لان تقبل توبته او يكون مشمولا لرحمة الله ، كلا ثم كلا ، لمثل هذه الفكرة ، لا تيأسوا من رحمة الله التي وسعت كل شيء فان الله واسع الرحمة سريع الرضا عطوف رؤوف باسط اليدين بالعطاء والسخاء فيجب ان لا نقنط من رحمة الله او نيأس من عفوه وانما اللازم هو حسن الظن بالله والمبادرة الى طاعة الله ورضا الله وإنما الذي ينبغي ان يفكر فيه الفرد انه لو بقي لاحظوا ، انه لو بقي على حاله من العصيان ولو ليوم واحد او ساعة واحد فضلا عن الكثير فان الله تعالى شديد العقاب ومنتقم وانما يجني الفرد على نفسه ويكون من الهالكين والخاسرين ممن خسروا انفسهم فبادروا رحمكم الله الى طاعة الله الذي يذكر الذاكرين ويشكر الشاكرين ويزيد في ثواب المطيعين فان هذا هو الطريق الحق وما بعد الحق الا الضلال.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)
صدق الله العلي العظيم

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم


التعديل الأخير تم بواسطة الراجي رحمة الباري ; 12-04-2017 الساعة 04:57 PM
ابو علي غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 10:57 PM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2025