مفهوم الغربة و العزلة

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم و العن عدوهم

ان الحركة المعرفية الاولى في ذهن الانسان التي تمثل الانطلاقة الى العالم الخارجي (من المفهوم الى المصداق) هي فهم ذلك المفهوم و ادراكة بالصورة الكافية لكي يُحسن التصرف مع مصداقه و الوصول الى الهدف المنشود ،والمفاهيم كثيرة في عالمنا لذا نقتبس منها مفهوم الغربة والعزلة.

الغربة:قيل انها الابتعاد عن الوطن وهي المادية او الابتعاد عن الاحبة وهي الروحية ،ويمكن القول ان الغربة منشئها و مصدرها العزلة (قيل انها إلابتعاد عن الدنيا والناس: يعيش الزاهد في عزلة)

و حسب ما اذكره(والعهده على الناقل) من الموسوعة المهدويه للسيد الشهيد(قدس)(بما معناه): هي ترك التصدي الامور الاجتماعية والتفرغ للعبادة هي تقسم الى قسمين: سلبية (وهي تكون عندما الدين يحتاج من الفرد التصدي للامور الاجتماعية كالتكامل الاجتماعي و الامر بالمعروف و النهي عن المنكر.... وهو يتقاعس عن ذلك فهذا غاية الفشل .اما الايجابية فتكون عندما يجب على الفرد الانعزال و ترك بعض الامور الاجتماعية من اجل التكامل و الرقي لكي يكامل الاخرين وهذا ما نجده في استفتاءات السيد القائد (اعزه الله) وهو يعطي لبعض انصاره سنة للتفرغ بالعبادة وترك الامور الاجتماعية فهذه القيادة الحكيمة لم تفعل هكذا ،إلا لأنها تحب قواعدها الشعبية و تريد لها الخير و التكامل فياله من خط حكيم عظيم .
في نهاية المطاف على الفرد ان يحدد نفسه امن جانب العزله السلبية يتبع ام الايجابية .فاذا كان يتبع السلبية فعليه ان يغتم و يحزن و يشعر بالغربة ،اما اذا كان يتبع الايجابيه فعليه ان يفرح و يستغلها للتكامل و الرقي وعليه الايشعر بالوحدة و الغربة ويذكر ما ورد عن امير المؤمنين (ع):

لَيْسَ الغَريبُ غَريبَ الشَّأمِ واليَمَنِ = إِنَّ الغَريبَ غَريبُ اللَّحدِ والكَفَنِ

فمن كان مع الله كان الله معه فاي غربة بعد ذلك يشعر وهو مع الموجود الحقيقي.والله العالم