كلماتٌ مِدادُها الشَّوق ... الحلقة الاولى

وهل لهذا اليوم وصف يوصف
وفيه مولد النور الذي بكل ظالم يعصف
سمي النبي وحامل سره سليل الحسب والشرف
طالب ثأر شهيد كربلاء وحامل راية ليث النجف
ها هو فراتك بارد معين اقبل ألينا وارتشف

لقد عودنا شاعر أهل البيت الصادق الوفي
الشاعر الأستاذ المتألق حمزة حسين الوائلي
إن تكون أحرفه أول من يهنئ المصطفى واله الأطهار
لكنه هذه المرة يريد إن يطيل الاحتفال
فاليوم رفدنا بمقطع من معلقته الجديدة الرائعة
بحب الإمام المهدي الموعود عجل الله تعالى فرجه الشريف
و أوعدنا خير انه سيوافينا بالمقاطع التالية ليستمر الفرح والبهجة
فطوبى لنا بهذا الشاعر الوفي المعطاء
فهلموا أحبتي لنتشارك فرحة المولد ونسأل الله تعالى إن يعجل اللقاء
بمن تنتظر قدومه الأرض والسماء

كلماتٌ مِدادُها الشَّوق
طافَ الحبيبُ بِنا ، فَداعبَ مُقلَتي ** بِخَيالِهِ الْحاني ، فَرَقرَقَ دَمعتي
فَأَتَيْتُ بِالقلمِ الحزينِ وَدَفتري ** وَبَدَأْتُ بِسمِ اللهِ عَذبَ رِسالَتي
مِنّي إِليهِ ، وَمِن شَظايا خافِقي ** أَرْسَلْتُ روحيَ في أَثيرِ أَحِبَّتي
يا سيدَ الروحِ التي عَلِقَتْ بِكم ** إِنّي الْمُقَصِّرُ رَغمَ كلِّ مَحَبَّتي
فَأَنا الذي عَصفَتْ بِهِ آثامُهُ ** مُذْ شَرَّدوكَ وَلَمْ أَقيكَ بِمُهجَتي
فَلَقد هَجَرْتُكَ ، وَالعُداةُ مَراصِدٌ ** حتى غَفَوْتُ على حَبائِلِ غَفْلَتي
فَبَعدْتُ عنكَ تَجاهُلاً وَجَهالَةً ** وَلَهَوْتُ عنكَ بِجارَتي وَتِجارَتي
وَلقد خَذَلْتُكَ ، وَالنَّواصِبُ حَيَّةٌ ** رَقطاءُ تَنفخُ في رَمادِ جَريمتي
وَقَطَعْتُ بَيداءَ الحياةِ تَعَثُّراً ** وَقَطَعْتُ حَبلَ وِصالِكُم يا سادَتي
أَقْتاتُ مِن مُرِّ الذنوبِ دَواهِياً ** وَأَضَعْتُ في حَرِّ الْهَجيرِ سِقايَتي
غَرَّتْنِيَ الدنيا ، أَهيمُ تَخَبُّطاً ** وَخَسرْتُ منذُ فَقَدْتُ وَصلَكَ صَفْقَتي
أَتُراكَ تَسمعُني ، وَقد نامَ الورى ** أَمْ حالَ ذَنبي بَينَنا ، وَجِنايَتي ؟
إِنّي سَأَسكبُ مِن فؤاديَ مُهْجَةً ** تَروي الحروفَ على سطورِ قَصيدتي
أَرسَلْتُ أَحلامي إِليكَ تَشَوُّقاً ** وَكَذا قَصَصْتُ على الحبيبِ حِكايَتي
وَرَأيْتُ نورَكَ في الصلاةِ يَحُوطُني ** وَشَمَمْتُ عطرَكَ في جَنائنِ قِبلَتي
أَتُرى سَتَقبلُ إِنْ أَتيتُكَ نادماً ؟ ** وَتُزيلُ عَن وَجهي غبارَ خِيانَتي ؟
فَبِوَجهِكَ الوَضّاحِ يُشرقُ عالَمي ** وَبِهَمسِكَ الفَوّاحِ تَغرُبُ وَحشَتي
وَبِغُصنِكَ الحاني تُسامرُ خافقي ** وَبِقَطفِكَ الدّاني تُزَيِّنُ جَنَّتي
ما يَنقَضي عَني المساءُ مُبايِعاً ** حتى أُجَدِّدَ في الصَّبيحةِ بَيْعَتي
عَقدٌ وَقد أَبْرَمْتُهُ مُسْتَحكَماً ** يَبقى ـ وَإِن عَزَّ اللقاءُ ـ بِذِمَّتي
وَلَطالما أَنّي رَجَوتُ بِأَنَّني ** حَظِيَتْ بِطَلْعَتِكَ الجميلةِ مُقلَتي
فَلَقد عَشِقْتُ بِكَ الوُجودَ ، فَأَشرَقَتْ ** شمسُ الأَماني في مَجاهِلِ ظُلْمَتي
فَبَدَوْتَ لي أَمَلاً أُلاحِقُ هَمْسَهُ ** في زَحْمَةِ الأَنفاسِ ، يَسبِقُ شَهقَتي
وَسَرَيْتَ في رِئَتي عَبيراً دافِئاً ** في زَمهريرِ التّيهِ يومَ ظَلالَتي
وَنَزَلْتَ بَرداً في فؤاديَ ، بَلْسَماً ** وَالشوقُ يَلهبُ مِن سَعيرِ حَشاشَتي
فَغَدَوْتُ أَبحَثُ عَنكَ بينَ أَضالعي ** وَهَجرْتُ في دُنيا الضَّلالَةِ صُحْبَتي
وَأَخَذْتَني لِلا نِهايةِ ، حيثُ لا ** إِلا الحياةَ ، وَحيثُ تُشرقُ رِحْلَتي
وَعَبَرْتَ بي هُوجَ البُحورِ ، فَلَمْ تَزَلْ ** أَمواجُها الغَضْبى تَلوذُ بِمَوجَتي
فَجَعلْتُ نورَكَ في الشَّدائِدِ صارِمي ** وَجَعَلتُ ذِكرَكَ في النَّوائِبِ صَوْلَتي
وَسَبَحتَ بي فوقَ المدى ، فَتَرَنَّمَتْ ** آفاقُ روحيَ وَهيَ تَحضنُ نَجمَتي