![]() |
![]() |
![]() |
|
منبر القصة القصيرة قصص هادفة ومواضيع القصة القصيرة |
|
![]() |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
|
![]()
في زمن سحيق خرج الى الصيد ثلاثة صعاليك وهو يسيرون بعيدا عن قريتهم صادفهم نهر صغير فبادر أحدهم الى الكلام ان أسرعوا ياصحبتي مع مجرى التيار عسى ان يصب الماء في في نهر عظيم حيث الصيد يكون وفير او يصب في بحر كبير نغوص في ثناياه فنستخرج اللؤلؤ والمرجان هم الثلاثة في المسير اصاب أحدهم في رجله اصابه من إثر غصن لم يراه هم أحدهم بحمله الا ان الاخر بادر بقوله اننا في مسير لكسب الرزق فلو تأخرنا لفوتنا الوقت فانا ارى ان يجلس صاحبنا في هذا المكان حتى نأتيه برزقه معنا فتفقوا على ان ينتظرهم حتى يعودوا جميعا الى القرية وبين اشجار التي تلف مجرى المياه كالنسر الذي يحنوا على الارض وهو يحمي اطفاله انبلجت تلك العتمة من ظلال فروع الاشجار عن اشراقة زرقاء اللون وطيب ريح من عبق مياه متلاطمة فقد وصل الصعاليك الى مصب ذلك النهر الذي لم يفكر اصحاب القرية السعي للوصول اليه فما ان ملء افق الموج المتلاطم اعينهم حتى كشفوا عن صدورهم وسيقانهم وهم ينزعون رث ثيابهم ويربطون بعضهم ببعض لكي يغوص أحدهم فما ان ولج قلب الماء أحس بعمق المياه وبردها فعاد واخذ انفاسا ومن ثم انتقض بسرعه يبحث في أقرب قاع للساحل عن لؤلؤة او جوهره ظل يكرر تلك العملية فأصابه التعب ولكنه لم يرد ان يشعر صاحبه بذلك فظل يكرر الغوص ويبحث بكلتا يده تلك المروج الخضراء والزرقاء في القاع يقلب الاحجار وبسبب سرعة حركته واعيائه ارتطم راسه ببروز صخريه أغمي عليه وابتلع من المياه الكثير أحس رفيقه بتأخير صاحبه فراح يجره بكل قوته بحبل ربطاه بينهما قبيل الغوص فقد كانا معتادين على ذلك في صيدهم وترحالهم وبحثهم عن رزقهم الا ان الامر صار أصعب لأنهم كانوا ثلاثة يجر اثنان إذا وقع الثالث في خطر لم يثني ذلك صاحبنا ملء الدم راحتيه الا ان لهفة قلبه ترتسم عليها صور تلك الضحكات واللحظات التي كان يتقاسمها مع صاحبيه سحبه في اخر المطاف وصار يضغط على صدره خرج من الماء الكثير شهق بأنفاس لاهثه فتح عينيه ملء الفرح قلب صاحبه ادار عينيه فهاله منظر الدم الذي غطى يدي صاحبه حزم الاثنان امرهم للعودة على ان يتشافوا ومن ثم يباشرون الغوص من جديد فقد اقترب الليل وهو يخيم على المكان وصار جل همهم صاحبهم الذي تركوه خلفهم فحثو على أنفسهم واحدهم يتكئ على الاخر وصلوا اليه فوجدوا ان ساقه قد تورمت فقد جمع الكثير من الفطر وهو يحسب لكل أحد من اصحابه حصته وكأنهم موجودون معه فبادرهم بالوقوف وتحيتهم لأنهم لم ينسوه واعادوا اليه فتجمعوا في مكان واحد وشدو يدي صاحبهم وساق الاخر وهم يأكلون فطر الذي جمعه لهم فبادر الصعلوك الذي تركوه خلفهم الى سؤالهم: هل جلبتم معكم لؤلؤ او مرجان او جوهرة فساد المكان صمت تنقلت اعينهم فيما بينهم وهي تجول على صدر محمر من الضرب لإخراج الماء وساق مرضوضة ومتورمه ويدين مدماه فكان الامر لا يحتاج جواب وكأن ضميرهم اجاب بنظرات: علاقتنا فيما بيننا اعز جوهره فلا تضيعوا الجوهرة
التعديل الأخير تم بواسطة الاخوة ; 18-12-2013 الساعة 02:40 PM |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
![]() |