المذنبون وعيد الغدير

بسم الله الرحمن الرحيم
((أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ))(الحديد:الآية 16)

في لحظة كأن الزمن فيها قد توقف ، لتشرقت شمس عيد الغدير ، وينتشر ضوئها في الخافقين
واذا بالناس قد اصطفت في ساحات شتى
فمنهم من هو ساه لاه ، لايهمه الامر لا من قريب ولامن بعيد...
ومنهم من رفض هذه الشمس لان نور ضوئها قد كشف خفاياه...
ومنهم من اظهر السرور واظمر الشرور يبتغي تحين الفرصه لاظهار نواياه الخبيثة...
ومنهم من سره نور الشمس وجميل ضوئها لكنه ضعيف غير قادر على اداء حقها...
ورأيتني واقفا في ساحة مكتوب عليها ساحة المذنبين ، وفوق ظهري اثقال قصوري وتقصيري امام الله(تعالى)، واوليائه المعصومين(عليهم السلام)
فواسوئتآه ،وبأي عذر اعتذر ، ءَأقول كنت نائما ، بعد ان أيقظني الصدر المقدس من نومة الغافلين، أم أقول لا ادري وقد اركبنا المقتدى في سفينة المؤمنين ، ولم يدع صغيرة او كبيره تنفعنا في الدين الا وعلمنا اياها ، واولانا من الحنان والرعايه مالو حسدنا عليه احد من الناس لم يكن ملوما
فبعد كل هذا وغيره ماذا اقول ،أَخُدِعت ام نسيت بل إني على روحي جنيت، فهي نفسي الاماره البستني ثوب المذلة وكلما يرفع عني الباري هذا الثوب اعود فارتديه ، وفي كل موقف نبيل تخجلني ، حتى ان وقوفي بساحة المذنبين كان بسببها
فليتني روضتها على طاعة ربي ، لكنت في هذا الوقت من المتزودين من النظر الى شمس الموالين ، ومن الساعين بهمة لاكمال المسير الالهي مع المجدين، وانا اتقلب بين هذه الحسرة وتلك اللوعة واذا بصوت اخي الحنون ، يرن اسماعي قد قطع ساحات الواقفين واذا به يقول:

يكفي ، فان ماجرى من قصور وتقصير الى هذا الحد يكفي
فليس عندى من قول اقوله لك الا قول يكفي
فقد مللت من اعادة الكلام معك الا يكفي
فاحسست بلوعة اخي وشدة حزنه علي ، فقلت في نفسي
نعم يكفي، الى هذا الحد يكفي
ولكني لااستطيع فعل شيء يكفي الا بأذن ربي الذي يكفي

فيا كافي من كل شيء ولايكفي منك شيء اكفي المذنبين شر نفوسهم الاماره ياكافي واكفني شر نفسي
ياربي ورب آبائي فقد ضعف جسمي وعلا الشيب رأسي فقد افنيت بالامال والتسويف عمري فالى من التجيء يالااله الاانت وليس لي رب سواك اغفر لاخوتي واغفر لي بحق طه وآل ياسين(صلوات الله عليهم اجمعين) وصدرنا المقدس وشبله الامين(قدس سرهم) وبحق كل قلب سطع بنور شمس المتقين يا ارحم الراحمين ويا اكرم الاكرمين.