العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم الثورة الحسينية وعطائها المتجدد > منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية )

منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية ) جزء يسير من المواساة من مداد أقلامنا الى أن يأذن الله ونرخص الدماء لمواساته مع إمامنا المهدي ( ع )

 
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 20-11-2012, 01:38 AM   #1

 
الصورة الرمزية المقاتل

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 369
تـاريخ التسجيـل : Aug 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بغداد
االمشاركات : 3,172

افتراضي الشهيد بين طعنات السيوف وشبهات العوام

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

(المقدمة )
اما بعد:فان هناك امور من المسلمات عندنا الا ان تغطرس البعض وجهلهم حيث هنالك بعض النفوس ممن يثير البغضاء جعلنا نتنزل الى التطرق لهكذا امور وشبهات والى انها من الامور التي لا نتكلم بها اصلاً...

ساتطرق في هذا البحث ان شاء الله الى مسالة لطالما اتخذها البعض مع شديد الاسف من الناس كدلالة على بطلان فعلِ ما و احقية فعل اخر ...(فمثلاً ظهور صورة محمد محمد صادق الصدر في القمر وفي الماء دلالة على بطلان اعدائه واحقية فعله الشريف ....)
هذا ما اقصده من العبارة "كدلالة على بطلان فعل ما و احقية فعل اخر "

المسالة هي :
كلنا عشنا مرحلة القمع والقتل الفوضوي الذي مر به العراق الجريح ...حيث تفنن اعداء اهل البيت بقتل اتباعهم الخلّص "المؤمنين"فتارة بتفجير ( فلو قمنا بإعداد التفجيرات الارهابية التي استهدفت بالخصوص زوار المراقد الشريفة وما ادى ذلك الى قتل الكثير بغض النظر عن الاصابات التعويقية هذا اذا تنزلنا ولم ندخل في عداد التفجيرات في العراق بوجه العموم التي لا تخلو ايِ منها من مؤمن مخلص وايضاً بغض النظر عن عن الاغتيالات التي استهدفت كثير من الشخصيات المخلصة والقتل على الهوية ضد اتباع اهل البيت ...)
وتارة اخرى بالتمثيل حتى وصل الامر الى ان لا تبقى من الجسد الا اشلاء قليلة متناثرة بل وصل الامر الى ان تبقى الجثث في العرى ايام وليالي بل ان البعض منها قد اُكِلَت ..
طبعاً اني اذكر هذه الوقائع لكي اصوّر الصورة باقرب ما يمكنني لكي نتعايش مع الحالة لذلك في الشعر يقسم الشعراء الى واقعيين ورمزيين ورومانسيين

والكل يعلم ان في طبيعة الانسان "تكوينه المادي" بعد مرور فترة قليلة او اكثر بقليل يأخذ الجسم بالتفسخ والتحلل وذلك بعد ان تظهر علامات منها:
انخفاض درجات الحرارة الى درجة البرودة وخروج رائحة نتنه "طبعاً هذه غاية من غايات الله في خلقه حيث يريد ان يرى الانسان ما هيته...حيث جسد امير المؤمنين هذا الامر بقوله " (أوله نطفة مذرة، وآخرة جيفة قذرة، وهو فيما بينهما يحمل العذرة)
فالاعم الاغلب اخذوا من هذه المسألة اي"تقطيع الجسد الى اشلاء وفصل الراس عن الجسد والقتل البشع بانواعه ...هو سوء عاقبة وكل هذا هو نتاج ما فعلوا في الدنيا من امور اي حملوا المسألة محمل سلبي بل الادهى من ذلك صعدوا من عتلى منبر رسول الله وقالوا ( وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين.....) [الشعراء:227]

وفي مثلهم الشعبي "اللي يجي من أيده الله يزيده.."
فالمسألة بعبارة اخرى :
ان الفرد سواء كان مؤمناً او غير ذلك ان قتل بصورة بشعة ومرعبة كفصل رأسه عن جسده وحرقه او صلبه وغيرها....
انما تكون بسبب اعمالهم المشينة في الدنيا وانها سوء عاقبة لهم ؟ وان موتته هذه بذلة واحتقار دليل على ذلك؟
والادهى من ذلك كله انهم دعوا الله ان لا يموتوا كهذه الموتة وفضلوا موت الفراش على هذا الشرف العظيم
هذا ما وددت طرحه ان شاء الله بما مكنني الله ومن الله التوفيق
فجواب هذا الاشكال له عدة نقاط منها:
النقطة الاولى :
نريد في هذه النقطة عرض هذه الشبهة على القران والسنة فان عارضة ما جاء في القران او السنة فنضربها بعرض الحائط وان تناسبة معهما فبها ونعمة ..
1- من خلال القران فكل الايات التي وردت عن القتل في سبيل الله لم تحدد طرق وكيفية الاستشهاد فالايات الواردة هي :



• قوله تعالى (
وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُون) سورة آل عمران الآية [ 169 ]

• وقوله تعالى (
وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ) البقرة (154)

• وقوله تعالى (
إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)
• التوبة 111



هذا بالنسبة الى الايات اما الروايات فهي:


2- اما الروايات فكذلك هي لم تحدد طرق القتل والاستشهاد فكل الروايات لم تذكر سوى فضل الشهيد ومنزلته وخصاله اما وجود دلالة معينة لا توجد اي رواية حول ذلك ..

فورد عن رسول الله انه قال :
رأيت الليلة رجلين اتياني فصعدا بي شجرة فادخلاني داراً هي احسن وافضل لم ارَ قط افضل منها اما هذه فدار الشهداء ...

ومنها ان للشهيد ست خصال جاءت في حديث المقدام بن كعب ...
منها :يدفع له مرة واحدة ومنها يرى معده من الجنة ومنها يجار من عذاب القبر ويأمن من الفزع الاكبر ويشفع ل70 من اهل بيته
ومنها يوضع على راسه تاج من ياقوت والوقار ومنها يزوج 72 من الحور العين




وعن رسول الله من قتل دون اهله فهو شهيد
ومن قتل دون ماله فهو شهيد
ومن قتل دون عرضه فهو شهيد



وقول السيد الشهيد في كلمات من نور
من مات وعقيدته صالحة فهو شهيد ...


فبعد هذا العرض الاجمالي ليس التفصيلي على القران والسنة هل يلزم ان يكون الشهيد مصون ومكرم بعد استشهاده ...

النقطة الثانية :
من خلال الشواهد التاريخية فلو تاملنا بكل ما مر به اولياء الله والمعصومين من طرق قتل وتعذيب لما ورد هذا الاشكال اصلاً
وهذا ان دل على شيئ انما يدل على جهل السائل الذي استشكل ...
فالانبياء اغلبهم قتلوا وبشتى طرق القتل وابشعها حيث منهم من ذُبح كنبي الله يحيى ومنهم من سلخت فروة راسه
وساذكر في هذه النقطة ثلاث نماذج لاثبات هذا الامر وساختصر على واقعة الطف ..

النموذج الاول :
قبل واقعة الطف :: وهو مسلم بن عقيل وصاحبه الجليل هانئ بن عروة

فلو دققنا وعشنا مرحلة استشهادهما لوجدنا ان اعدائهم قد تفننوا بقتلهم فكيف هي حال عظام مسلم وقد رُميَّ من على علوٍ شاهق لا يقل عن عشر الى خمسة عشر متر ..
وما حاله وهو يسحب من رجليه برجلي الفرس وفي ازقة الكوفة ؟والكل يعلم ان طبيعة ارض الكوفة شبه صحراوية وذات اشواك كثيرة فما حاله "ع" وهل ملامح وجهه وجسده الشريف ستبقى كما كانت عليه ؟ام ماذا؟

النموذج الثاني :
خلال واقعة الطف :: نأخذ شخصتين هما :
اولاً: ابا الفضل العباس :

ذكر الخوارزمي، ما نصه: (ثم خرج العباس بن علي، وأمه أم البنين وهو السقا، فلم يزل يقاتل حتى قتل جماعة من القوم ثم قتل. فقال الحسين (ع): الآن انكسر ظهري وقلت حيلتي.أما المقرم فقد اورد في مقتله ذلك باسهاب ص334، وقد اتفق مع الخوارزمي على أن مصرعه (ع) كان متأخرًا، وهذا نصه:قال العباس (ع): قد ضاق صدري من هؤلاء المنافقين وأريد أن آخذ ثاري منهم. فأمره الحسين (ع) أن يطلب الماء للأطفال، فذهب العباس (ع) ووعظهم وحذرهم غضب الجبار فلم ينفع، فنادى بصوت عال: يا عمر بن سعد هذا الحسين ابن بنت رسول الله قد قتلتم أصحابه وأهل بيته، وهؤلاء عياله وأولاده عطاشى فاسقوهم من الماء، فقد احرق الظمأ قلوبهم وهو مع ذلك يقول: دعوني أذهب إلى الروم أو الهند وأخلي لكم الحجاز والعراق. فأثّر كلام العباس (ع) في نفوس القوم حتى بكى بعضهم ولكن الشمر صاح بأعلى صوته: يابن أبي تراب لو كان وجه الأرض كله ماء وهو تحت أيدينا لما سقيناكم منه قطرة، إلا أن تدخلوا في بيعة يزيد.ثم انه ركب جواده وأخذ القربة، فأحاط به أربعة آلاف ورموه بالنبال فلم ترعه كثرتهم وأخذ يطرد أولئك الجماهير وحده، ولواء الحمد يرفرف على رأسه، فلم تثبت له الرجال ونزل إلى الفرات مطمئنًا غير مبال بذلك الجمع. ولما اغترف من الماء ليشرب تذكر عطش أخيه الحسين (ع) ومن معه فرمى الماء وقال: يانفس من بعد الحسين هوني وبعده لا كنت أن تكونــي هذا الحســـين وارد المنون وتشـــربين بارد المعين تالله ما هذا فعال دينيثم ملأ القربة وركب جواده وتوجه نحو المخيم فقطع عليه الطريق وجعل يضرب حتى أكثر القتل فيهم وكشفهم عن الطريق وهو يقول:لا ارهب المـوت إذا الموت رقى حتى أوارى في المصاليت لقىنفسي لسبط المصطفى الطهر وقى إني أنا العبـاس أغدو بالـسقا ولا أخاف الشر يوم الملتقى فكمن له زيد بن الرقاد الجهني من وراء نخلة وعاونه حكيم بن الطفيل السنبسي فضربه على يمينه فبراها فقال (ع):والله إن قطعتم يمينـي إني أحامي أبدا عن ديني وعن إمام صادق اليقين سبط النبي الطاهر الأمين فلم يعبأ بيمينه بعد أن كان همه إيصال الماء إلى أطفال الحسين وعياله، ولكن الحكيم بن الطفيل الطائي كمن له من وراء نخلة، فلما مرّ به ضربه على شماله فقطعها فقال: يانفس لا تخشي من الكـفار وابشري بــرحمـة الجبـار مع النبي السيــد المختـار مع جملة السادات والأطـهار قد قطّعوا ببغيــهم يسـاري فأصلهـم يا رب حرّ النــار وتكاثروا عليه وأتته السهام كالمطر فأصاب القربة سهم وأريق ماؤها، وسهم أصاب صدره وضربه رجل بالعمود على رأسه ففلق هامته، وسقط على الأرض ينادي: عليك مني السلام أبا عبد الله. فأتاه الحسين وقد استشهد.لم يبق الحسين (ع) بعد أبي الفضل إلا هيكلاً شاخصًا معرىً عن لوازم الحياة وقد أعرب سلام الله عليه عن هذه الحال بقوله: الآن انكسر ظهري وقلت حيلتي.وكان الإمام قد تركه في مكانه لسر مكنون أظهرته الأيام وهو أن يدفن في موضعه منحازًا عن الشهداء ليكون له مشهداً يقصد بالحوائج والزيارات وبقعة يزدلف إليها الناس وتتزلف إلى المولى سبحانه تحت قبته التي ضاهت السماء رفعة وسناء فتظهر هنالك الكرامات الباهرة وتعرف الأمة مكانته السامية ومنزلته عند الله تعالى فتؤدي ما وجب عليهم من الحب المتأكد والزيارات المتواصلة ويكون عليه السلام حلقة الوصل فيما بينهم وبين الله تعالى.ورجع الحسين إلى المخيم منكسراً حزيناً باكياً يكفكف دموعه بكمه وقد تدافعت الرجال على مخيمه فنادى: أما من مغيث يغيثنا؟ أما من مجير يجيرنا؟ أما من طالب حق ينصرنا، أما من خائف من النار فيذب عنا! فأتته سكينة وسألته عن عمها، فاخبرها بقتله! وسمعته زينب فصاحت: واأخاه واعباساه واضيعتنا بعدك! وبكين النسوة وبكى الحسين معهن وقال: واضيعتنا بعدك!!

فيقال ان مركز ضعف الانسان هو الراس فالله في طبيعة تكوين جسد الراس جعله اكثر دقة ولا يتحمل اقل صدمة مصحوبة بشدة وقوة ولعل صدمة من الصمات تؤول الى عواقب لا يحمد عقباها فما حال من ضرب بالسيف بحقد وضغينة وعناد ..اي عمداً
هذا امر امر اخر ان الله جل وعلا قد خلق الانسان وجعل فيه شيئين هما
اشياء اساسية كالراس واليدين والكفيين والساقين والورك وغيرها
وهناك اشياء اخرى كمالية او لنقل ثانوية كالحاجبين والاظافر والشعر فمجرد فقدان شيئاً من الحاجات الكمالية يجعل في تركيبة الانسان خلة واضحة او تشويه جسدي واضح لذلك من صفات الانبياء ان لا يملك صفة تنفر منها الناس
فما حال العباس :ع: حيث فقد شيئاً اساسياً من الجسم الا وهو الكفين هذا بغض النظر عن الطعنات وسقوطه من على الفرس الى الارض واصابة عينه الشريفة بسهم.....والخ

هذا وان الضرب بالسيف له الاثر الواضح والبالغ في الجسد حيث يبقي اثار تشوهية لا محال فمن خلال ما روينا عن مقتل ابي الفضل هل ياترى كان ابا الفضل العباس صاحب طلعة بهية وذو نورانية ام ان معالم الطبيعة قد اخذت من جسده الشريف مأخذاً ......؟

وهناك من يستشكل على ان الاصابات ليست بقوية حيث تمنع العباس عن القتال؟
ج/ انه "ع" كان صاحب همة عالية ولا يثني عزيمته فرد ولا مجموع فأكيد لا يثنيه بساطة جرح او قرح او غيره الا ان الظاهر من الامر ان الاصابة كانت ذات اثر عميق فيه "ع" حيث حالت بينه وبين ان يكمل تكليفه الذي هو ان يروي النساء والاطفال بالماء
وكما نعرف ان ابا الفضل العباس كان جل همه هو حماية المعصوم والقتال من اجل نصرته فلو كان له وقت عندما جرح حيث يستطيع القتال في لقاتل الا انه كما قلنا ان الجراح قد ادت الى مقتله "ع"

ثانياً:عابس :
ان عابس قبل هجومه على القوم القى درعه ومزق قميصه فهجم عليهم فما حاله عندما رمي بالحجارة وما حاله وهو صريع على رمضاء كربلاء شبه عريان والشمس تحرق جسده

النموذج الثالث:
بعد معركة الطف : مقتل المختار حيث ان شدة الدماء التي نزفت منهم قيل انه وقع في حوض ماء فصار عبارة عن دم لشدة النزيف الدم الذي تعرض له ازاء الضربات وغيرها
فبعد هذه النماذج التي هي من اعلى مصاديق الاستشهاد نثبت لهم انه لا يلزم ان يكون الشهيد بعد موته حسن المنظر والطلعة بل قد يكون عكس ذلك

النقطة الثالثة: ويمكن النظر لاه من جانبين هما:
الجانب الاول :
في حديث عن الامام الكاظم "المؤمن ككفتي الميزان كلما زاد في ايمانه زيد في بلائه ......."

ان الموت في حد ذاته هو بلاء اضطراري على حد تعبير السيد الشهيد (حيث قسم البلاء الى نوعين اختياري وهو الذي يكون الفرلاد مخير في القيام به واضطراري يكون البلاء جبراً عليه وان قيام الفرد بالبلاء الاختياري يبعد عنه البلاءات الاضطرارية ومن امثلة البلاء الاختياري كصلة الرحم ان كان بعيداً ويكون السفر اليهم شاق ومتعب او انهم لا يريدونك وانت تصلهم لصلة الرحم
او لزيارة مريض وغيرها
لذلك في الحديث "من زار اخيه المؤمن زاد الله في عمره...."
لانه اختار البلاء الاختياري الذي هو زيارة المؤمن او المريض بمشاقها وتعبها فدفع الله عنه البلاء الاضطراري الذي هو الموت وذلك بطول عمره

الجانب الثاني :
الكل يعلم انه كلما زاد خط التكامل بالتالي زاد خط التسافل فالفرد كلما تكامل يكون اعداه متسافلين بقدر ما هو متكامل لذلك عندما نرى القادة الربانيين والاولياء الصالحين ان اعدائهم هم من شرذمة زمانهم واكثرهم تجسيداً للشيطان

فالذي يمثل في جثث البشر كم هو متسافل ؟
وكيف به اذا كان هذا البشر معصوم او مخلص ...؟
وبذلك نثبت انه كلما اشتد القتل والبشاعة في القتل يدل وكاطروحة على تكامل هذا الفرد لانه لا يقتل ببشاعة وحقد الا متسافل وبالتالي لابد من وجود معتدي عليه متكامل

وهنا قبل ان اختم البحث اود بيان سببية القتل البشع المستخدم ضد الخلص من الشيعة؟

1- من باب تخويف الناس ورعبهم وبالخصوص المؤمنين منهم الا ان الحقيقة ليست كما يتصورون بل المؤمنين زادهم هذا الامر عزيمة واصرار بل زادهم يقيناً وثبات بدليل وجود الثورات بعد واقعة الطف كثورة التوابين وثورة المختار وثورة زيد الشهيد وغيرهن كثير لا مجال لذكهن
واقوى دليل على ذلك ان الثورة الحسينية كانت العامل المساهم بل الرئيسي بتكوين جيش الامام المهدي في اخر الزمان..

2- ان قتلهم للمؤمنين كان بغطاء شرعي بحت وبمبدأ هذا جزاء من خرج على الله ورسوله واولي الامر

3- لشدة خوفهم من المؤمنين حيث اعتقدوا ان الضربة الواحدة بالسيف لا تكفي حتى ان كان ميتاً فكرروا الضربات واحدة تلو الاخرى خوفاً من عدم الاكتفاء بالضرب كي يسبب حالة الموت

4- من المعلوم ان في فطرة الانسان (أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) [الروم:30].
هم حلفاء ولا يوجد خلاف بينهم الا ان احتكاكهم في الخارج "اي الوجود" جعلهم يختلفوا في وجهات النظر وبالتالي يسبب الحقد والضغينة على الاخرين
هذا ولنفرض انهم حتى وان احتكوا لم يختلفوا في وجهات النظر نعم وان كان كذلك الا ان الشيطان لا يبقيهم على حالهم لان الامر لا يصرف له قَالَ ف{بِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} (ص/82).
فثقف الشيطان من خلال جنوده الانسية اصحاب الفطرة السليمة على بطلان افعال اهل الحق

مثال ما حصل مع هابيل وقابيل فهم في الفطرة حلفاء ولا يوجد بينهما عداء اصلاً الا ان احتكاكهما بالخارج ادى الى قتل احدهما الاخر

5- العنفوانية بالقتل لعل احد اسبابها هو الحقد الدفين وهذا ما حصل مع الامام الحسين حيث قالوا له " قتلناك بغضاً بابيك.."

ولكن هنا سؤال اذا قتلوا الحسين بغضاً بابيه لماذا يقتلوننا؟
اولاً: من باب اتباعهم
ثانياًُ: في حديث عن رسول الله ياعلي انا وانت ابوا هذه الامة
فاكيد ان قتلهم لنا بغضاً بابينا.

6- ورد في كتاب السيد مقتدى الصدر الرسائل التوعوية الرسالة الثانية في محرم الحرام:
ان الاعتداءات ضد اهل البيت متنوعة الاسباب فبعضها كان لاسباب سياسية وبعضها الاخر كان لاسباب دنيوية كالمال والشهرة
فاما السياسية :
فان الحكام الذين تسلطوا على رقاب المؤمنين في الحقبة السابقة كانوا يخافون على كراسيهم من اقرب مقربيهم فضلاً عمن يعتبرونه عدوهم الاول الا وهو المعصومين "ع" على الرغم من انهم لم يطالبوا بكرسي ولا لم يتمسكوا بدنيا او كراسٍ او شهرة بل ان ما ارادوا الا نشر الدين الحنيف وطاعة الله ليتمكن المؤمنين من بناء دولتهم الكاملة
فامير المؤمنين هرب من السلطة وهو الاسد في الحروب والكرار غير الفرار والامام الحسن طلب حقن الدماء ولم يطلب منصباً او كرسياً
وبين يدينا مقولة ابي عبد الله الحسين "ع" "اني لم اخرج اشراً ولا بطراً ةلا ظالماً ولا مفسداً ولكن خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي رسول الله .."

واخرون فعلوه هذا الامر لامور دنيوية كالذي اغرته امراة من اجل قتل امير المؤمنين او كمقولة اللعين عمر بن سعد المشهورة
اأترك ملك الراي والراي منيتي
ام اصبح مأثوماً بقتل حسين

فانظر الى مدى الطمع الذي اوصلهم الى التنازل عن دينهم وعقيدتهم
وهو يعلم ان قتل الحسين في اثم كبير لكنه يقدم تقديماً للدنيا على الاخرة والعياذ بالله ......
انتهى

7- ان قتلهم للحسين هو لاشباع شهواتهم ورغباتهم النفسية التي لا تخلوا من خلل نفساني
وهنا اشكال اخر
ان النقاط التي اثبتنا بها انما هي كلها حول الماضي والحاضر وشواهد تأريخية لا اكثر ولا اقل ؟
ان الله جل وعلا قد خلق افرد واراد منه ان يسخر جميع الاشياء ويجعلها تصب في صالح تكامله فالامثال التاريخية وما مر به المعصوم من ظلم وجور وقتل بشع انما اراد الله منا ان نتأسى بهم ونحذوا حذوهم (قال الله تعالى:
......
وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴿الحشر/21
وقوله تعالى "وتلك الايام نداولها بين ......."

جاء في كتاب الرسائل التوعوية للسيد القائد

فكأني بجيوش الطف عادوا واعداؤك بالارهاب قد سادوا ومن الموت قد هابوا وباسر المؤمنين والمؤمنات نادوا لكنما المؤمنون بانفسهم جادوا وللجيوش قادوا فكان فسطاط حق لا كفر فيه وفسطاط كفر لا حق فيه
فيا سيدي ان كان ذلك فيه تعدي فاقول :
ان المجاهدين باصحابك ذكروني والاسيرات بسباياك ارجعوني والات العدو بخيول اعدائك نبـهوني فتلك الخيول لصدرك داست وصدور المجاهدين والمصلين من الات اعدائك عانت وجيوش لاحتلالنا قد تحالفت كما عليك من قبل قد تكالبت وقومنا عن الاحتلال قد سكتوا كما قومك يا سيدي بقتل رضوا

وفي موضع اخر بنفس الرسالة :
وفرحتنا بظهور قائمكم واخركم يا سيدي يملأ الارض قسطاً وعدلاً كما ملأت ظلماً وجوراً ........وينتقم ممن لك قد قتلوا وللعراق قد احتلوا وللاسلام قد ضادوا .....انتهى كلام السيد

ف:ان السيد القائد يقول لنا ان يا اتباعي الخلّص المخلصين انكم في عين الله وان ما جرى عليكم وجيف وضيم هو كما جرى على سيد الشهداء ابا الاحرار الامام الحسين فلا تهنوا ولا تحزنزوا فانتم الاعلون ....

هذا والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم


اسئلة حول البحث
ذكرت ان كثير من المخلصين او انهم في بداية اخلاصهم ليصلوا للمستوى المطلوب قد قتلوا ...؟
فاذا كان مخلص ومقدر في المستقبل انه مع الامام المهدي فكيف يموت ؟

الجواب
الاخلاص درجات فاي مخلص تقصد المخلص المقدر كونه مع الامام المهدي "ع" او مخلص فترة معينة لتربية جيل معين ومن ثم ينحرف ؟
ولا توجد قاعدة تقول المخلصين لا يموتون الا بظهور الامام المهدي ؟فيوجد مخلص يموت في بداية الطريق واخر خبيث يبقى حتى ظهور القائم ...
من جانب اخر :
ان الموت امر محتوم وبيد الله الا انه يمكن الاجابة كأطروحة
ان الله رأى هذا الفرد ان المرحلة التي وصل لها قد استحقق بها الجنة لكن لو بقى اكثر من ذلك لانحرف في المستقبل بسبب الضغوطات التي ستتولد عليه فمن باب رحمة الله انه اناله الشهادة لكي لا ينحرف في بقائه

كما انه سألوا السيد القائد حول قتل المخلصين الواصلين للمستوى المطلوب هل سيؤثرون في المسير التكاملي فاجاب السيد اعزه الله كلا لا يؤثر
وهذا يدل على انه حتى لو قتل انه لم يؤثر في التخطيط الالهي بتاتاً

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »

التعديل الأخير تم بواسطة المقاتل ; 08-12-2012 الساعة 06:54 AM
المقاتل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 12:06 AM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2025