اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
حرية الرأى
بعد مضي عدة سنين من ولادة الإنسان وفي أي بقعه من بقاع الأرض تتكون لديه حصيلة من المعلومات المكتسبة من البيئة والمدرسة وغيرها من مصادر المعلومات ,تشكل هذه الحصيلة, منظومة فكريه قابله للزيادة والتغيير ترافق مسيرة الإنسان وتقود سلوكه العملي,وبسبب عدة عوامل منها,البحث عن الحقائق,وجلب المنفعة والأمن من الضرر,والشعور الديني,يقوم الإنسان بالسؤال والنقاش وإبداء رأيه حول مختلف المسائل ولا إشكال في هذا إنما الإشكال في انتهاك البعض لحرية الآخرين متذرعين بحجج مخالفه للقوانين الشرعية والوضعية,ومنهم الطواغيت المتسلطين على رقاب الناس وأموالهم وبالرغم من الأذى العظيم لهؤلاء المجرمين إلا إني لا أعنيهم بهذه الكلمات المتواضعة إنما اعني المتمسك بإنسانيته الباحث عن الحقيقة فأذكره بأن إلهنا العظيم الذي اخرج الممكنات من العدم وألبسها لباس الوجود أمرنا بالدعوة الى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنه ولم يعاقب الملائكة حين قالوا( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك)بل الزمهم الحجه العلمية الدامغة حتى قالوا(سبحانك لاعلم لنا الا ما علمتنا),ولننظرالى حبيب الله المصطفى صاحب الخلق العظيم(عليه وعلى اله افضل الصلاة واتم التسليم)لقد كان(دائم البِشر سهل الخلق لين الجانب ليس بفظ ولا غليظ ولا صّخاب ولا فحاش ولا عّياب ولا مداح,قد ترك نفسه من ثلاث,المراء والإكثار ومما لا يعنيه,وترك الناس من ثلاث,كان لا يذم احدا ولا يعّيره ولا يطلب عورته ولايتكلم الا فيما يرجو ثوابه اذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤؤسهم الطير,فأذا سكت تكلموا ولايتنازعون عنده الحديث,من تكلم انصتوا له حتى يفرغ,حديثهم عنده حديث اولاهم يضحك مما يضحكون منه ويتعجب ممايتعجبون منه ويصبر للغريب على الجفوة في منطقه ومسألته......)اما سكوته(ص)فكان( علىالحلم والحذر والتقدير والتفكر,اما تقديره ففي تسوية النظر والاستماع بين الناس وأما تفكره ففيما يبقى ويفنى,وجمع له الحلم والصبرفكان لايغضبه شيءولايستنفره,وجمع له الحذر في اربعهأخذه بالحسن ليقتدى به وتركه القبيح لينتهى عنه واجتهاده فيما اصلح امته والقيام فيما جمع لهم خير الدنيا والاخره).وكذلك لو نظرناللسيره الطيبه لعترة الخاتم(صلوات الله عليهم اجمعين)لوجدنا نور الله ورحمته كيف لا وهم القران الناطق الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.اوليس الشرف كل الشرف ان نتخلق بأخلاق اولياء الله ونقتدي بسيرتهم سيما اننا ندعي الانتماء لهم,ونسعى في جانب حرية الرأى ان نكون من اصحاب الصدور الواسعه وأن يكون عملنا خالصا لوجه الله تعالى.