العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم الثورة الحسينية وعطائها المتجدد > منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية )

منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية ) جزء يسير من المواساة من مداد أقلامنا الى أن يأذن الله ونرخص الدماء لمواساته مع إمامنا المهدي ( ع )

 
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 05-12-2012, 11:03 AM   #1

 
الصورة الرمزية المطيع

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 372
تـاريخ التسجيـل : Aug 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 2,480

افتراضي الاسلوب المتغير في التربية


اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

الاسلوب المتغير في التربية
في هذا البحث وددت ان اتكلم حول مسألة(الاسلوب المتغير في التربية)
فكيف ان حياة الامام الحسين(ع) كان الشئ الابرز فيها هو واقعة الطف(اي القتال)
وبعده الامام السجاد(ع)حيث انه عمل من جانبين:
الجانب الاول:وهو الجانب الاعلامي
الجانب الثاني:وهو الجانب العلمي والثقافي
وبعده الامام الباقر حيث كان الشئ الاكثر وضوحاً في حياته هو العلم حيث انتج العديد من العلماء
والآن اذ نرى الاختلاف في اسلوب التربية فتارةً قتال وتارةً اخرى طلب علم وثقافة
ولكن هذا لا يعني انه عندما توجه الحسين الى القتال كان هاملاً الى العلم او ان الامام الباقر عندما ثقف الناس وكان الشئ البارز في حياته هو العلم
يعني انه كان هاملاً الى القتال او انه لم يدخل في هذا الجانب
وانما كان الشئ الاكثر وضوحاً في حياة كل معصوم جانب معين من دون ترك الجوانب الاخرى
فإن نهجهم واحد
وسأذكر في نهاية البحث بعض الاطروحات حول سبب هذا الختلاف في الاسلوب المستخدم في التربية
والآن سوف نتطرق إلى جانب الابرز من حياة كل من الامام الحسين و السجاد و الباقر(عليهم السلام)

الامام الحسين(عليه السلام)
وكما معلوم لدينا ان واقعة الطف هي الشئ الاكثر ملفت في حياة الامام الحسين
وكانت عبارة عن قتال
بصرف النظر عن ما قدمته لنا من نماذج من الاخلاص والتضحية والفداء وبذل النفس ....
والآن سأذكر نتيجتين حققها القتال في زمن الامام الحسين وعلى شكل اطروحة

النتيجة الاولى:
بعد ان تواجدت ثلة من المخلصين المضحين بالغالي والنفيس وخرج الحسين للقتال

فإنه لم يدع فرصة لأحد ان يقول له كما قالوا للأمام الحسن(السلام عليك يا مذل المؤمنين)
فخرج الى القتال وانسحب آلاف ممن كانوا متجهين الى الكوفه مع الامام الحسين
والسبب هو انهم كانوا يبحثون عن الدنيا وعن المناصب فبهذا الاسلوب الالهي بيّن زيفهم
ولكن الامام الحسين لم تكن الفرصة مؤاتية للقتال فقد كان اغلب من حوله غدّارون ولا يؤتمنون
فقد جاء في كتاب معالي السبطين في احوال الحسن والحسين/ص35
{جاء الناس الى الحسن وقالوا: انت خليفة ابيك ووصيه ونحن السامعون المطيعون لك فامرنا بامرك,فقال(ع) كذبتميا قوم والله ما وفيتم لمن كان خيراً مني فكيف توفون لي وكيف اطمئن بكم. . . . . . .ثم وجّه قائداًالى معاوية في اربعة آلاف من اهل العراق وكان القائد من كندة وامره ان يعسكر بأنبار حتى يأتيه امره فلما توجه الى الانبار ونزل بها وعلم معاوية بذلك بعث الى الكندي رسالة وكتب اليه معهم انك ان اقبلت اليّ اولّك بعض كور الشام والجزيرة وارسل اليه بخمسمائه الف درهم فقبض الكندي المال وقلب على الحسن وصار الى معاوية في مائتين من خاصة اصحابه} فارسل الامام الحسن رجل آخر وقال انه سيغدر كما غدر صاحبه فلما توجه الاى الانبار ارسل معاوية رسالة اليه وكتب اليه مثلما كتب الى صاحبه الكندي وبعث اليه بخمسمائة الف درهم ومناه اي ولاية احب من كور الشام والجزيرة فقلب على الحسن . . . . . .
فكان الغدر والخيانة واضحة في زمن الامام الحسن فلم تكن الفرصة موجودة لبين زيفهم مثلما حصل مع الامام الحسين(ع)

النتيجة الثانية:
من خلال واقعة الطف بيّن لنا الامام الحسين(ع) انه مهما بلغ الفرد من التكامل والعلم والمعرفة فلا بد من ان يأتي يوم يضحي بنفسه وان لا يدّخرها الى المستقبل او ان يحفظ نفسه ليوم معين فقد قال تعالى:

{لأن متم او قتلتم لالى الله تحشرون} آل عمران/158
وكما في قول ابن نباتة السعدي:
{من لم يمت بالسيف مات بغيره}
فهذا ابو عبد الله وها هم اتباعه المخلصين ومن اعلى منهم ومن ارقى واخلص منهم
فتراه يقول:{لا أعطيكم بيدي إعطاءَ الذليلِ ولا أقر لكم إقرار العبيد ...}
وايضاً:{اني لا ارى الموت إلا سعادة . . . . . .}
وترى اتباعه المخلصين يتسابقون الى المنية
فهذا درس لكل الاجيال بأنه لابد من ان يأتي يوم يقف الانسان ليضحي بنفسه ولا يحفظها الى المستقبل
الامام السجاد {عليه السلام}
اما في زمن الامام السجاد فكان الوضع مختلف فلم يخرج السجاد بالسيف وانما اتخذ موقف مغاير حيث مارس الجانب الاعلامي وتعريف الناس على بنو امية وظلمهم
ومارس الجانب الثقافي والعلمي حيث قام بحلقة درس في مسجد الرسول(ص) من تفسير وفقه وغيرها . . . . .
اما الجانب الاعلامي فقد استغل الامام السجاد(ع) الاخطاء التي ارتكبها اعداء الامام الحسين من وحشية في القتل والتمثيل بالجثث ونقل السبايا الى الشام فكل هذا قد عكس نزعته الاجرامية ولم يلتفت يزيد الى ذلك الا بعد ان وصلته التقارير والاحتجاجات على قتل ريحانه رسول الله
فبالرغم من القمع والارهاب اللذين مارسهما ابن زياد فان اصواتاً بدأت ترتفع محتجة على الظلم السائد. فعندما صعد ابن زياد المنبر واثنى على يزيد وحزبه واساء الى الحسين واهل بيت الرسالة فقام اليه عبد الله بن عفيف الازدي: وهو احد صحابة امير المؤمنين وكانت احدى عينيه قد ذهيت يوم الجمل والاخرى يوم صفين)
فقام وقال:{يا عدو الله ان الكذاب انت وابوك . . . تقتل اولاد النبيين وتقوم مقام الصديقين}
فقام ابن زياد بضرب عنقه وصلبه.ومع ان هذه المواجهة انتهت لصالح ابن زياد لكنها كانت مقدمة لاعتراضات اخرى في الشام والحجاز.
خطبة الامام زين العابدين في قصر يزيد بن معاوية:
{أيها الناس أعطينا ستا و فضلنا بسبع أعطينا العلم والحلم و السماحة و الفصاحة و الشجاعة و المحبة في قلوب المؤمنين ‏و فضلنا بأن منا النبي المختار محمدا و منا الصديق و منا الطيار و منا أسد اللَّه و أسد رسوله و منا سبطا هذه الأمة من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني أنبأته بحسبي و نسبي
أيها الناس أنا ابن مكة و منى أنا ابن زمزم و الصفا أنا ابن من حمل الزكاة بأطراف الردا أنا ابن خير من‏ائتزر و ارتدى أنا ابن خير من انتعل و احتفى أنا ابن خير من طاف وسعى أنا ابن خير من حج و لبى أنا ابن من حمل على البراق في الهواء أنا ابن من أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى أنا ابن من‏ بلغ به جبرئيل إلى سدرة المنتهى أنا ابن من دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ‏ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى‏ أنا ابن من صلى بملائكة السماء أنا ابن من أوحى إليه‏ الجليل ما أوحى أنا ابن محمد المصطفى أنا ابن علي المرتضى أنا ابن ‏من ضرب خراطيم الخلق حتى قالوا لا إله إلا اللَّه أنا ابن من ضرب بين‏ يدي رسول اللَّه سيفين و طعن برمحين و هاجر الهجرتين و بايع ‏البيعتين و قاتل ببدر وحنين ولم يكفر باللَّه طرفة عين أنا ابن صالح‏ المؤمنين و وارث النبيين و قامع الملحدين و يعسوب المسلمين ونور المجاهدين و زين العابدين و تاج البكاءين و أصبر الصابرين وأفضل القائمين من آل ياسين رسول رب العالمين أنا ابن المؤيد بجبرئيل المنصور بميكائيل أنا ابن المحامي عن حرم المسلمين وقاتل المارقين و الناكثين و القاسطين و المجاهد أعداءه الناصبين وأفخر من مشى من قريش أجمعين و أول من أجاب و استجاب للَّه ولرسوله من المؤمنين و أول السابقين و قاصم المعتدين و مبيد المشركين و سهم من مرامي اللَّه على المنافقين و لسان حكمة العابدين و ناصر دين اللَّه و ولي أمر اللَّه و بستان حكمة اللَّه و عيبة علمه ‏سمح سخي بهي بهلول زكي أبطحي رضي مقدام همام صابر صوام‏ مهذب قوام قاطع الأصلاب و مفرق الأحزاب أربطهم عنانا و أثبتهم‏ جنانا و أمضاهم عزيمة و أشدهم شكيمة أسد باسل يطحنهم في‏الحروب إذا ازدلفت الأسنة و قربت الأعنة طحن الرحى و يذروهم‏فيها ذرو الريح الهشيم ليث الحجاز و كبش العراق مكي مدني خيفي‏ عقبي بدري أحدي شجري مهاجري من العرب سيدها و من الوغى‏ ليثها وارث المشعرين و أبو السبطين الحسن و الحسين ذاك جدي‏علي بن أبي طالب ثم قال أنا ابن فاطمة الزهراء أنا ابن سيدة النساء}
خطبة الإمام السجاد ( عليه السلام ) في المدينة المنوّرة
ألقى الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) خطاباً في أهل المدينة المنوّرة لدى عودته من الشام والعراق ، حيث جمع الناس خارج المدينة قبل دخوله اليها ، وخطب فيهم قائلاً :
( الحمد لله ربّ العالمين ، الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين ، بارئ الخلائق أجمعين ، الذي بَعُد فارتفع في السماوات العُلى ، وقَرُب فشهد النجوى ، نحمده على عظائم الأمور ، وفجائع الدهور ، وألم الفجائع ، ومضاضة اللواذع ، وجليل الرزء ، وعظيم المصائب الفاظعة الكاظّة الفادحة الجائحة .
أيّها القوم : إنّ الله وله الحمد ، ابتلانا بمصائب جليلة ، وثلمة في الإسلام عظيمة ، قُتل أبو عبد الله الحسين ( عليه السلام ) ، وسُبي نساؤه وصبيته ، وداروا برأسه في البلدان من فوق عامل السنان ، وهذه الرزية التي لا مثلها رزيّة .
أيّها الناس : فأي رجالات منكم يسرّون بعد قتله ؟! أم أيّ فؤاد لا يحزن مِن أجله ؟! أم أيّة عين منكم تحبس دمعها وتضنّ عن انْهمالِها ؟! فلقد بكت السبع الشداد لقتله ، وبكت البحار بأمواجها ، والسماوات بأركانها ، والأرض بأرجائها ، والأشجار بأغصانها ، والحيتان ولجج البحار ، والملائكة المقرّبون وأهل السماوات أجمعون .
يا أيّها الناس : أيّ قلب لا ينصدع لقتله ؟! أم أيّ فؤاد لا يحنّ إليه ؟! أم أيّ سمع يسمع هذه الثلمة التي ثلمت في الإسلام ولا يصمّ ؟!
أيّها الناس : أصبحنا مطرودين مشرّدين مذودين وشاسعين عن الأمصار ، كأنّا أولاد ترك وكابل ، من غير جرم اجترمناه ، ولا مكروه ارتكبناه ، ولا ثلمة في الإسلام ثلمناها ، ما سمعنا بهذا في آبائنا الأوّلين ، إنْ هذا إلاّ اختلاق .
والله ، لو أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) تقدّم اليهم في قتالنا ، كما تقدّم اليهم في الوصاية بنا ، لما زادوا على ما فعلوا بنا ، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون ، من مصيبة ما أعظمها ، وأوجعها وأفجعها ، وأكظّها وأفظعها ، وأمرّها وأفدحها ، فعند الله نحتسب فيما أصابنا ، وأبلغ بنا ، فإنّه عزيز ذو انتقام)
فقد عمل الامام السجاد بالجانب الاعلامي بسبب التعتيم الاعلامي في ذلك الوقت فقد ذكر السيد الشهيد محمد محمد صادق الصد(قدس) في كتابه اضواء على ثورة الحسين من رواق واقعة الطف حيث ذكر عدة اقسام وكان القسم الاول:
الائمة المعصومون(ع)المتأخرون عن الحسين(ع)وخاصة الثلاثة الذين كانوا بعده مباشرة وهو الامام السجاد والاما الباقر والامام الصادق(ع)
وكما كانت للصحيفة السجادية اثرها على المجتمع في الفترة التي كان في تقية,
وكما انه كان يشتري العبيد ويقوم بتدريسهم وتعليمهم ومن ثم يعتقهم لكي يكونو ناشرين لأهل البيت

وكما ان الامام السجاد لم يكن الجانب الاعلامي والثقافي وحدهما او انه ترك باقي الجوانب فمن الجانب العسكري برزت ثورة المختار وثورة زيد الشهيد

الامام الباقر(عيه السلام)
كان الى نهاية الفترة الزمنية للامام السجاد هي اجواء واقعة الطف الى ان جاء الامام الباقر فانه اتجه الى العلم فقد سعى الامويين ومن ورائهم العباسيين الى القضاء على اهل البيت واتباعهم فكان الناس يتداولون عن اهل البيت سراً,
وعندما اتيحت الفرصة الى الامام البافر وبعدها الصادق اتجها الى نشر علومهم فقد اتسم العصر الذي عاشاه بظهور الحركات الغكرية والآراء والاعتقادات الغربية فيحتاج المجتمع في هذه الظروف الصعبة الى توعية وتثقيف فقد انتج العديد من العلماء الذين كان لهم دور كبير في نشر علوم اهل البيت
ولكن نقول ايضاً ان الامام الباقر عندما اتجه الى العلم هذا لا يعني انه ترك القتال, وسأذكر موقف يبين ذلك:
{بعث هشام بن عبد الملك وراء الباقر(عليه السلام) وابنه جعفر الصادق,فغادر المدينة الى الشام كان هدف هشام ان يستعرض ابهة الملك فدخل عليه الامام وكان جالساً على سرير الملك,وحوله الجند المسلحين وبين يديه علية القوم يرمون هدفاً بالسهام,فقال: يامحمد ارمِ مع اشياخ قومك هذا الغرض فقال الامام انى قد كبرت عن الرمي فاعفني. رفض هشام واصر على الامام واشار الى شيخ من بني امية ان يناوله القوس فاخذ الامام القوس وتناول سهماً فوضعه فيه وسدد نحوه الهدف فاصاب مركزه ثم تناول الثاني فاصاب المركز مرّة اخرى . . . حتى تكاملت تسعة اسهم}
فان كل اهل البيت كانوا مقاتلين. . . علماء . . . شجعان...
ولكن كل منهم قد استخدم اسلوب معين في حياته كان الامثل في التعامل.
والآن بعد ان ذكرنا ما حصل في زمن الائمة(عليهم السلام) من اسلوب متغير في التربية
نذكر ما حصل في واقعنا الحالي, اذ الشئ ذاته من اسلوب متغير في التربية
فننقل ما حصل في زمن السيد محمد باقر الصدر والسيد محمد محمد صادق الصدر(قدس سرهما) والسيد القائد مقتدى الصدر(اعزه الله)

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »

التعديل الأخير تم بواسطة المطيع ; 13-01-2013 الساعة 09:08 PM
المطيع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 08:54 PM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2025