المصباح الحادي عشر يشع نوره

المصباح الحادي عشر يشع نوره
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
اهنئكم أيها المستنيرين بمصابيح الهدى بإشراقة نور المصباح الحادي عشر منهم على هذه الدنيا ليُضيئها
بوجوده الزاهر ويطيبها بأريـجه العطر ويزينها بصفاته النبيلة ويرويها بنبع علمه الصافي ، لينمو غرس الخير فيها
على بركة الله ويشع نور الحق في سمائها بإذن الله رغماً عن
الظالمين العاثين في الأرض الفساد .. المهلكين للحرث
والنسل والهاتكين للأعراض والمحاربين لدين الله
نعم احبتي: في مثل هذا اليوم سنة (232) وُلد الإمام الحسن العسكري عليه السلام ليشع نوره فيُضيء الأكوان
وينتشر عبير وجوده ليُطيب نفوس المؤمنين الكرام ويُفرح قلوبهم ويبعث في نفوسهم الأمل بمستقبل زاهر فيه السعادة والعدل والإحسان
أزهر الإمام العسكري في الوجود من أب طاهر وإمامٍ زاهر هو الإمام علي الهادي عليه السلام ومن أمٍ مؤمنة تقية نقية
طاهرة زكية هي حديث أو سليل أو سوسن بحسب ما جاءت به الأخبار .. عاش عليه السلام في كنف أبيه (22) عاماً
تولى بعدها الإمامة وهو في ريعان الشباب
كانت مدة إمامته عليه السلام ست سنوات حفلت بالخير والصلاح والنصح والإرشاد ..
رسم خلالها النهج القويم والصراط المستقيم للأمة لتصل به لأبواب الجنان .. متخذاً في ذلك طريقين أساسيين :
الأول: يتعلق بالأمة بصفة عامة والأحداث التي مرت بها والتي تمثلت في التغيرات الفكرية والثقافية والعقائدية..
وما يرتبط بأصحاب الفكر المخالف والإتجاه المعاكس لمذهب الحق والرشاد .. وما يفتي به علماء البلاط
الثاني: توجه به لشيعته باهتمامه بهم ورعايتهم وقضاء حوائجهم والإجابة على أسئلتهم واستفتاءاتهم العقائدية والفقهية
وتحذيرهم من الخوض في الفتن الناتجة عن الإضطرابات السياسية وكذلك عن الدخول في حوارات عقيمة وجدال لا يغني ولا يسمن ..
وعمل عليه السلام على تهذيبهم وتنمية ملكاتهم ليحفظهم كجماعة صالحة وقاعدة شعبية أمينة داخل المجتمع الإسلامي المُتبني
لأفكار السلطة الغاشمة وقد كان ذلك من خلال وصاياه ورسائله لهم والتي كان لها الأثر العظيم في سموهم
ورفعتهم وتحصينهم بسور العلم وجميل الصفات من غزو الأفكار المضلة
فسلام الله عليه إماماً عظيماً وقائداً حكيماً وقلباً رحيماً ونوراً مبيناً