برضاك ارضي ربي

برضاكِ أُرضي ربي

برضاكِ أُرضي ربي

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
أمي الحبيبة: بعد أن افتتحت يومي بصلاة الفجر ، وطيبتُ لساني بذكر الرب ، وزينت مقامي بلآلئ ودرر آل محمد عليه وعليهم السلام ، أراني في غفلة وأراني في وحشة ، وأرى وأرى عملي وإن كان جميلاً في صبيحة هذا اليوم إلا أنه لا يُرضي رب العباد .. صرتُ في حيرة وأنا أبحث عن سبب هذا الشعور العجيب ، بتفكيرٍ طويل أرهقني وأتعب عقلي ، وصيرني في حزنٍ شديد ، وكآبة ليس لها نظير .. بينما أنا كذلك إذ لاحت في ذهني الآيتان الكريمتان التاليتان:

" وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا 23 وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا" 24 سورة الإسراء

أسرعتُ إلى كتاب الله قبلتُه وفتحتُه وصرتُ أُكرر قراءة هاتين الآيتين وأتدبر فيهما وفيما تعنيه ، إلى أن توصلت إلى نتيجة مهمة عرفتُ خلالها سبب شعوري بالتقصير في عبادتي للخالق العظيم في صبيحة هذا اليوم الجميل ، ألا وهي الإحسان والبر بوالدَي والرأفة بهما والنهي عن إزعاجهما وكسر مشاعرهما ولو بكلمة أفٍ والتي هي من أقصر الكلام ، فالله جل وعلا قرن عبادته بالإحسان للوالدين ، فلا تتم تلك العبادة إلا برضاهما ..إلى الله بالدعاء لوالدِي وبعدها جئتكِ حبواً وقبلتُ لأقبل باطن قدميكِ وأُقبِل ما بين عينيكِ ، ودعوت الله أن يحميكِ ومن العلل يشفيكِ ، وبالعمر المديد يُهنيكِ ، ثم توجهتُ إليكِ قائلاً: أماه كوني عني راضية .. سامحيني على الزلات .. واعذريني على التقصير ، وادعي الله أن يسددني إلى ما فيه الصواب ، ويسعدني بالتوفيق والفلاح ، ويطيب عملي بالصلاح وأن يجعل عاقبتي إلى خير وأن يختم عملي بالخير .. أنت الخير والبركة ، ودعاؤكِ لي فيه سعادتي دنياً وآخرة .. رضا ربي برضاكِ عني وعبادتي لربي لا تحلوا إلا ببركِ وإحسانكِ ، طابت أيامكِ ودامت مضيئة بإشراقة وجودكِ وجمال كلامكِ .. تحياااتي وسلاااامي لكِ أمي في صباح ومساء هذا اليوم وكل يوم وفي كل لحظة من لحظات الحياة