الحرب العادلة

الحرب العادلة

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن عدوهم

قال تعالى : ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان ) النحل 90

سنتناول في بحثنا هذا موضوع الحرب العادلة وهو مصطلح حديث وأن الإمام الحسين عليه السلام قائد انساني يمثل الشعوب المظلومة ، وفي وقتنا الحاضر السيد القائد مقتدى الصدر دام عزه هو من يطبق مبادئ الحرب العادلة ، وعلى العكس من ذلك امريكا وحلفاؤها
يقول السيد القائد مقتدى الصدر دام عزه في كتاب كربلاء أم القرى
ان مصطلح الحرب العادلة هو مصطلح حديث سنته بعض الدول والقوانين والانظمة من اجل التفرقة بين الحروب الظالمة والعادلة فان العالم الحديث قد انجرف بحروب عمياء كثيرة لاتعد ولاتحصى وذهب خلالها الملايين وخلفت الكثير من الاضرار ونجم عنها الكثير من المفاسد
فالاسس التي وضعت للحرب العادلة قد وضعت من قبل اناس لايمتون الى العصمة بصلة لامن بعيد ولامن قريب بل جاءت بازمنة متأخرة بعد ان عاثت الحروب في العالم فساداً وظلماً وتقتيلاً وتهجيراً وسبياً واسراً فالاسس جاءت متأخرة جداً اضافة الى انهم يستعملونها حسب شهواتهم وميولاتهم ومصالحهم ليس الا ولعل من تلك الاسس عدم هدم دور العبادة مطلقاً وعدم قتل السفراء والاسرى والرسل وما شابه ذلك وهذ الامور لاينبغي ان ننكر او نطعن بصحتها عقلاً ونقلاًفكلها امور انسانية فالحق قد يصدر من اهل الباطل بعد ان يذعنوا به او يضطروا اليه وهي الية قوانين وضعية قد تغافل عنها الاسلام على الاطلاق بل هي ذات منشأ اسلامي قد خط واسس له قبل تأسيس تلك القواعد الوضعية والقوانين الحديثة بزمن طويل جدا سار عليه قادتنا وسادتنا المعصومين عليهم السلام وكذلك الامام الحسين عليه السلام في معركته وثورته ضد الظلم والطغيان فهو عليه السلام كان ولايزال يمثل الشعوب المظلومة التي اخذت على عاتقها الخروج من الخنوع والذل ولذا صاح صيحته المشهورة ( هيهات منا الذلة ) فالشعب في حينها قرر وارسل الرسائل له عليه السلام لاسقاط النظام الدكتاتور فهب ومن معه بوجه الارهاب والظلم او قل هب ضد دولة الارهاب متناسيا كل المصاعب ، فثورته لم تكن من اجل الحرب فقط بل من اجل ان تكون مدرسة للشعوب عبر مر السنين في رفض الباطل ولم تك في ثورتهم وحربهم جز الرؤوس او الاعتداء على النساء او الاطفال او الاسرى والسفراء كما سنت الانسانية قوانيها وطبقها الامام الحسين ولم يطبقها الطرف الاخر فقد خرت رؤوسهم وقطعت اجسادهم زذبحت اطفالهم وسبيت نساؤهم وهدمت خيامهم وبيوتهم
ومن العبر التي يمكن الاستفادة منها بخصوص هذا الجانب
اولا: عدم الدخول في الحروب الظالمة تحت قيادة فاسدة
ثانياً: ان الحروب العادلة هي التي يخطها المعصوم او الشعوب لاغير بشرط ان تكون ضد الظلم
ثالثاً: ان الحرب العادلة هي التي تتحلى بروح الانسانية وحسب قوانينها وقوانين العقل الصحيحة
رابعاً: ان الامام الحسين عليه السلام قائد انساني لم يهن ولم يضعف ولم يستعمل الاساليب الظلمانية حتى مع اعدائه الذين حاربوه بارهاب وعنف
خامساً: ان الامام الحسين عليه السلام قائد سلام وان شن الحروب فهو الذي جعل او طبق اسس الانسانية في حروبه وسار عليه من خلفه من المحبين بل وخارج هذا النطاق باعتباره قائداً للجميع) انتهى كلام السيد القائد

فالإمام الحسين عليه السلام بكى على أعدائه وقدم لهم النصيحة ولم يبدأ بقتالهم فكان مثلا للحرب العادلة بينما الطرف الآخر أرعبوا الأطفال والنساء وأحرقوا الخيام وقطعوا الرؤوس وصعدوا بحوافر بخيولهم على الأجساد!

ونرى في زماننا هذا كيف ان قوى الاستكبار العالمي المتمثلة بامريكا وحلفاؤها ينادون بمبادئ الحرب العادلة ولكنهم يطبقون العكس ففي الحرب العالمية الثانية حين ضربت امريكا اليابان بالقنابل النووية خالفت كل القيم والمباديء الانسانية وهذا حالها في كل الحروب فلم تدخل امريكا في حرب على أي دولة الا وحل الخراب في تلك الدولة كما في العراق وأفغانستان بل انها لاتكتفي بالحروب المباشرة بل تعتمد على اساليب اخرى كتنصيب العملاء الذين يبطشون بأي صوت حق ضمن دولتهم كما في العراق ومصر وليبيا والخليج وغيرها من الدول العربية والاسلامية منذ عشرات السنين والى الان اضافة الى تأسيسهم التنظيمات الارهابية ودعمها بالسلاح والمال والمعلومات كما في تنظيم القاعدة وتنظيم داعش الذين يعيثون في الارض فساداً ولايرحمون احداً باسم الاسلام ولكن أي اسلام ! الاسلام المزيف الذي وضعته امريكا التي تنادي بالحرب العادلة ،ورأينا في العراق كيف ان اوباما صرح في بداية حركة داعش انه شأن عراقي داخلي ولكن بعد هزيمتهم في آمرلي حشد اوباما الاعلام العالمي كله ضدهم ليضمن تواجده في العراق لكي يكمل تنظيم داعش المخطط الامريكي في العراق والمنطقة ، بينما في الجهة الاخرى رأينا ولازلنا نرى كيف ان السيد القائد مقتدى الصدر وجيش الامام المهدي وسرايا السلام يطبقون مبدأ الحرب العادلة فهم لايبادرون لحرب أي جهة حتى لو كانت معتدية الا بعد نصحهم وحين محاربتهم لايقتلون امرأة ولاطفلاً ولاشيخاً ولا اسيراً ولايقطعوا شجرة ولايسلبوا بيتاً ورأينا في قاطع الاسحاقي كيف انهم اطعموا وسقوا الدواب في المنطقة التي حرروها والسبب واضح وهو انها تعاليم الاسلام الحقيقي اسلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم

ورأينا كيف أمر السيد القائد بإطلاق سراح الجندي الأمريكي الذي تم أسره في العراق وبدون أي مقابل أو شرط .

وهذه المبادئ سيطبقها ايضاً المنقذ العالمي الامام المهدي في حربه لفتح العالم والقضاء على الظلم والفساد ونشر العدل والمحبة والمساواة والرخاء في كل بقاع العالم

والحمد لله رب العالمين

اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن عدوهم

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
احسنت وجزاك الله خيرا على البحث القيم

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم احسنت اخي الفاضل على هذه الموضوع القيم وجعله في ميزان حسناتك

بارك الله فيك اخي العزيز

عظم الله تعالى أجوركم وشكرا لكم