كلنا سفن النجاة

كلنا سفن النجاة
لا يقاس الحسين بالثوار، بل بالأنبياءولا تقاس كربلاء بالمدن، بل بالسمواتولا تقاس عاشوراء بحوادث الدهر، بل بمنعطفات الكونمع الحسين كل هزيمة انتصار وبدون الحسين كل انتصار هزيمةلأن قصة عاشوراء لم تكتمل فصولها، فإن .. كل يوم عاشوراء، وكل أرض كربلاء

السيد هادي المدرسي

كان نبي الله نوح عليه السلام يدعو قومه الى عبادة الله سبحانه وتعالى فما استجاب لدعوته الى نفر قليل من الناس البسطاء وكان قومه يستهزءون به كلما دعاهم الى الله حيث تقول الآية. وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا
فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا
يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا ..

وكان يتوعدهم بعذاب من الله تعالى وهم يستهزؤون به فأمره الله تعالى ان يبني السفينة فقال قومه ادعيت النبوة والان اصبحت نجارا تصنع سفينة في هذه الصحراء والسفينة تصنع لترسوا في البحار لا في الصحراء فجاء امر الله تعالى وفار التنور ورست السفينة على الماء .. (فقال نوح)عليه السلام .. يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ .. قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ ..
وبعد هذا المرور السريع على قصة نوح عليه السلام ..
اما في واقعة الطف الاليمة نستطيع ولو على سبيل الاطروحة ان نقول ان يوم العاشر من محرم هو طوفان فركب يومها في سفينة الامام الحسين عليه السلام من ركب من الاصحاب الخلص اما من تخلف عن هذه السفينة كانوا جهتين فمنهم من اعتقد ان الحسين عليه السلام قد القى نفسه في بالتهلكة وانه لا يستطيع مواجه هذه الدولة وهذا الجيش الجرار ومنهم من لجئ الى بني امية ودولتهم التي مثلت الجبل في ذلك اليوم ضنن منهم بأنه يعصمهم . ولا عاصم من امر الله ...
اما في وقتنا الحالي قد صنع الامام المهدي عجل الله فرجه سفينته الفكرية العقائدية المتمثلة بالفكر المحمدي الاصيل فلامام سلام الله عليه سوف يواجه بها كل الافكار المنحرفة الضالة عن طريق الحق والهداية فتكون هذه السفينة راية هدى يرفعها من يمثله بين الناس ويدعوهم الى الالتحاق بجيش الامام المهدي عليه السلام ولكن اكثرهم للحق كارهون فالذين لم يركبوا السفينة فهم اما اعداء للامام عليه السلام او مخدوعين بجبل ما ينقذهم ولا عاصم من امر الله تعالى فمنهم من التجأ الى السياسة وظن انها منجية ويدفع بها الفتن ومنهم من اتخذ السكوت سبيلا له بحجة الحفاظ على الثلة المؤمنة ومنهم من التجأ الى قوة السلاح حتى اصبح الة بيد اعداء الله يحركونه كيف يشاءون اما اصحاب الامام الذين لبوا دعوة الداعي الى الله تعالى فهم على يقين ان سفينة الامام المهدي عليه السلام هي الوحيدة القادرة على ان تطفو وتنجو من طوفان الفتن لأنها راية هدى ودعوة حق والسبب يعود الى كيفية قيادة السفينة وسط امواج متلاطمة من الفتن لئن الذي يقود السفينة قبطان متصل بالله تعالى من خلال الامام عجل الله فرجه فيكو قادرا على ادارة دفة السفينة .. وهنا احب ان اذكر هذه الصلاة المروية عن الامام السجاد عليه السلام في شهر شعبان .( اللهم صل على محمد وال محمد الفلك الجارية في اللجج الغامرة يأمن من ركبها ويغرق من تركها المتقدم لهم مارق والمتخلف عنهم زاهق ولازم لهم لاحق ).
وهنا شبه اهل البيت بالفلك الجارية أي السفن المتحركة بسرعة والعلة بسرعتها لارتباطها بالامام الحسين عليه السلام كما قال الامام الصادق عليه السلام ( كلنا سفن النجاة وسفينة الحسين اوسع واسرع )