قراءة في ومضة الذين عادوا العراق... للأستاذ الفاضل علي الزيدي

نص الومضة:
قال الاستاذ الفاضل علي الزيدي(ادام الله توفيقه):

الذين عادوا العراق في المرحلة الراهنة جهتان رئيسيتان :

الاولى : هي أساساً تريد القضاء عليه، خوفاً من أن ينهض شعبه ليكون الناصر الرئيسي للإمام المهدي ( عليه السلام ) في فتحه للعالم، لأن الدلائل التي يمتلكونها تشير الى هذا الأمر .

الثانية : حسداً وحقداً على هذا الشعب، فتريد أن تأخذ دوره الرئيسي والمصيري في نصرة الإمام، لترسم خارطة سيره كما تريد، لا كما يريد الإمام سلام الله عليه..

القراءة
المقطع الاول من الومضة:

الذين عادوا العراق في المرحلة الراهنة جهتان رئيسيتان :

*.الَّذين : جمع الَّذي – وهو اسم موصول مبهم معرفة ، للجمع المذكَّر ، لا يتمّ إلاّ بالصِّلة :- { صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ } .

*. عادوا، عادى يعادي ، عادِ ، معاداةً وعِداءً ، فهو معادٍ ، والمفعول معادًى ...

*.مَرحَلة: ( اسم ) ، قَدْرٌ محدود من الشّيء

*. الراهنة ، الوَقْت الرَّاهِن : الوَقْتِ الحَاضِرِ

جِهة: ( اسم ) وتعني :الجانبُ والناحية ، والموضعُ...

الذين عادوا العراق في المرحلة الراهنة جهتان رئيسيتان :

وهنا استاذنا الزيدي يريد الاشارة الى عدة امور منها:

ـ بيان اخطر جهتين رئيسيتين عادت العراق وهذا لا ينفي ما سواهما ولكن خطر باقي الجهات اقل بالمقارنة مع هاتين الجهتين الرئيسيتين
ـ حصر زمني لهذه المرحلة الراهنة من تاريخ العراق بصورة خاصة والبشرية
بصورة عامة.

المقطع الثاني من الومضة:

الاولى : هي أساساً تريد القضاء عليه، خوفاً من أن ينهض شعبه ليكون الناصر الرئيسي للإمام المهدي ( عليه السلام ) في فتحه للعالم، لأن الدلائل التي يمتلكونها تشير الى هذا الأمر .

الأَسَاسُ: أَصل كلِّ شيء ومبدؤه ، أساسًا : أصلاً

وهنا استاذنا الزيدي يبين ان سبب معادات الجهة الاولى للعراق لأنها اصلا تريد القضاء عليه وذلك لخوفها من ان ينهض شعبه ليكون الناصر الرئيسي للإمام المهدي(عليه السلام) في فتحه للعالم ، وخوفها ذلك لم يكن اعتباطي او ظني بل نتيجة الدلائل التي يمتلكونها والتي تشير الى ذلك

دلائلُ : جمع: دَليل: ( اسم ) ، الدَّلِيلُ : ما يُسْتَدَلُّ به : برهانٌ ، بيِّنة ، حجّة ، شاهد ، علامة ، مرشد

وهنا عدة ملاحظات منها:
1ـ قيام الاستاذ الزيدي بإعطاء وصف دقيق ومجمل لهذه الجهة الرئيسة المعادية للعراق ولم يسمها بعناوينها الخارجية المعروفة الآن فاللبيب يمكن له من خلال الوصف معرفة مصاديقه
2ـ بيان ان هذه الجهة على قدر معتد به من العلم والتكنولوجيا اضافة الى امتلاكها دلائل متعلقة بإمامنا المهدي عليه السلام ، مثل:
اوصافه ، تعاليمه ، قواعده ، بقعة انطلاقه ، مسرح عملياته ...

فان قيل ان كانت على قدر معتد به من العلم والتكنولوجيا وامتلاكها لهذه الدلائل المتعلقة بإمامنا المهدي عليه السلام ومقتنعة بهذه الدلائل بحيث تتفاعل معها بهذا التفاعل الكبير والجدي !
فلماذا لا تفعل العكس وتقوم بنصرة الامام المهدي(عليه السلام) او على اقل تقدير تترك عداوته وعداوة قواعده وبقعة مركز انطلاقه؟

الجواب(جواب هذا السؤال يحتاج الى شرح طويل ولكن بإيجاز يمكن القول):

ـ ان من اسباب ضلالة هذه الجهة ارتمائها بأحضان الشيطان فهي من مصاديق قوله تعالى:
(... وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ (30)(سورة الاعراف)
فاتخاذ هذه الجهة الشياطين اولياء من دون الله ، لا تورثهم الا عداوة الله وعداوة اوليائه الصالحين فالشيطان(عليه اللعنة وسوء العذاب) وبالرغم من علمه بعدل الله وحكمة الله ...الا انه لم يقبل بخلافة وتفضيل سيدنا نبي الله آدم واخذته الحمية والعزة بالنفس، قال تعالى:
( قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (12)(سورة الاعراف)
ـ ان من اسباب ضلالة هذه الجهة ارتمائها بأحضان الطاغوت ، قال تعالى:
(والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون( 257)(سورة البقرة)

3. اما اسماء هذه الجهة في المرحلة الراهنة فعديدة ومن اخطرها :
بصورة عامة:
اليهود والمشركين ، قال تعالى: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا....)(82)(سورة المائدة)
وبصورة خاصة:
الثالوث المشؤوم إمريكا بريطانيا اسرائيل واتباعهم الاراذل من :
نواصب وبعثيين ودواعش الارهاب ودواعش الفساد والمتشددين والمتطرفين...

المقطع الثالث من الومضة:

الثانية : حسداً وحقداً على هذا الشعب، فتريد أن تأخذ دوره الرئيسي والمصيري في نصرة الإمام، لترسم خارطة سيره كما تريد، لا كما يريد الإمام سلام الله عليه..

وهذه الجهة مؤلم جدا الحديث عنها لأنها عداوة ذوي القربى والمحسوبين علينا وجيراننا ...الذين لم يرق لهم ان يكون لهذا الشعب الصابر الابي المظلوم دوره الرئيسي والمصيري في نصرة الإمام المهدي (عليه السلام)!
فلاهم يتمكنون من تحمل ما يتحمله هذا الشعب من بلائات عظيمة..
ولاهم باستطاعتهم القيام بما يقوم به هذا الشعب من دور رئيسي ومصيري في نصرة المعصوم(عليه السلام)
ولاهم مستسلمين لإرادة الله واختياره الحكيم .....
كل ذلك ادى الى ان يسري اليهم الحسد والحقد على هذا الشعب حتى وصل الى مرحلة العداوة وكأنهم (ان لم يخنى التشبيه) كأخوة نبي الله يوسف عليه السلام

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
جزاك الله خير اخي الغالي على هذه القراءة والتحليل لكلام الاستاذ الفاضل
وفقك الله لكل خير

جزاكم الله خيرا

احسنتم وجزاكم الله تعالى خيرا