العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > القسم المهدوي > منبر جيش ألإمام المهدي (عجل الله فرجه)

منبر جيش ألإمام المهدي (عجل الله فرجه) مخصص لمواضيع جيش الرهبان ليلاً والأسود نهاراً

 
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 31-05-2012, 06:24 AM   #1

 
الصورة الرمزية الاقل

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 211
تـاريخ التسجيـل : Apr 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 12,642

افتراضي سلب التوفيق


كثيرا ما يطرق مسامع الفرد موضوع التوفيق ، وقد ارشدنا الامام جعفر الصادق في هذه الرواية المنقولة عنه سبل التوفيق بشقيها، لذا من النافع ذكر بعض المطالب المتعلقة بالشق المتعلق بسلب التوفيق وكما يلي:
اولا.
1.منطوق الرواية.
عَنْ عَبْدِ الله بْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ الله جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم عَنْ قَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾, وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ﴾ فَقَالَ: "إِذَا فَعَلَ الْعَبْدُ مَا أَمَرَهُ الله عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الطَّاعَةِ كَانَ فِعْلُهُ وِفْقاً لِأَمْرِ الله عَزَّ وَجَلَّ، وَسُمِّيَ الْعَبْدُ بِهِ مُوَفَّقاً، وَإِذَا أَرَادَ الْعَبْدُ أَنْ يَدْخُلَ فِي شَيْ‌ءٍ مِنْ مَعَاصِي الله فَحَالَ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ تِلْكَ الْمَعْصِيَةِ فَتَرَكَهَا كَانَ تَرْكُهُ لَهَا بِتَوْفِيقِ اللَّهِ تَعَالَى، وَمَتَى خُلِّيَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَعْصِيَةِ فَلَمْ يَحُلْ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا حَتَّى يَرْتَكِبَهَا، فَقَدْ خَذَلَهُ وَلَمْ يَنْصُرْهُ وَلَمْ يُوَفِّقْهُ" (1) .

1.من معاني التوفيق
التوفيق: يُطلق في مقابل الخذلان، والمراد من الخذلان: هو عدم النُّصرة، وعدم الإعانة، وذلك حين يُترك الإنسان وشأنه. فأنْ تخذلَ أخاك، فهذا لا يعني أن تَضرَّه، وإنما أن تتركه وشأنه في ظرفٍ هو بحاجةٍ إليك، فهذا هو الخذلان.

ثانيا.
ان من الامور البالغة الخطورة التي تواجه الانسان في مسيرة تكامله ، هو زلة القدم وانزلاقها عن جادة الصواب ((فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا))، وتكمن الخطوره في ذلك من حيث النتائج المترتبه عن هذا الانزلاق حيث يؤدي في كثير من الاحيان الى الشقاء الابدي ، وفي تاريخ البشرية الكثير من هذه النماذج حول ذلك كـ قابيل والسامري وبلعم بن باعورا والزبير ....
والقائمه طويله باشخاص ، زلت قدمهم وانحرفوا عن المسير التكاملي ، فكانت عاقبتهم الانقلاب والارتداد ، بعد ان (بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْراً ))
فالغفلة في بعض الاحيان قد تؤدي الى الانحراف والفرد لايشعر بذلك ((الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً ))
وبالرغم من اختلاف الاسباب التي ادت الى انحراف من انحرف عن جادة الصواب الا ان اسباب الانحراف اجمالا كانت تافهه !
وقد يستغرب الكثير من كلمة (تافهه)، ويقول كيف وقعوا نتيجة ارتكابهم اخطاء تافهة ادت بهم الى هذا السقوط !
وكيف تم الحكم على هذه الاخطاء بأنها تافهه، بالرغم من انها اوقعت اشخاص كبار في اعين الناس!؟
ويمكن ان يكون بعض الجواب عن هذا التساؤل بما يلي:

1ـ انها اخطاء تافهه حسب القواعد والقوانين والموازين في منظومة العقل والعرف والشريعة .
2 ـ انها اخطاء تافهه بالمقارنه مع المستوى التكاملي لهؤلاء الاشخاص، خصوصا ان البعض مهم قد اجتاز مرحلة امتحانات عالية ، وبلائات شديدة !
3 ـ انها اخطاء تافهه بتقييم من كان معهم في مسيرة التكامل ، بل ان هؤلاء المنحرفين بانفسهم قد حكموا سابقا على هذه الاخطاء بانها تافه حينما ارتكبها الذين سبقوهم بالانحراف !

فماهو السر في الغفله عن هذه الاخطاء التافهة والتي ادت الى الانحراف ؟
ومن صور الجواب على هذه التساؤل هو:
ان سلب التوفيق ، كان بسبب نسيان الله وانقياد الفرد الى نفسه الاماره (( نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ))، فادى ذلك الى كثرة ارتكاب الذنوب فكانت حجب متراكمة جعلت من الفرد لايرى اتفه الاخطاء ، حينئذ يقع في ارتكابها ولذا تم التحذير من الذنوب التي تهتك العصم ومن الذنوب التي تنزل النقم ومن الذنوب التي تغير النعم...
وهناك الكثير ممن ادركته عناية الله ورحمته واستفاق من الغفله ، متأملا باخطائه ، متعجبا كيف لم يراها من قبل .
والان بعد ما ذكر اعلاه يتبين معنى من معاني قول المعصوم(عليه السلام)، في دعاء الصباح:
إِلَهِي، إِنْ لَمْ تَبْتَدِئْنِي الرَّحْمَةُ مِنْكَ بِحُسْنِ التَّوْفِيقِ، فَمَنِ السَّالِكُ بِي إِلَيْكَ فِي وَاضِحِ الطَّرِيقِ
وفي دعاء الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف حيث يقول:
اللهم ارزقنا توفيق الطاعة(2)
اذن علينا سماع صوت الحق ،لنتجنب الخسرا والشقاء وذلك بالاستغفار والتوبه وخدمة الناس وقضاء حوائج المحتاجين واعانة المظلومين والانفاق ومعادات اهل الباطل وموالاة اهل الحق ...، عسى ان تتزكى النفس لتفلح، وتتاسى بامير المؤمنين علي (عليه السلام) القائل:
جلست عند بوابة قلبي فلم ادخل فيه غير الله.

الهامش
(1)الشَّيْخ الصدوق، معاني الأخبار، 21، باب: معنى العروة الوثقى، تصحيح وتعليق: على أكبر غفاري، نشر: مؤسّسة النّشر التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرّفة، 1379ه.
(2)المصباح - الكفعمي - ص 280

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »

التعديل الأخير تم بواسطة خادم البضعة ; 31-01-2013 الساعة 05:06 PM
الاقل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
التوفيق , سلب

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 11:42 AM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2025