![]() |
![]() |
![]() |
|
منبر مواساة الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام بحوث ثقافية في الدروس والعبر المستوحاة من السيرة العطرة لإمامنا الكاظم عليه السلام |
|
![]() |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
|
![]()
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم موسى بن جعفرعليه السلام ((مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ))المائدة 117.(القائد والمصلح) أن وجود القائد أو المصلح ألإلهي ضرورة حتى لا يكون خلق البشر عبثيا من قبل الباري عز وجل ، وذلك لان القائد الإلهي هو الأدرى بعد الله عز وجل بشؤون البشر وتدبير أمورهم وطرق تكاملهم و هدايتهم ، يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز : ((وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ )) النحل 36 وبنزول القرآن والأطروحة العالمية المتمثلة بالإسلام على يد نبينا الأعظم محمد (صلى الله عليه واله وسلم) خير البشر وأكملهم ، واستلامه كقائد ومصلح ومنظم لشؤون الناس وهدايتم والسير في تكاملهم نحو خالقهم . فعمل على بناء الدولة العادلة وأسس لها القواعد الرصينة وجعل بعده اثنا عشر وصيا بأمر الله جل جلاله أولهم علي بن أبي طالب (عليه السلام) وخاتمهم الأمام المهدي ( عجل الله فرج) الذي يملأ الأرض عدلا بعدما ملئت ظلما وجورا . وكون البحث هنا يخص الأمام السابع أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) سوف استعرض مجموع من الأمور التي تخص حياة هذا الأمام الهمام الذي اضطلع بدور ألإمامة على أكمل وجه حاله حال بقية المعصومين (عليهم السلام) وكما يلي: 1ـ كان الأمام قريبا من الناس بصور عامة ومن مواليه بصورة خاصة وكان يوليهم التربية التي تناسب كل منهم رغم التضييق والسجن ، فها هو يمشي في الطرقات ويهدي بشر الحافي إلى جادة الحق والصواب . وكتب مروان خليفات في كتابه ((وركبت سفينة)) ص546 يقول (( قال الشبلنجي الشافعي كان موسى الكاظم (رض) أعبد أهل زمانه وأعلمهم وأسخاهم كفا وأكرمهم نفسا ، وكان يتفقد فقراء المدينة فيحمل أليهم الدراهم والدنانير إلى بيوتهم ليلا وكذلك النفقات ولا يعلمون من أي جهة وصلهم ذلك ولم يعلموا بذلك ألا بعد موته )). وقصة العمري الذي كان يشتمه معروفه وكيف هداه الأمام . 2ـ من نظم التربية التي عمل الأمام (عليه السلام) على تثبيتها هي الشجاعة في قلوب المؤمنين . فهو قد وقف أكثر من مرة بوجه أعتى الطواغيت فهو سلام الله عليه وافقت حياته الطواغيت ( الدوانيقي والمهدي والهادي وهارون العباسي ) . وأعلن عن حقه صراحة : ((روي أن هارون العباسي كان يقول للأمام موسى بن جعفر (عليه السلام) : يا أبا الحسن خذ فدك حتى أردها إليك فيأبى . حتى ألح إليه فقال (عليه السلام) : لأأخذها إلا بحدودها . قال وما حدودها . قال (عليه السلام) :يا أمير المؤمنين أن حددتها لم تردها . قال : بحق جدك ألا فعلت . فقال (عليه السلام) : أما الحد الأول فعدن ، فتغير وجه هارون ، فقال : هيه . قال (عليه السلام) : والحد الثاني سمر قند فأربد وجهه . قال : والحد الثالث افريقية فاسود وجهه . وقال : هيه . قال : والرابع سيف البحر مما يلي الخزر وارمينية)) عن كتاب محنة فاطمة بعد وفاة رسول الله (ص) / الشيخ عبد الله الناصر ص103 ، وفي رواية اخرى : (( جاء الجنود بالرؤوس إلى موسى ، والعباس وعندهم جماعة من ولد الحسن والحسين فلم يتكلم أحد منهم بشيء ألا موسى بن جعفر فقال له: هذا رأس الحسين . قال : نعم أنا الله وأنا أليه راجعون ، مضى والله رجل صالحا صواما قواما أمر بالمعروف ناهيا عن المنكر ما كان في أهل البيت مثله . فلم يجيبوه بشيء .)) مقاتل الطالبين أبي فرج الأصفهاني ص302 وهذا يوضح كيف أن الأمام تصدى بشجاعة لبني العباس وأوضح موقفه من الحسين صاحب الفخ . 3- حرص الأمام الكاظم (عليه السلام) على أن يكون أبا لجميع الناس الصالح منهم والطالح فالصالح يأخذ بيده لمزيد من التكامل والتربية والطالح يأخذ بيده لهدايته فهو منبع الرحمة الإلهية ، فقد روي: (( أن والي المدينة شكا إلى الأمام تواتر الوجع على أبنه ، قال: تكتب له هذا العوذة في الرق ، وتصيرها في قصية فضة وتعلق على الصبي يدفع الله عنه بها كل علة )). الأمام الكاظم (ع) سيد بغداد / الشيخ علي الكوراني ص122 وكذلك بعثه برسالة تعزيه إلى أم موسى الهادي ((الخيزران )) بوفاة أبنها الهادي . 4- كان دور الأمام واضحا في كونه معارضا للدولة والسلطة ، ولكن كان هذا الدور ليس مثل المعارضة التي نراها في زماننا من تحين الفرص بالآخرين ومحاولة تسقيطهم وإيذاءهم ، ولكن كان الفيصل والأمر الأساس في المعارض هو مصلحة الناس وتقويم الدولة على أساس شريعة الله فكل شيء فيه خير للناس يدعمه والعكس صحيح . ونرى ذلك في قوله لشيعته (( يا معشر الشيعة لا تذلوا رقابكم بترك طاعة سلطانكم فأن كان عادلا فاسألوا الله إبقاءه وأن كان جائرا فاسألوا الله أصلاحه فأن صلاحكم في صلاح سلطانكم وأن السلطان العادل بمنزلة الوالد الرحيم فأحبوا له ما تحبون لا نفسكم وأكرهوا له ما تكرهونه لأنفسكم )) ألآمالي الشيخ الصدوق ص 418 . 5- تكوين قاعدة جماهيرية شعبية تمثل اليد التي يستطيع الأمام (عليه السلام) من خلالها التحرك وكانت من عدة طرق : 1- شراء العبيد والموالي . 2- الدروس والتفقه . 3- السخاء والكرم . كما في رواية العمري. 4- التأثر بالأمام من خلال أخلاقه . كما في رواية الجارية التي أدخلت عليه السجن . 6- استخدام التقية كأسلوب لعدم أعطاء العدو أي فرصة لضرب جهة الحق ويوضح ذلك مقالة سجانه في البصرة عيسى بن ابي جعفر(( ثم كتب إلى الرشيد أن خذه مني وسلمه إلى من شئت وإلا خَلَّيْتُ سبيله ، فقد اجتهدت بأن أجد عليه حجة ، فما أقدر على ذلك حتى أني لأتسَمَّعُ عليه إذا دعا لعله يدعو عليَّ أو عليك ، فما أسمعه يدعو إلا لنفسه يسأل الرحمة والمغفرة . فوجه من تسلمه منه )) الامام الكاظم (ع) سيد بغداد / الشيخ علي الكوراني العاملي . 7- من الأمور التي ربى الأمام (عليه السلام) أصحابه عليها هو الاستعداد للموت في أي لحظة وكان ذلك عمليا من خلال شراء الأرض التي فيها دفن أول وصوله إلى بغداد وقبل سجنه الأخير . (( في بادئ الأمر اشترى الأمام موسى بن جعفر (عليه السلام) لنفسه أرضا في باب التبن في ضواحي بغداد عندما أستدعي من قبل الطاغية هارون ليجعلها مدفنا له بعد شهادته)) موسوعة المصطفى والعترة (عليهم السلام) / حسين ألشاكري ج13 ص505 8-استخدام الرسائل والوصايا والمكاتبات كأسلوب أعلامي رادع وناصح في نفس الوقت ، كرسالة الامام (ع) الى ام هارون العباسي . 9- كان استلامه الإمامة من بعد استشهاد أبيه الأمام جعفر الصادق (عليه السلام) من الاختبارات العملية للشيعة وموالي أهل البيت حيث أختلف الكثير منهم في إمامته ، حيث اوصى الامام الصادق (ع) لثلاث من بعده كما في الرواية التي ستأتي في النقطة اللاحقة . 10- وهي متصلة بالنقطة السابقة وهي تفاوت مستوى الشيعة في فهم المعصوم وكلامه ووصيته ، كما في هذه الرواية (( عن داود الرقي ، قال : وفد من خراسان وافد يكنى أبا جعفر ،اجتمع إليه جماعة من أهل خراسان وسألوه أن يحمل لهم أموالا ومتاعا ومسائلهم ، فورد الكوفة ونزل وزار أمير المؤمنين عليه السلام ورأى في ناحية رجلا ومعه جماعة ، فلما فرغ من زيارته قصدهم فوجدهم شيعة يسمعون من الشيخ ، فسألهم عنه ، فقالوا هو أبو حمزة الثمالي . قال : فبينا نحن جلوس إذ أقبل أعرابي فقال : جئت من المدينة وقد مات جعفر بن محمد عليهما السلام ، فشهق أبو حمزة وضرب بيديه الأرض ، ثم سأل الأعرابي هل سمعت له بوصية ؟ فقال : أوصى إلى ابنه عبد الله ، وإلى ابنه موسى ، وإلى المنصور . فقال : الحمد لله الذي لم يضلنا ، دل على الصغير ، وبين على الكبير وستر الأمر العظيم ، فوثب إلى قبر أمير المؤمنين عليه السلام فصلى وصلينا ، ثم أقبلت عليه وقلت له : فسر لي ما قلته ! فقال : بين أن الكبير ذو عاهة ، ودل على الصغير بأن أدخل يده مع الكبير ، وستر الأمر العظيم بالمنصور ، حتى إذا سأل المنصور من وليه ؟ قيل أنت ! قال الخراساني : فلم أفهم جواب ما قاله ))سماء المقال في علم الرجال / ابو الهدى الكلباسي ج1ص434 . 11- تثبيت أن الأمام المهدي (عليه السلام) هو الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا وهو الذي يطهر الأرض من أعداء الله لكي لا تشتبه على الناس والموالين ادعاءات البعض بأنه الأمام المهدي (عليه السلام) . (( فقد روي عن يونس بن عبد الرحمن قال : دخلت على موس بن جعفر (عليه السلام) فقلت: يا بن رسول الله أنت القائم ؟ فقال : أنا القائم بالحق ولكن القائم الذي يطهر الأرض من أعداء الله ويملؤها عدلا كما ملئت جورا هو الخامس من ولدي له غيبة يطول أمدها خوفا على نفسه يرتد فيها أقوام ..............) . حياة الأمام المهدي (عليه السلام) / باقر شريف القريشي ص 190 . 12- العمل في خدمة الإسلام والمسلمين من أي مكان وتحت أي ظرف وهو باعتقادي أهم نقطة يستفاد فيها من قبل الأجيال المعاصرة اللاحقة للأمام الكاظم (عليه السلام) فلم يمنعه السجن والاعتقال من ممارسة دوره كمصلح وكقائد للجميع . وللفائدة التي يبتغيها كل إنسان منصف و مؤمن بالله سوف أقوم بتسقيط تلك الأمور على زمننا الحاضر وبما يستطيع عقلي القاصر أن يدركه وكالاتي: 1ـ قُرب السيد القائد مقتدى الصدر (أعزه الله) من الناس ومن همومهم ولايدخر جهداً في الضغط على الدولة والحكومة من اجل ان يحصل الشعب على جميع حقوقه من خدمات ورفاهية ، وخير دليل على ذلك الضغط على الحكومة من اجل اعطاء الفائض من واردات النفط للشعب العراقي . 2ـ أن الانتفاضتين التي خاضهما السيد القائد مقتدى الصدر ( اعزه الله ) بعد الاحتلال الامريكي للعراق ضد المحتل الأمريكي ، وتأسيسه لجيش الامام المهدي ( عج ) هي دليل على شجاعته وثبات موقفه ضد اكبر طاغوت في زماننا . 3ـ حرصه على العراق بجميع طوائفه والدفاع عن الشعب بمختلف طبقاته ، حيث تصدى للمسؤولية في كونه اباً لكل العراقيين فلا يقبل بأن يعتدي أي شخص على أي عراقي بالباطل سواء كان هذا الشخص عراقي ام غير عراقي عربي ام كردي مسلم او مسيحي شيعي او سني صدري او غير صدري ، فمن يُخطىء يُعاقَب . 4ـ ان السيد القائد (أعزه الله) كان المعارض للدولة من حيث حرصه على الشعب وعمل كل ما ينفع الشعب ، وكان ولايزال يعمل على تصحيح عمل الحكومة ومحاولة جعلها في خدمة الشعب فنقده ومعارضته للاعمال الخاطئة او الفاسدة للحكومة ماهي الا معارضة تصحيح لعملها وليس الغرض منها منصب او فائدة . 5ـ أكمال ما بدأه السيد الشهيد المقدس محمد محمد صادق الصدر من تكوين القواعد الشعبية وتتويجها بتأسيس جيش الامام المهدي ( عج ) . 6ـ استخدام السيد القائد التقية في زمن الهدام منذ استشهاد المولى المقدس ولغاية بدء الاحتلال بحيث أن المحتل لم يستطيع أن يميزه من كونه قائد للقواعد الشعبية طيلة تلك الفترة . 7ـ قيام السيد القائد مقتدى الصدر ( أعزه الله ) بشراء قطعة ارض سُميت فيما بعد (( روضة الشهداء )) وخُصصت لشهداء جيش الامام المهدي ( عج ) ، وهو بهذه الخطوة زرع في نفوس أتباعه الاستعداد للموت في أي لحظة . 8ـ استخدام البيانات وخطب الجمعة والاستفتاءات كأسلوب أعلامي لنقل الاسلام الحقيقي والصحيح لكل من يريد الحقيقة ، واستخدم اتباعه ايضاً الانترنت وتأليف الكتب كأسلوب اعلامي ايضاً . 9ـ كان استلام السيد القائد مقتدى الصدر ( اعزه الله ) القيادة من بعد استشهاد أبيه المولى المقدس من الاختبارات العملية الصعبة للشيعة عموما واتباع ال الصدر خصوصا ، فقد اقتضى تكامل البشرية وبناءاً على فكرة السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر ( قدس ) في تكامل الاجيال تدريجياً الوصول الى قيادة لاتمثل التقليد وانما قائد يُرتب المجتمع ، وهذا الامر من الصعوبة على المجتمع من تقبله رُغم مسيرة التكامل الطويلة . 10- فهم كلام السيد القائد مقتدى الصدر ( اعزه الله ) من قبل المتبعين لإل الصدر متفاوت فبياناته وخطاباته كانت مُثار نقاش وجدال مُستمر بين اتباعه نظراً لتعدد الفهم وكلٍ بحسبه . 11- تثبيت أن الأمام المهدي ليس هو السيد القائد بل ان السيد يُمثل جهة الحق وهو يعُد للامام المهدي ( عج ) ، والدليل على ذلك محاربته لأصحاب القضية وتبرئه منهم . 12- رغم ظروف الاحتلال وأذناب الاحتلال ووجود المفسدين والمنشقين ، استمر السيد القائد مقتدى الصدر ( اعزه الله ) في ممارسة دوره القيادي والاصلاحي في المجتمع سواء كان داخل العراق او خارجه ، ولم ينفك من ممارسة هذا الدور برغم الضغوطات والاغراءات . والحمد لله رب العالمين
|
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
![]() |