العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم الثورة الحسينية وعطائها المتجدد > منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية )

منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية ) جزء يسير من المواساة من مداد أقلامنا الى أن يأذن الله ونرخص الدماء لمواساته مع إمامنا المهدي ( ع )

 
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 02-12-2015, 06:48 PM   #1

 
الصورة الرمزية ابو بنين

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 135
تـاريخ التسجيـل : Feb 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 2,771

افتراضي القيادة الألهية الصالحة بين الرفض والقبول


القيادة الالهية الصالحة بين الرفض والقبول
ان الله سبحانه وتعالى بعث الانبياء (عليهم السلام) كقادة آلهيين حيث كان ضرورياً جداً من حيث خلق البشرية لأنهم يحتاجون الى من يوجههم ويتولى أمرهم حتى يعود الى سبيل الرشاد ولقد كان كل نبي من الأنبياء قد جاء الى البشرية وكان شعاره
((يَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلاَ تَعْقِلُونَ)) هود51
أي الأرشاد أذن الانبياء (عليهم السلام) هم الدعاة الى الله وهدفهم هداية الناس وأرشادهم الى الصراط المستقيم وكل ما تحمَله الانبياء(عليهم السلام) كان ذلك من أجل نفع الانسان وسعادته في الحياتين الدنيا والآخرة.
فما تحمله النبي يحيى (عليه السلام) من ذبح وما تحمَله زكريا (عليه السلام) من قطع أوصاله بالمنشار داخل الشجرة وما تحمَله الانبياء العظام مثل موسى وعيسى والانبياء جميعاً (علهم السلام) من أذى قومهم وتعنتهم.
وما تحمله الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه واله وسلم) من التهم والعداء والتشريد حتى قال ((ما أوذي نبي بمثل ما أوذيت))
كل ذلك من اجل أسعاد الناس والوصول بهم الى بر الأمان, أذن لم تكن لهولاء القادة الالهيين أي مصلحة سوى تحقيق رسالاتهم الخيرة.
فعلينا طاعة القادة الالهيين بكل ما يأمرون به ونفتح عيوننًا على ما ينفع ويضر على خطوط الضوء وليس في متاهات الظلام.
وهكذا استمرت القيادة الالهية الى الائمة (عليهم السلام) من بعد الرسول الاكرم محمد (صلى الله عليه واله وسلم) أبتداءً من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) الى ان يصل الأمر الى سيدنا ومولانا الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)
(إذن فقضية الإمامة ليست قضية هينة ليتلاعب بها البعض بكل ما فيهم من غرائز وميول واتجاهات لأن لها التأثير الأكبر على الرسالة وما دام ان الله تعالى يريد تطبيق الرسالة فهو يوفر كافة الظروف المؤدية الى ذلك والآهم ن كل شئ هنا هو بالطبع هو تعيين الأوصياء...
فمن دون قيادة الهية لا يمكن تطبيق الرسالة في عصر ما بعد النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم) فأذا كان الله سبحانه وتعالى يريد تطبيق الرسالة فلابد من تعيين القيادة الرسالية.
ومن هنا فأننا نعتقد إن الله لم يترك الأرض في لحظة من لحظات عمرها الطويل من دون حجة ((اي من دون قيادة الهية))
وانه تعالى لم يكتفي بمجرد وجود الرسالة بين الناس بل عين لهم الأمناء عليهم.
ويقول الحديث الشريف ((ان الله لم يدع الأرض بغير عالم ولولا ذلك لم يعرف الحق من الباطل))
(قيادة طالوت لجيش بني اسرائيل)
ان الملأ من بني اسرائيل قد شعروا بالظلم الذي نالهم من قبل جالوت وجيشه في أرض فلسطين . ولذلك أرآدوا لهم قائداً يقاتلون تحت لوائه لمواجهة العدو . كما جاء في القرآن الكريم حيث
قال تعالى
: ((ألم تر إلى الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا قالوا وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم والله عليم بالظالمين))البقرة 246
وكان ظنهم وتوقعهم بأن نبيهم اسماعيل (عليه السلام) سوف يختار لهم قائداً من اسرة يهودا أو يوسف, اللتان كانتا لهم الحكم فيما سبق.
ولكن هذه المرة كان الأختيار الالهي لفرد غير معروف , بل كان من اسرة فقيرة من اولاد بنيامين ,لكونه الاكفأ والأصلح هذه المرة في قيادة بني اسرائيل وتخليصهم من الظلم والاضطهاد . ولم يكن بني اسرائيل ليخطر ببالهم هذا الاختيار لغرابته ولم تكن هناك مقدمات موجودة يمكن من خلالها ان يستشف مثل هذا الاختبار.
ولذلك قصرت عقولهم وأدراكاتهم عن معرفة ان طالوت هو الأكفأ في مثل هكذا أمور . قال تعالى
((وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم)) 247 البقرة
لذلك فهم شكوا حتى في اختيار نبيهم للقيادة ولم يرضوه , لأن حساباتهم المادية ترفض ذلك وحينها طلبوا من نبيهم ان يجعل لهم علامة على ملكه حتى يطمأنوا لهذا الاختيار الغريب والغير متوقع . وفي ذلك منتهى الخذلان والتراجع وعدم التصديق واليقين بما يأتي به النبي فقال نبيهم وكما جاء في القرآن الكريم في قوله تعالى :
((وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آَيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آَلُ مُوسَى وَآَلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ))البقرة 148

للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (رضوان الله تعالى عليه)
في كتاب (أضواء على ثورة الحسين)
ان من جملة الناصحين
الى الامام الحسين (عليه السلام) هم عبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمر.
فجاء الزبير لينصح الإمام الحسين (عليه السلام) ان لا يذهب ليواجه الوالي فأجابه الإمام الحسين (عليه السلام) بما مضمونه ((أنا مقنع بالجماعة التي آخذها معي))
وقوله (مقنع) اي قوي بهؤلاء الناس , وهو جواب من باب كلم الناس على قدر عقولهم.
وسيكون الزبير وعبد الله بن عمر من الذين ينصحون الحسين (عليه السلام) بعدم الخروج الى الكوفة او بعدم الخروج خوفاً عليه فماذا كانت وجهة نظرهم مع العلم أنهم لا يتخوفون عليه حقيقةً بل يختلف مسلكهم أجتماعياً وأقتصادياً ومذهبياً.
وجواب ذلك من عدة وجوه:
الوجه الأول: الحفاظ عليه لأجل الحفاظ على سعة المعارضة ضد الحكم الأموي فانه لو قتل الحسين (عليه السلام) ضعفت المعارضه في رأيهم , ويقل المعارضين المشهورين بزوال او ذهاب الإمام الحسين (عليه السلام) عن الساحة.
الوجه الثاني: إنه لو حصل قتل الإمام الحسين (عليه السلام) بالرغم من قوته اجتماعياً ورسوخ حبه في الناس , وانه ابن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فأنه يسري احتمال وصول ذلك بالنسبة اليهم.
فالذي يتسلط على من أقوى وأهم ويقتله فأنه وبكل سهوله يقتل من هو دونه . فيريد الحفاظ على حياة الحسين (عليه السلام)
الوجه الثالث:أنهم وإن لم يتفقوا معه في الكثير من القضايا ألا أنهم لعلهم يفكرون في إمكان الاستفادة منه ومن اصحابه في تدابير كثيرة محتملة ضد الحكم الاموي . سواء كان عند تمثيل دور المعارضة او لدى الحصول على الهدف.
ومن هنا كانت المصلحة الدنيوية بالنسبة اليهم بقاء الحسين (عليه السلام) حياً وعدم تعريض نفسه للقتل في حين ان المصلحة التي كانت ينوخاها الحسين (عليه السلام) كما نعلم اكيداً بوضوح إنها ليست مصلحة دنيوية, وإنما مصلحة أخروية صرفة وان له مقامات لا ينالها إلا بالشهادة
الوجه الرابع: أنهم خافوا من احتمال سيطرته على العراق فكأنهم متوقعين قتله لأنهم لا يعلمون الغيب طبعاً ضمن هذه الناحية لو ذهب وصار أمير الكوفة وتوسع حاله وتوسع أنصاره ,فلا يجعل لهم مجالاً وربما يقتلهم.
وقد ورد في التاريخ ان الحسين (عليه السلام) حينما ذهب ال مكة كان صعباً على عبد الله بن الزبير وجوده , فأن الناس يلتفون حول الحسين (عليه السلام) ولا يعتنون به فكيف اذا سيطر الحسين (عليه السلام) على المنطقة فماذا يكون حالهم؟
ولكن هذا الوجه يتوقف على شئ, وهو هؤلاء لم يكونوا يتوقعون مقتل الحسين(عليه السلام) مع العلم ان مقتل الحسين (عليه السلام) متوقع منذ تلك اللحظة لقسوة الدولة وحقدها عليه آنذاك . وهو من الناحية الدنيوية ضعيف وليس عنده اتباع كثيرون.
والناس هم كما وصفهم الحسين (عليه السلام) ((فاذا محصوا بالبلاء قل الديانون)) فلا يذهب معه إلا النادر والنادر لا ينفع بالانتصار الفعلي الدنيوي.
والذي له درجة من الذكاء الاجتماعي حتى في ذلك الحين ,يمكن ان يلتفت الى ذلك . يبدو ان هؤلاء لا يفهمون ذلك وينبغي ان نلتفت الى خطبته فيها امران رئيسيان :
اولاً:نبؤته بخروجه : (فاني خارج غداً مصبحاً إن شاء الله)
ثانياً:نبؤته بمقتله : (كأني باوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء)
ولكن خطبته هذه كانت بعد هذه النصائح والكلمات .
ضمن حق الفرد الاعتيادي ان يتوقع ان يقتل الحسين (عليه السلام) بهذا الشكل.
اذن فهؤلاء اولى بهذا الأطئمنان وهو ان الحسين (عليه السلام) لا يقتل
فالافضل لهم حسب ما يفكرون ان يبقى الحسين (عليه السلام) منعزلاً بالمدينة ولا يذهب إلى هناك ليلتقى الانتصار والسمعة والملك.
بعد ان اثبتنا بالامثلة اوجه الرفض للقيادة الالهية وكيف ان البعض كان يتستر على رفضه للمصلح ويتبجح كذباً بأنه خائف على القائد الالهي ويريده ان يستمر بحركته الاصلاحية.
والآن انتقل الى المحور الآخر الذي يمثل القبول بل التسليم المطلق للقائد الالهي والمتثل بأهل بيت الإمام الحسين (عليه السلام) وأصحابه (رضوان الله تعالى عليهم)
المثال الاول/ابو الفضل العباس (عليه السلام) واخوته مع الشمر اللعين.
عندما وقف الشمر بن ذي لجوشن على معسكر الإمام الحسين (عليه السلام) فنادى بأعلى صوته : أين بنو أختنا عبد الله وجعفر والعباس بنو علي بن ابي طالب ! قال الحسين (عليه السلام) لأخوته : أجيبوه وإن كان فاسقاً فأنه من أخوالكم ! فنادوه فقالوا: ما شأنك وما تريد ؟
فقال : يا بني أختي ,انتم آمنون فلا تقتلوا انفسكم مع أخيكم الحسين ,والزموا طاعة أمير المؤمنين يزيد بن معاوية!
فقال له العباس (عليه السلام) :تباً لك يا شمر ولعنك الله ولعن ما جئت به من أمانك هذا يا عدو الله أتأمرنا ان ندخل في طاعة العناد ونترك نصرة أخينا الحسين ( عليه السلام) فرجع الشمر الى معسكره مغتاظاً

المثال الثاني/الحر بن يزيد الرياحي.
عندما قال الحسين (عليه السلام) أما بعد من مغيث يغيثنا لوجه الله ؟ أما من ذاب يذب عن حرم رسول الله ؟
فاذا الحر بن يزيد الرياحي قد اقبل يركض فرسه حتى قف بين يدي الحسين (عليه السلام) فقال : يا ابن رسول الله : كنت اول خرج عليك أفتاذن لي ان اكون اول مقتول بين يدك لعلي ابلغ بذلك درجة الشهداء فالحق بجدك (صلى الله عليه واله سم) فقال الحسين (عليه السلام) يا اخي ان تبت كنت ممن تاب الله عليك انه هو التواب الرحيم.
((قيادة السيد مقتدى الصدر ))(اعزه الله)
ان الله سبحانه وتعالى جلت مشيئته ان يبعث لنا قائداً علينا ألا وهو السيد القائد مقتدى الخير والعطاء ونور الهداية في قلوب المؤمنين فزاد الله ذلك القائد بسطة في العلم والجسم فهو شجاعاً ومخلصاً لله تعالى لا تأخذه في الله لومة لائم ضد كل ظالم وغاشم على وجه الارض ولذلك تحمل كافة انواع البلائات والصعوبات الحرجة كل ذلك من اجل اسعاد هذا البلد الجريح الذي عانى ما عانى من الظلم والطغيان. فكان أهلا للقيادة ولكن ومع شديد الاسف ان الكثير من المنافقين والمنحرفين عن جادة الحق فقالوا ما قالوا من تكذيب وافتراء أو اعتراضهم على السيد القائد مقتدى الصدر (اعزه الله) وفالوا بما مضمونه أنى يكون قائداً علينا ونحن اولى بالقيادة منه نحن لدينا المال والجاه وهكذا كانوا يزعمون هؤلاء المنحرفين ان اموالهم ومناصبهم اهم شئ لديهم متناسين ان كل ذلك الى زوال.

وفي كتاب ((السيد مقتدى الصدر المخلصون))للإستاذ علي الزيدي حيث قال :
ان الشيطان لن يترك الأمر يسير بلا منغصات ومعرقلات , فيما برح ان قام بتحريك ما كان بقدرته تحريكه فعمل لعرقلة مسير السيد القائد بما يلي:
أولاً:بث الدعايات والاكاذيب تجاه السيد القائد مقتدى الصدر قيادته للقواعد الشعبية التي تصبوا للقاء إمامنا المهدي (عليه السلام)
ثانياً/نشر الرعب والخوف في قلوب الناس بحيث لا يتمكنوا من الانظمام تحت قيادة السيد مقتدى الصدر .
وذلك من خلال ترسيخ ثقافة الهلاك والانتحار لمن يحاول السير في ركابه وهو يواجه اعتى وأنذل اغوت عرفته البشرية.
ثالثاً:عدم أعطاء الغطاء الشرعي لقيادة السيد مقتدى الصدر والذي يتمكن من خلاله ان يتحرك التحرك المناسب.
رابعاً:فتحت إمريكا باب الدنيا بزخرفها وزبرجها على مصراعيه لكل من يتبعها ويكون راضياً عن فعلها ومؤيداً لها , ذلك بالمال والمناصب والكراسي وتسهيل أمورهم الحياتية الى أقصى حد ممكن.
نتيجة البحث
يجب علينا طاعة القيادة الالهية المتمثلة بالسيد القائد مقتدى الصدر (أعزه الله) ونحن بأمس الحاجة إليها فنتقبل كل تؤمرنا به وتنهانا عنها برحابة كل صدر
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
أبا القاسم محمد واله الطيبين الطاهرين



 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
ابو بنين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 07:28 PM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2025