من سمات اصحاب الحسين

من سمات أصحاب الحسين

إن القلة القليلة من أصحاب الإمام الحسين عليهم السلام كانوا مشهورين ولهم وجاهة في قومهم ومعروفين وهذا لا يعني أنهم غير مشهورين في السماء كما ورد ( مجهولون في الأرض معروفون في السماء ) ونرى أيضا أن هناك حالات تغييب متعمد استهدفتهم وهناك فراغ تدويني استهدفهم , والنظام الأموي حرص على تكثيف الإعلام لمسح الحقائق عن واقعة الطف ولكن ببركة جهود الإمام علي بن الحسين والسيدة زينب عليهما السلام وضحت الحقائق .
وسنأخذ بعض من سمات أصحاب الأمام الحسين عليهم السلام
1) الثبات على المبدأ والتمسك بالحق رغم حراجة الموقف
ويؤكد الإمام الحسين عليه السلام ثباته على المبدأ مؤثرا في سبيله القتل والفداء على الحياة الفانية ( إني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما )
وهكذا اقتفى الأصحاب نهجه ومثاليته في الصمود والثبات على المبدأ ، وقال الإمام بحقهم ( أما بعد فإني لا أعلم أصحاب أوفى ولا خيرا من أصحابي ولا أهل بيت أبرّ ولا أفضل من أهل بيتي )
قال تعالى : ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون ) فصلت 30
2) تضم قافلة الإمام الحسين ع نماذج من الشباب الذين سارعوا في الاستجابة لدعوة الإمام للسفر إلى كربلاء وخصوصا الهاشميين فنداء الإمام ألهب الثورة لدى هؤلاء الفتية وطمحوا للتغير الذي بات ضرورياً
3) تورد المصادر أن بعض الأصحاب كانوا من الوجوه وذوي المراكز الاجتماعية أو العلمية ( كما في حبيب بن مظاهر المحدّث ومسلم بن عوسجة الفقيه وبرير بن خضير القارئ وعابس الخطيب ونافع بن هلال الحافظ وغيرهم ) حتى أن عمر بن الحجاج الزبيدي من قادة جيش عمر ابن سعد خاطب قومه ( إنكم تقاتلون أهل البصائر وفرسان المصر ) فهم أيقنوا أنهم يتعاملون مع أطروحة جهادية أيقنت بالحق الذي هم عليه
4) إن نسبة الثلث كانت لديهم صحبة وإدراك ولكن كان هناك تعتيم ، فإذا كان خروج الإمام على الخلافة فما بال هؤلاء الصحابة يرتكبون نفس المحذور الذي حاول النظام الأموي الترويج له ( مع إن الأمام الحسين ع لا يحتاج للشرعية فهو يمثل الشرعية )
5) تعد التشكيلة الطبقية للأصحاب نموذجا رائعا في التعددية الطبقية التي طالما كانت مشكلة لجميع الأوساط الاجتماعية التي تعاني من الفارق الطبقي ، ففي الأصحاب السيد والمسود ، والغني والفقير ، والحر والعبد .... ، فالإمام وقف على مصرع حبيب شيخ بني أسد كما وقف على مصرع جون العبد الأسود وبكي على الحر القائد كما بكى على واضح التركي مولى الحر فألغيت الفوارق الطبقية في مجتمع أصحاب الإمام الحسين ع
6) ذوبان الانتماء الديني والمذهبي لدى أنصار الإمام الحسين ع وتوحيدهم ضمن وحدة عقائدية واحدة وهو الانتماء للإمام الحسين ع فالذي عُرف بولائه لأمير المؤمنين ع أنظم إلى الإمام الحسين ع كما انظم الحر الرياحي القائد الأموي وسعد بن الحرث الأنصاري الذي كان على رأي الخوارج ووهب الكلبي الذي كان مع أمه وزوجته مسيحيين فأسلموا على يد الإمام ، فمثلت واقعة الطف طموح الأديان السماوية والمذاهب جميعا
ونأخذ نموذجين من الأصحاب :
1) حبيب بن مظاهر بن الأشتر ألأسدي كان صحابيا رأى النبي ص وصاحب عليا ع في حروبه كلها وكان من خاصته وحملة علمه وعلّمه الأمير علم المنايا والبلايا
أما مصرعه فروى الطبري ... أن الإمام الحسين ع قال : سلوهم أن يكفوا عنا حتى نصلي ، فقال لهم الحصين بن تميم : إنها لا تقبل ، فقال له حبيب : لا تقبل زعمت الصلاة من آل الرسول ص وتقبل منك يا حمار فحمل عليهم الحصين فضرب وجهه حبيب وأخذ يقول :
أنا حبيب وأبي مظاهر فارس هيجاء وحرب تسعر
أنتم أعدّ عدة وأكثر ونحن أوفى منكم وأصبر
ونحن على حجة وأظهر حقا وأتقى منكم وأعذر
وقاتل قتالا شديدا حتى قتل وقطع رأسه وذهبوا برأسه إلى ابن زياد لع
2) حنظله بن سعد الشامي : كان وجها من وجوه الشيعة ذو لسان وفصاحة وشجاعة وكان قارئا تقدم بين يدي الإمام وخاطب أهل الكوفة :
يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم التناد ، لا تقتلوا حسينا فيسحتكم الله بعذاب وقد خاب من افترى ، فبارزهم وأخذ يرتجز ويقول :
صبرا على الأسياف والأسنة صبرا عليها لدخول الجنة
وحور عين ناعمات هن لمن يريد الفوز لا بالضنه
يا نفس للراحة فبما هدنة وفي طلاب الخير فارغبنه
وقتل سلام الله عليه
نتيجة البحث / تعلمنا من الأصحاب أن يكون تسليمنا مطلقا تجاه قائدنا وأن لا نتخلى عن مبادئنا وأن نكون صفا واحدا يجمعنا هدف واحد لا تفرق بيننا قومية ولا طبقية
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين
المصدر / أنصار الحسين الثورة والثوار للسيد محمد علي الحلو