الزهراء عليها السلام تعطي درساً بليغاً في كيفية التعامل مع القيادة

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من الثابت في محله ان في كل حركة او سكنة للمعصوم سلام الله عليه الكثير من الدروس والعبر وهذا ما اشار اليه السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله في كتابه ( كربلاء هي ام القرى ) حيث قال : (( بَيْدَ أني وفي هذا الحديث المختصـر، أريد أن أُبَيِّنَ نقطة مهمة يمكن استنباطها واستنتاجها من تِلكُمُ المقولة العظيمة من ذلك القائد الفذ العظيم (ع) ، ولا يعني أن نتعدى كلام مثله بدون تدقيق النظر وإمعان الفكر، فإن في كل حرف لهم وفي كل سكنة وحركة فائدة، بل فوائد جمة قد نَتَفَهَّم بعضها ونَعِيَ بعضها الآخر، ونتعلم البعض الآخر، وقد تخفى عنا بعض العِبَر والأفهام... وإنما هذا لعِظَمِ وكِبَرِ ودِقَّة ما يقولون، ولصِغَرِ ما نَعِي ونفهم... ))

ومن هذا المنطلق احببت ان اضع بين ايديكم هذه الرواية الشريفة مع التعليق عليها مستمدا العون من الله سبحانه وتعالى سائلا اياه حصول الاجر والثواب لكل القارئين برحمته ومنه جل وعلا .

حيث ورد في كتاب المناقب عن الصادق عليه السلام قالت فاطمة عليها السلام لما نزلت هذه الآية {لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا } [النور : 63] هبت رسول الله صلى الله عليه وآله أن أقول له يا أبة فكنت أقول يا رسول الله فأعرض عني مرة أو اثنتين أو ثلاثا ثم أقبل عليّ فقال يا فاطمة إنها لم تنزل فيك ولا في أهلك ولا في نسلك أنت مني وأنا منك إنما نزلت في أهل الجفاء والغلظة من قريش أصحاب البذخ والكبر قولي يا أبة فإنها أحيى للقلب وأرضى للرب .

وهنا يمكن التعليق بما يلي :

انه من المستبعد القول : ان الزهراء سلام الله عليها لا تعلم بمورد نزول هذه الاية المباركة وذلك للاسباب التالية :

1 – انه من الثابت في محله ان الائمة سلام الله عليهم هم ترجمان القران وهم حجج الله على الخلق والزهراء سلام الله عليها هي حجة الله عليهم كما نص بذلك قول الامام العسكري سلام الله عليه لذا وبما انها سلام الله عليها حجة عليهم اذن يكون عندها ما عندهم وزيادة

2 – هنا انقل ما جاء في كتاب دستور الصدر ص209 وبدون تعليق : ))واما الزهراء عليها السلام فقد وردت في فضائلها أحاديث كثيرة من كل أهل الحديث في المذاهب كلها
وفي أعلى وأهم كتب الحديث عندنا وأعلى وأهم كتب الحديث عندهم من أهمها قول النبي صلى الله عليه وآله
فاطمة بضعة مني وهي قلبي وروحي التي بين جنبي فمن آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله , فهل يتكلم
النبي صلى الله عليه وآله وسلم مجازا كما نحاول ويحاول الناس المتشرعة أن يفهموه ؟ انها قلبي مجازا وروحي مجازا
لا . لا حاجة الى المجاز . ان المجاز على خلاف الأصل وخلاف الظاهر وان النبي صلى الله عليه وآله مبرأ عن
العاطفة والعصبية الأسرية والأبوية أكيدا . وأنه لا بد من فهم هذه الأحاديث فهما حقيقيا مطابقا للواقع . اذا فهي
قلب رسول الله صلى الله عليه وآله , والقلب ليس هو العضو الذي يوزع الدم ولربما قلت في بعض الخطب
السابقة ذلك . ولذا قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم ( فأنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي
في الصدور ) سورة الحج 46 . اذن فهي قلب رسول الله صلى الله عليه وآله بهذا المعنى , سبحان الله
واضح , وماذا عن قلب رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قلب رسول الله ماذا يتصف من صفات ؟ حتى تكون
هذه الصفات شاملة حتى للزهراء التي هي قلبه في الحقيقة )) . ( انتهى )

اذن وبعد ما مر يمكن القول ان الزهراء سلام الله عليها ارادت ان تعطي درسا في كيفية التعامل مع القيادة يمكن ان نجني منه – وحسب فهمنا – ما يلي :

1 – ان كونك قريب من القيادة يحتم عليك ان تكون اول المطبقين لما يصدر منها من اوامر حتى تكون قدوة للباقين ومحفزا لهم على التنفيذ .

2 – من المتعين والصحيح ان لا يخرج الفرد نفسه من شموله باوامر القيادة بحجة ان الكلام لا يعنيه او لا يخصه بل يخص افراد اخرين فانه من المفروض ان يكون على يقين انه مهما فعل لقيادته فانه لا يخرج عن دائرة التقصير ولن يوفيها حقها .

3 – ان علم الفرد ان هذا الكلام او هذا الامر لا يخصه لا يعفيه من دائرة العمل به خصوصا وان فيه منفعة من تنفيذه الا ان يأتيه صارف من القيادة نفسها وبالتالي يحصل له اليقين بذلك .

واخيرا اقول : ان هذا الكلام اوجهه الى نفسي قبل ان اوجهه الى القاريء الكريم سائلا الباري جل وعلا ان يعيننا جميعا على ان نكون لقياداتنا كالميت بين يدي الغسال بحق محمد واله الطيبين الطاهرين