((خلقت الجنة من نور وجه جدي الحسين))

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
عظم الله اجورنا واجوركم بمصاب الحسين (عليه السلام)
اقدم هذا بحثي البسيط الى سماحة السيد القائد مقتدى الصدر(اعزه الله) وكنوع من انواع التعزية بمصاب جده الحسين(عليه السلام)

{اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [النور : 35]

قبل البدء بالبحث احببت ان اعرج على اخذ صورة مبسطة من تفسير هذه الآية الكريمة فعند سماع تلك الآية .

لا يذهب ذهنك بعيدا عن تفسير تلك الآية وتقول ان الله هو النور وهذا لا يمكن بأي حال لان الله سيحانه وتعالى ليس كمثل شيء والنور له حيز وله حد وله وزن والله لا يحده حد ولا تدركه الابصار .

وان المراد من تفسير الآية وبالرغم من كثرة التفاسير ولكن المشهور منها والصحيح بأن تفسير تلك الاية ان (محمد نور السماوات والارض) وفي هذه الاية اراد الله سبحانه وتعالى بذكر اسمه في بداية السورة تشريفا لمحمد (صلى الله عليه واله) وتعظيم له كل ذلك لان الله سبحانه وتعالى اول ما خلق الخلق والكون خلق نور محمد (صلى الله عليه واله) قبل ان يوجد اي شيء ووضع نوره (صلى الله عليه واله) على العرش وانبثق من ذلك النور نور علي (عليه السلام) وفاطمة والحسن الحسين فكانوا هم بحق انوار خمسة تستطع في العرش ( عرش الرحمن) وانبثقت من تلك الانوار انوار الخلائق اجمعين ولا ينبغي ان ننسى ان التفسير لتك الاية ليس منحصرا بالرسول محمد (صلى الله عليه واله) وان كان هو المصداق العالي لتلك الاية ولكن ممكن ان تفسر تلك الاية بأشخاص مؤمنين يكونون مصداقا لتلك الاية بعد ان يعرج في مراتب الكمال ويعلوا بالاخلاص والايمان بالله ويصبح شخصا مثاليا في كل شيء حتى يصل الى مراتب العصمة الثانوية وبذلك يستحق تلك المكانة وتلك المرتبة ومثال على ذلك نذكر السيد الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر(قدس) وكم راينا من نوره منارا يهتدي به ذلك النور الذي سطع على العراقيين فأصبح المسيء محسنا والمحسن زادة في احسانه بل انه قلب اكثر افراد المجتمع من حال الى حال ولا ننسى ان نذكر السيد القائد مقتدى الصدر(اعزه الله) وما له من نور يستضاء به وكم احتجنا الى نوره عندما قارعنا الاحتلال البغيض وكم نحتاج اليه في هذا الوقت وفي المستقبل اننا محتاجون الى نوره لكي يضيئ لنا الدرب درب الايمان بالله وبالأمام المهدي (عجل الله فرجه) والسير على نهج ال الصدر الكرام فلولاه لتهنا في ذلك الظلام الدامس ظلام الفتن والشهوات والنفس الامرة بالسوء .

ولنرجع الى الاية الكريمة ونعرف منها ان الله سبحانه وتعالى قد اوكل الامر الى رسولنا الكر يم محمد (صلى الله عليه واله) وقد اوكل الرسول الى الائمة المعصومين اوامر العباد والخلق ولذلك فان مهمة خلق الجنة كانت من نصيب امامنا الحسين (عليه السلام) وكما قال الامام الصادق(عليه السلام) ان الجنة خلقت من نور جدي الحسين

من هذا المنطلق لنا عدة تعليقات تخص الجنة وماذا اخذت من الحسين(عليه السلام) ولنذكر اهم تلك النقاط

1- الخلود :- اخذت الجنة من الحسين الخلود وكما قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه {يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [الزخرف : 71] قال ايضا في محكم كتابه المجيد {ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ} [ق : 34]

وقال ايضا { طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} [الزمر : 73]

وتلك الايات القرانية تثبت بأن الجنة سوف تبقى خالدة ما شاء ربك وهنا الجنة اخذة الخلود من الحسين (عليه السلام) فأنه خالد ونهجه خالد وثورته خالدة وسوف تبقى الى الابد حتى في يوم القيامة وفي ذلك الموقف الرهيب سوف يقام مأتم للحسين (عليه السلام) امام انظار الخلائق اجمعين وسوف يعرفون فضل الحسين وما هي مقدار قيمته (سلام الله عليه) وسوف تعرض صورة الطف في ذلك اليوم لمعرفة مظلومية الحسين وهل يقتصر الامر على ذلك بل ان الحسين ذكره موجود حتى قبل ولادته فأن ذكره موجود بوجود الخليقه فمنذ نبينا آدم (عليه السلام) ولحد الان ذكر الحسين باقي الم تسمع ان آدم عليه السلام) بكى على الحسين عند ما علم بمقتله من جبرائيل (عليه السلام) وهل سمعت ان ابراهيم (عليه السلام ) قد بكى على الحسين حتى انه اراد ان يذبح ولده اسماعيل فداءٍ وأقتداءٍ به ({وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} [الصافات : 107]

لولا ان من الله عليه .

2ــ الامان والاطمئنان :_ فأنت عندما تسمع بذكر الجنة يخطر في بالك الامان والطمأنينة والرحمة والراحة كل تلك الصفات قد اخذتها من الحسين فان الجنة عندما تدخلها لا تسمع فيها لغوا {لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ} [الصافات : 47]

بل فيها لا اذنا سمعت ولا عينا رأت ولا خطر على قلب بشر كل ذلك قد اخذته من الحسين (عليه السلام ) ولأنه (سلام الله عليه ) رمز الامان والانسانية فأنت عندما تسمع بالحسين تشعر بالامان وتشعر بالراحة والرحمة وعندما تزور قبر الحسين تشعر بالطمأنينة فان الحسين واسع الرحمة الم تسمع قول الامام الصادق (عليه السلام ) (( كلنا سفن النجاة ولكن سفينة جدي الحسين اوسع )) والم تسمع ان سفرة الحسين واسعة وانه تقبل زيارته من المحسن والمسيء عكس باقي المعصومين فأن زيارتهم خاصة وقبولهم خاص لا يقبل من اي احد مثل الامام علي عليه السلام والامام الرضا فان زيارتهم خاصة الا الحسين عليه السلام فهذه خصيصة اختص بها الحسين فأنت عندما تدخل لزيارته تشعر بهذا الشعور ولا يخطر في بالك انه يقبل من الجميع كالجاحدين والمعاندين فانه لا يقبل منهم أيّ زيارة لأنهم محرومين من رحمة الله من البداية فأنه ورد في دعاء كميل ( وأن تخلد فيها المعاندين ...) فالمعاند لن يُتقبل منه اما الذي خلط عمل صالح و آخر سيء فانه تُقبل زيارته هذا الحال موجود في الجنة فانه تُقبل من المخلصين والمؤمنين وبالتالي تقبل الذي خلط عمل صالح و آخر سيء بعد ان يأخذ جزائه في البرزخ وفي النار لمدة محدودة ثم يدخل الجنة على أيّ حال .

3. العطاء المستمر ( التكامل الالهي ) :

هنا الجنة اخذت من الحسين العطاء المستمر واللامتناهي فهي في عطاء مستمر لن يتوقف ودائما متجدد , الم تسمع قوله تعالى {لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} [ق : 35]

وقال تعالى {إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ} [ص : 54]

وهذه الآيات دالّة على ان العطاء الجنة دائما في تجدد وسوف يستمر الى ما لا نهاية بل ان النفس البشرية دائما تريد التغيير وهذا ما اخذته الجنة من الحسين فانه ( سلام الله عليه ) عطائه متجدد فنحن بعد الف عام واربعمائة سنة نرى الحسين وثورته المباركة في تجدد دائم يدب فيه الحياة لن تتوقف تلك العطاءات والابداعات حتى حين ظهور الامام (عليه السلام) وما بعد دولة الامام وبعد ان يعم الخير والرفاه نجد ان البشرية في ذلك الزمان ينهلون من الحسين ومن افكار الحسين وثورة الحسين لانهم سوف يحتاجون من ذلك العطاء .

إذن سوف تبقى الجنة في عطاء مستمر مادام عطاء الحسين لن يتوقف .

4. الجمال والطهارة : يقينا ان الجنة جمالها لا يوصف وطهارتها واضحة وجلية ولن تقبل الجنة الرجس والاثم فأنت عندما تسمع كلمة الجنة رأسا يتبادر الى ذهنك الجمال الخلاب وتلك الطهارة من كل الادران والاوساخ بل اذا اردت ان توصف احد بالجمال اول ما يتبادر اليك صفة الجنة وجمالها وبالرغم اننا لم نراها ولكن الله سبحانه وتعالى قد وصفها بكتابة المجيد كل ذلك الجمال اخذته من الحسين (عليه السلام) فأن جماله لا يوصف فأنه من اجمل المعصومين (سلام الله عليهم) .

اما طهارته فكفينا ان الله سبحانه تعالى قد اذهب عنه الرجس وطهره تطهيرا فكما قال سبحانه وتعالى {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب : 33]

فالطهارة واذهاب الرجس جاءت من الله سبحانه وتعالى فبعد ان وجد فيه القابلية والاهلية حتى يذهب عنه الرجس (سلام الله عليه) ولذلك نجد ان الحسين نور يستضاء به في درب كل مؤمن حتى ان اصحاب الحسين (عليه السلام) قد اخذوا من ذلك النور وخاص في صبيحة يوم العاشر عندما رأو الحسين ورأو نور الحسين فأنهم من تلك اللحظه ذابوا في الحسين وانجذبوا بالحسين فلا يهمهم بعد ذلك أي شيء حتى القتل والشهادة حتى اصبح الموت عندهم هين وحقير لمجرد ان راو نور الحسين فأصبحوا لا يرون الا ذلك النور ولذلك تراهم يضحون بأنفسهم الواحد تلوا الاخر فداءٍ للحسين وهذا هو غاية الجود ولا ننسى ان الحسين عندما شاهد اصحابه قد ثبتوا واصبحوا مشاريع استشهادية بين يديه لم يكن منه الا ان يريهم منازلهم في الجنة ويذهب عنهم الاغلال {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر : 47]

وهذا ما اخذته الجنة من الحسين ومن اصحابه فأن اي انسان يدخل الجنة يذهب عنه الغل الذي في صدره كما اذهب الحسين الغل عن اصحابه بعد ما وجد بهم القابلية لذلك واخيرا يجب علينا ونحن نسير على هذا الدرب ان نكون اخوان متحابين متصافين في الله وتحت راية السيد القائد مقتدى الصدر (اعزه الله) فأنه دائما يحثنا على الاخوة والتصافي فأنه الوحيد الذي يأخذ بأيدينا الى درب الامام المهدي(عجل الله فرج) ودرب انتظار الامام المهدي بالعمل الصالح فهل نأخذ من الحسين ومن اصحابه العضة والعبرة ام لا ؟!

والحمد لله رب العالمين

أحسنت وفقك الله لكل خير

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
السلام عليك ياابا عبد الله الحسين ورحمة الله تعالى وبركاته
بوركت اخي (ابو صقيل) على هذا البحث الرائع واحسن الله
لك العزاء وجعله الله في ميزان اعمالك ببركة الصلاة على محمد وال محمد

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
احسنت اخي (ابو صقيل) على هذا البحث الرائع

موفق

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
بوركت اخي الغالي ابو صقيل على هذا البحث القيم
جعله الله في ميزان حسناتك