العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم الثورة الحسينية وعطائها المتجدد > منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية )

منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية ) جزء يسير من المواساة من مداد أقلامنا الى أن يأذن الله ونرخص الدماء لمواساته مع إمامنا المهدي ( ع )

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-11-2013, 02:01 PM   #1

 
الصورة الرمزية المطيع

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 372
تـاريخ التسجيـل : Aug 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 2,480

افتراضي العطاء مرهون بالعمل

[frame="11 98"]


اللَّهُمُّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ وَعَجِلَ فَرَجَـهُمْ وَالْعَنْ عَدْوَهُمْ
بسم الله الرحمن الرحيم


كانت ولا زالت الثورة الحسينية مناراً يُستضاء بها ودروساً وخيرات جَمّة على مر الأجيال , وأصبحت بما قدّم شخصياتها من أروع معاني التضحية والفداء والإخلاص والشجاعة...كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين .
كثير من الأمور حصلت في واقعة الطف والتي تستدعي التوقف عندها وأخذ العبر والدروس منها , فإخلاصهم لقائدهم وتفانيهم من أجل هدفهم وتضحيتهم وكثير من الأمور تستدعي التوقف .
والذي سيكون محل النقاش في هذا البحث البسيط هو هل كان وصول أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) إلى هذه المرتبة بدون عمل؟ وبفضل بركات الحسين ع ؟
وهل يمكن للإنسان أن يحصل على عطاء معين بدون عمل؟ أم انه يكون بشق الأنفس؟
وسنناقش هذا الأمر على شكل نقاط ومن الله التوفيق :
1- كثير من الآيات التي تنفع في هذا الصدد والتي تدل على عدم الوصول إلى الهدف بسهولة ما لم يمر الفرد بإختبارات وبلاءات حتى ينال مراده , نذكر بعض منها :
( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ) البقرة 155
(أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) البقرة 214
(وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا...) آل عمران 141
(أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ) آل عمران 142
(وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً) الأنبياء 35
(أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ) العنكبوت 2
(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ) محمد 31
(الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا) الملك 2
(إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) الرعد 11
2- لم تذكر روايا ولم نسمع يوماً ان أصحاب الامام الحسين (عليه السلام) في داخل كربلاء أو خارجها قد طلبوا أو انتظروا من الامام الحسين الأمور المعنوية لينصرهم بالإعجاز وما شابه ذلك , بل انهم كانوا يسيرون بالأسباب الطبيعية وبعملهم وعلمهم وصلوا إلى هدفهم , وكما ان مطلبهم نصرة الحسين وارادوا تحقيقه ولم ينتظروا إعجاز أو توفيق للنصر...


والآن نأخذ مثال من أحد فرسان الهيجاء وهو
"حبيب بن مظاهر الأسدي"
جاء في كتاب حياة حبيب بن مظاهر الأسدي :
(كان جليل القدر , عظيم الشأن , قائداً شجاعاً مشكور السيرة كان محدثاً صدوقاً ...اشترك مع امير المؤمنين في حروبه كلها...شارك في جميع الغزوات والمعارك التي حصلت في تسع سنين , ومنها :
1- غزوة العشيرة , معركة بدر 2هـ
غزوة قرقرة الكدر , بني قنيقاع
2- غزوة بني سليم , واقعة أحد , غزوة الرجيع , غزوة ذات الرقاع 3هـ
3- غزوة بني النضير , غزوة السويق , دومة الجندل , بني المصتلطق 4هـ
4- الخندق , غزوة بني قريظة 5هـ
5- غزوة بني لحيان , غزوة الحيط , فتح مكة المكرمة , غزوة حنين 8هـ
6- غزوة طيء 9هـ
7- واقعة الجمل 36هـ
8- واقعة صفين 37هـ
9- واقعة النهروان 39هـ )
وهذه الابيات التي قالها في واقعة الطف :
أنا حبيب وأبي مظهر *** فارس هيجاء وليث قسور
في يميني صارم مذكر *** وفيكم نار الجحيم تسعر
أنتم أعد عدة وأكثر *** ونحن في كل الأمور أكثر
وأنتم عند الوفاء أغدر *** لنحن أزكى منكم وأطهر
ونحن أوفى منكم وأصبر *** ونحن أعلى حجة وأظهر
حقاً وانقى منكم وأعذر *** الموت عندي عسل وسكر
من البقاء بينكم يا خسر *** اضربكم ولا أخاف المحذر
عن الحسين ذي الفخار الأطهر *** أنصر خير الناس حين يذكر

فمشاركته في هذه الغزوات تدل على استعداده البدني للقتال في أي لحظة فمواجهته للأعداء في الطف لم يكن أمراً صعباً عليه فقد أعد نفسه بما يكفي لأن يواجه مثل هكذا ظرف (أي القتال)
وهنا قد يسأل سائل : (ان القوة البدنية ليست اساسية للوصول إلى المراتب العالية , فقد يملكها أهل الباطل؟)
والجواب , صحيح , فإذا امتلك الفرد القوة البدنية فإنها لا تدل على انه على الطريق الصحيح ,
ولكنها مطلوبة فبعض العطاءات لا يمكن الحصول عليها إلا بالقوة البدنية وسنذكر لكم فوائد القوة البدنية التي جاءت في كتاب اسئلة معاصرة حول الامام المهدي في الأسطر القادمة .
وهنا يرد سؤال أيضاً , كيف وصل اصحاب الامام الحسين إلى هذه المرتبة؟
الجواب: جاء في كتاب اسئلة معاصرة حول الامام المهدي السؤال الثامن عشر حول أفضلية أصحاب الحسين
(... أصحاب الامام الحسين(عليه السلام) كانت لهم قابليات خاصة ومميزات انفردوا بها نتيجة جهد معين بذلوه, وقد يكون البعض غير ملتفت إليه في بادئ الأمر, هذا الجهد أو العمل المميز استطاعوا من خلاله عبور مراحل زمنية طويلة, بحيث انهم فهموا المعصوم (عليه السلام) فهماً عالياً عميقاً ضمن مراحل زمنية من الرسالة الإسلامية لا تتجاوز الستين عاماً, بحيث يحتاج الآخرون للوصول إليها أكثر من ألف سنة, وربما تصل إلى الألفين أو أكثر, حتى يستطيعوا من خلالها فهم الإمام الثاني عشر ومن ثم التضحية والإخلاص له بالشكل التام.)
وفي موضع آخر
(ثانياً : رد الفعل المباشر والسريع لإختيار الموقف الأصلح
...أصحاب الامام الحسين رضوان الله تعالى عليهم امتازوا عن غيرهم , بردة فعلهم تجاه واقعة كربلاء , فكان موقفهم موقفاً مميزاً من حيث السرعة والفعالية أولاً , ومن حيث الإختيار الأصلح والأمثل لمرضات الله ورسوله ثانياً .
... ثالثاً : إعطاء الإمام الحسين (عليه السلام) الإذن بالمغادرة
أعطاهم الإمام الحسين (عليه السلام) الإذن بالمغادرة , بلإضافة إلى قوله إنهم في حلٍّ من أمره , إلّا أنهم لم يروا الفرج والخروج من المأزق بهذا الإذن , بل على العكس , أخذوا بالبكاء وإظهار الولاء للإمام الحسين (عليه السلام) بشكل أعمق وأدق , ورأوا بأن الإذن بمفارقة الإمام هو انتكاسة لهم ولمستوى إيمانهم فلم يرضوا بذلك , فكان أحرج اختبار وأبهى نجاح للأصحاب الذين أُختبِروا به . ....
...رابعاً : مثّلوا مع إمامهم الحسين قضية المظلومية الكبرى في العالم
ان أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) مثّلوا مع إمامهم قضية المظلومية الكبرى في العالم , وخصوصاً عند المجتمع الإسلامي , بل أن الفتح الإلهي الذي يتحقق على يدي الإمام المهدي (عليه السلام) , سيكون شريانه الذي يمده بالحياة دماء الحسين (عليه السلام) وأصحابه .
ففي كتاب الإمام الحسين (عليه السلام) إلى بني هاشم جاء فيه :
(( بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي بن أبي طالب إلى بني هاشم , أما بعد فإن من لحق بي منكم استشهد , ومن تخلف لم يبلغ مبلغ الفتح والسلام)) عوالم العلوم , للمحدث البحراني , ج17 ص179
ومن المتيقن أن الحسين (عليه السلام) لم يقصد بهذا الفتح , الفتح الجزئي المحدود , بل قد يكون إشارة إلى الفتح العالمي الموعود به المسلمين , لنشر الإسلام وتطبيق دستوره في جميع أنحاء المعمورة .
... خامساً : اللبنة الأولى للأجيال في نصرة الأئمة عليهم السلام
إن سبب أفضلية أصحاب الحسين (عليه السلام) , هو أنهم كانوا السبب الأول واللبنة الأولى التي مهدت الطريق للأجيال القادمة , بأن تحذوا حذوهم لنصرة المعصومين عليهم السلام واحداً بعد الآخر ولولاهم لما تمكن أي فرد من تقديم النصر لأي معصوم بعد الإمام الحسين (عليه السلام) وبالخصوص نصرة مولانا صاحب العصر والزمان الإمام المهدي (عليه السلام) . ....)

والآن بعد ان ذكرنا الجانب الذي يخص أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام)
ننتقل إلى عصرنا الحالي وما يمكن الإستفادة منه .
كثيراً ما نسمع , وفكرة موجودة عند الكثير من الناس وهي ان الامام المهدي (عج) يمسح على رؤوس أصحابه فتكتمل نواقصه!
وهذا غير صحيح فإن تأثير المسحة يكون بعد جهد الفرد , فكيف بمن ينتظر مسحة دون عمل؟! كالساعي إلى سراب
فيجب على الفرد أن يعمل ما بوسعه والباقي على الله , خطوة من العبد والباقي على الرب , فيجب عليه ان يسعى حتى يضفر بما يريد .






[/frame]

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »

التعديل الأخير تم بواسطة المطيع ; 30-11-2013 الساعة 02:04 PM
المطيع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-11-2013, 02:02 PM   #2

 
الصورة الرمزية المطيع

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 372
تـاريخ التسجيـل : Aug 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 2,480

افتراضي رد: العطاء مرهون بالعمل

[frame="11 95"]وبما اننا ذكرنا جيش الامام المهدي(عج) علينا أن نعرف أولاً ما هي صفاتهم حتى نستطيع تطبيقها , يوجد الكثير مما ذكر في صفاتهم ولكني سأقتصر على استفتاء مقدم إلى سماحة السيد القائد مقتدى الصدر(أعزه الله)



الأول :
http://im42.gulfup.com/MhQC9.jpg




الثاني :
http://www.jam3aama.com/forum/showthread.php?t=5789




وكما تبين من هذا فإن الوصول إلى الهدف المنشود لا يتم بسهولة وبدون وجود عمل يكون مقدمة للوصول إلى هذا الهدف .
فمثلاً الإستعداد البدني فسأنقل لكم ما جاء في كتاب أسئلة معاصرة حول الامام المهدي للاستاذ علي الزيدي
السؤال الأول :
1- ما هي الحكمة من القوة البدنية للقائم (عليه السلام) إذا كانت التكنولوجيا العسكرية في أوج تطورها عند ظهوره عجل الله فرجه ؟ ولو قلنا أن الإمام (عليه السلام) متكامل من جميع الجهات فهل هذا يعني أن الرضا (عليه السلام) يفتقر إلى هذه الجهة ؟ .
..... بسم الله الرحمن الرحيم
الجواب :
مقومات الاحتياج إلى قوة البدن
إن السلاح مهما كان متطوراً ومهما كانت التكنولوجيا بإطارها العام في قمة إبداعها , فهذا لا يغني عن البدن السليم وقوته ونشاطه , فالإنسان يحتاج إلى القوة البدنية بجانب العلم والتكنولوجيا , ففي حالة الحروب والمواجهات العسكرية الضخمة , مضافاً إلى ما يحدث بعد الفتح العالمي من نشر للعدل والمساواة وذلك بتطبيق الدستور الإلهي وبأعلى مصاديقه في أرضه فأنه يحتاج إلى :
أولاً : أن يتحرك وينتقل من مكان إلى آخر وفي أوقات متقاربة جداً لسرعة الأحداث وتداعياتها , ويكون تحركه إما لإحتياج الآخرين إليه لصعوبة المواقف التي يتعرضون لها , أو خوفاً من أن ينكشف مكانه من قبل العدو , أو يتحرك تحركاً فعالاً وحيوياً من أجل نشر تعاليمه وإرساء الحكم الجديد في العالم , وغيرها كثير من الأسباب .
ثانياً : في حالات الطوارئ والأزمات غالباً ما يمر وقت طويل على الإنسان وخصوصاً على من يمثل درجة من درجات القيادة العالية , يصعب عليه النوم , وذلك للحيطة والحذر من أي جهة مضادة من جهات العدو المباشر وغير المباشر , مضافاً إلى ما يتجدد من المواقف التي تحتاج إلى قرارات آنية لا تحتمل التأخير والتأجيل .
ثالثاً : قد يصطدم القائد في مواقف معينة , يواجه أفرادا من الأعداء بنفسه , بحيث يتم القضاء عليهم بيده , وكثيراً ما يحدث هذا الأمر في حروبه سواءاً كانت متطورة أو غير متطورة وكما عشنا وشاهدنا الكثير من أمثالها في هذا العالم المليء بالانقسامات والاضطرابات .
رابعاً إن القائد كلما ظهر للآخرين وهو بجسد قوي كان أهيّب في عيونهم وأخّوف لصدور العدو , وهذا الأمر يبدو طبيعياً جداً ولا يمكن لأحدٍ نكرانه , ولذلك تجد إن أغلب القادة الدنيويين إذا أخذ الزمن مأخذه منهم تجدهم يحاولون أن يفعلوا المستحيل من أجل أن يظهروا للآخرين على أنهم بأتم الصحة والعافية حتى ولو للحظات قليلة جداً , فتراهم يستعملوا المنشطات والأصباغ والمكياج من أجل تغيير واقعهم العجوز إلى أمر يبدو بظهوره أقرب للشباب والحيوية والنشاط .
فلأجل ما ذكرناه وغيره يحتاج الإمام المهدي (عليه السلام) إلى البدن القوي لتحقيق ما جاء من أجله على أكمل الوجوه وأتمها .
هذا بالإضافة أننا لو تنزلنا عن ذلك كله , فلو خُيرنا بين من يفتح العالم بعد الانتصارات العسكرية على أعداء الله أن يكون كهلاً ضعيف البدن , أو شاباً قوي البدن , فبالتأكيد يكون أفضل الفردين هو الثاني . ودائماً نرى الأهداف الإلهية إذا أراد الله تعالى أن تتحقق في أرضه وبين عباده , فأنه عز وجل يختار لها أفضل الأفراد حرصاً على الانجاز الأسرع والأكمل .


وبعد هذا الكلام الذي لا يحتاج إلى تعليق , توضح أهمية الإستعداد البدني وكما ان هذا الكلام كان حول المعصوم وهو متكامل ولكن ماذا بالاتباع فالأولى بهم ان يطبقوا هذا الكلام .
لكل شيء علّة فما هي علّة جعل العطاء مرهون بالعمل؟
الجواب : توجد عدة أسباب قد ندرك البعض منها:
1- من باب العدالة فكل فرد يحصل على نصيبه لا ان يتساوى رجل لا ليله ليل ولا نهاره نهار وبين رجل جليس الدار!
أي حتى يميز الكسول من النشيط
2- ان العطاء الذي يضفي به الله على عبده يمثل هدية , وهذه الهدية بما انها جاءت من الخالق العظيم فإنها تحتاج إلى عمل يستحق هذه الهدية .
3- الوصول إلى أي شيء بصعوبة يجعل من الفرد يتمسك بهذا الشيء وهذا مسسناه في حياتنا اليومية , فنفس الحاجة اذا ملكتها بسهولة قد تفرط بها بسهولة ولكن إذا ملكتها بصعوبة فستتمسك بها بقوة ولن تفرط بها , هذا على الصعيد الدنيوي فكيف بالأخروي! وكيف اذا كان هذا الشيء هو ان تكون تابع للمعصوم ! أكيد ستكون المسألة مختلفة فالوصول بصعوبة يجعل من الانسان يتشبث بمكانه .
4- ان أهل الباطل وعلى مر العصور يعملون بنشاط في التسافل لمحاربة الحق وأهله , وهذا أجدر بأهل الحق أن يكون عملهم وجهدهم ضعف عمل أهل الباطل .
وهنا قد يرد اشكال قبل ختام البحث :
[( ورد في الدعاء: يامن يعطي من سأله , يامن يعطي من لم يسأله ) فنحن ذكرنا ان العطاء مرهون بالعمل وكما مبين من الدعاء ان الله يعطي للذي يسأله ويعطي للذي لا يسأله أيضاً ؟ ]
الجواب : نعم , يعطي للذي يسأله وللذي لا يسأله ولكن مثل العناوين البارزة مثل جيش الإمام المهدي (عج) لا يمكن أن يحصل على هذا العطاء بدون مقدمات تؤهله إلى هذا المسمى العالي .
نتائج البحث :
1- ان طريق التكامل لا نهاية له ولا يمكن تحجيمه عند نقطة معينة , وكما ان الله سبحانه وتعالى يحب لأتباعه التكامل لا الوقوف والترنح , فإن من ينتظر عطاء بدون عمل هذا تحجيم للتكامل سواءً كان يعلم بذلك أم لا .
2- على الفرد العمل بالأسباب في كل عمل يواجهه بعيداً عن الغيبيات , ولا اقصد بهذا ان يترك الجانب الغيبي ولكن اذا كان العمل يمكن تحقيقه بالأسباب فما الداعي للمعجزة؟! فعلى الانسان ان يسعى لا ان ينتظر التوفيق والتسهيل والدعاء...
لأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .
3- من الأجدر بنا جميعاً اختيار الهدف العالي في جميع الأمور لا الداني بطبيعة الحال فيمكن القول ان الهدف الداني هو الاعتماد على الغيبيات دون العمل وأما الهدف العالي هو السعي لتطيق الهدف بالأسباب وأما اذا مدَّ الله بالأمور الغيبية فشكراً لله على نعمه علينا .
4- لو نظرنا من ناحية سلم التكامل فإن النزول اسهل من الصعود أي الهدم أسهل من البناء
فعند النزول خطوة إلى الاسفل والثانية تجد نفسك بالقعر , أما الصعود فيكون أصعب لأنه يحتاج إلى حركة وجهد
ولكن أكيداً الأفضل هو الصعود فعلى الانسان ان يتجه إلى الاعلى والله الموفق (على المرء أن يسعى بمقدار جهده وليس عليه أن يكون موفقاً) واذا رأى الله في قلبه الاخلاص فسيكامله ويصعده إلى الدرجات العالية .


واخيراً , قال الشاعر :
بادر الفرصة واحذر فوتها *** فبلوغ العز في نيل الفرص


والحمد لله رب العالمين




أسئلة حول البحث :
س1/ قلت الأصحاب نالوا هذا العطاء بجهدهم ؟!! لكن هذه هدمة كبيرة فهذا العطاء الذي حصلو عليه هو من الله وليس بإستحقاقهم؟!!
ج/ هذا الأمر مسلم فيه ولكن الذي يريد أن يصل للإمام المهدي (عج) يجب عليه العمل بالمقدمات حتى يصل وكذلك الأصحاب فهم عملوا العمل المناسب كي يصلوا لمرتبة الإلتحاق بالإمام الحسين
فمسحة الإمام المهدي تحتاج إلى عمل والمسحة تعتمد على مقدار العمل وعلى المرء أن يسعى بمقدار جهده وليس عليه أن يكون موفقاً
فالله جل وعلا وان كان هو الذي أعطانا القوة وغيرها مما نملكه جميعاً إلا انه سبحانه وتعالى أراد ان يحسسنا بلذة طاعته من خلال مكافأة عباده على ما يعملون ... وذلك بإعطائهم عطاء معين :
فخطوة على العبد والباقي على الرب كما قال الرسول.
فالله اذا اراد ان يحسسك بأنك مجبر وليس عندك سلطة على روحك وانك تسمع باذن ليست لك وتتكلم بلسان ليس لك وتتصدق بإجبار خوفاً من وقوع البلاء...
لا تبقى لذة للإنسان بطاعة الله...
ولكن لا إكراه في الدين
فيحثك الله على العمل (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ...) التوبة – 105
من أجل ان يكافئك بالعطاء الذي تتكلم عليه
س2 / قلت (كل عطاء يسبقه عمل...) لكن ليس عندنا استحقاق مع الله والمعصوم ؟!!
ج/ نفس الإجابة السابقة .[/frame]

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
المطيع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-11-2013, 02:24 PM   #3

 
الصورة الرمزية التائب

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 342
تـاريخ التسجيـل : Jul 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق/بغداد
االمشاركات : 6,700

افتراضي رد: العطاء مرهون بالعمل

احسنت على البحث القيم

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
التائب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-11-2013, 02:40 PM   #4

 
الصورة الرمزية الاستاذ

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 13,349

افتراضي رد: العطاء مرهون بالعمل

بحث رائع
جزاك الله تعالى خيرا

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن عدوهم
الاستاذ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-11-2013, 02:40 PM   #5

 
الصورة الرمزية الاخوة

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 20
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : عاصمة دولة العدل الالهي
االمشاركات : 2,667

افتراضي رد: العطاء مرهون بالعمل

بحث قيم جعل الله ما كتبت نعم المواساة للامام الحسين عليه السلام

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
الاخوة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 11:56 PM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2025