لولاك يامقتدى لم يُعرف المؤمنون بعدي

اللهم صلِّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

عندما بعث الله رسوله الكريم رحمة للعالمين بعثه بالدين الكامل والمنهج الواضح بدين الحق ، دين الاسلام وقد بين الرسول الكريم كل مافي هذا الدين من حلاله وحرامه وفرائضه وواجباته بينها قولا وفعلاً وتقريراً وعلى أتم وجه وكذلك كان من واجباته أن يبيّن للناس من سيكون وصياً من بعده ، على الناس أن يتبعوه كما اتبعوا رسول الله من قبل ، وقد فعل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ذلك ولم يقصر في إبلاغ الناس عن خليفته بعد أن أمره الله تعالى بذلك حيث قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67) } المائدة ، فقد جعل تعالى بلاغه هذا مقابلاً لبلاغ الرسالة بأكملها لأن إستمرارية الرسالة على النهج الحق إنما بإتباع هذا الوصي وهذا الخليفة الذي نصبه الله تعالى وأما ماسواه فهو الباطل والظلال المبين

ولكن كما نعرف بعد رسول الله لم يلتزم الناس بما أمرهم به وبايعوا غيره من الذين إنقلبوا على أعقابهم بعد وفاة الرسول فقد وصفهم تعالى بقوله : { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144)} آل عمران ، وأكيداً إن الإنقلاب لايكون إلا من ذوي النفوس المريضة بالنفاق التي ما آمنت برسول الله إلا لأجل هذه الدنيا الدنيئة والسلطة والمنصب ، إلا لاجل هذا اليوم يرحل فيه رسول الله ليتسلموا هم منصب الخلافة من بعده .

وهنا كان الإختبار العظيم للمسلمين بين من يتبع الحق ومن يتبع الباطل وقد جعل رسول الله ميزان الإيمان هو علي عليه السلام فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : { لولاك ياعلي لم يُعرف المؤمنون بعدي } فجعل رسول الله الميزان الذي يُعرف به إيمان المؤمن والاختبار الذي يجب أن ينجح به المسلمون هو أمير المؤمنين عليه السلام فمن بايع وإتبع علي عليه السلام فهو المؤمن الحق ومن إتبع غيره فهو ليس من الايمان في شيء .

واليوم نجد إن نفس هذا الانقلاب ونفس هذا الخذلان قد حدث ممن يدّعون الولاء والحب للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره الشريف وممن كان من المقرّبين السابقين له ، بعد رحيله الى دار الخلود وإستشهاده وصدق الله حين قال : { وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ (140) } آل عمران ، إذاً لابد من ميزان إيمان يقود هذه القاعدة الشعبية التي أنتجها السيد الشهيد محمد الصدر (قدس سره الشريف ) وسعى جاهداً في ترسيخ عقيدتها وتكاملها ، وإلا فإنها ستضيع وتتفتت كما أرادها العدو الذي قام بقتله أن تتفتت وحاشا لله أن يترك المؤمنين بلا هادٍ ومرشد وهو الذي يقول : { وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ (7) } الرعد ،

وهل هناك أحد غير السيد مقتدى الصدر سار على نهج السيد الشهيد محمد الصدر ولم يداهن ولم يضع يده بيد الباطل أبداً وكما قال تعالى : { إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَٰذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68) } آل عمران ، فمن إتبع السيد الشهيد ياترى ومن الذي سار على نهجه غير إبنه البار مقتدى الخير ، وهل هناك على الساحة العراقية الآن أحد تربى على يدي السيد الشهيد محمد الصدر و عاش في بيته ونهل من علومه غير السيد مقتدى الصدر كما تربى جده أمير المؤمنين عليه السلام بين يدي رسول الله وفي بيت العصمة وهل هناك أحد يفهم مايريد السيد الشهيد كما يفهمه السيد القائد ؟!!!

فكان السيد القائد مقتدى الصدر أعزه الله هو الميزان الذي فيه يُعرف المؤمن والصدري الحقيقي من المنقلب والمنافق فإتباع السيد القائد هو دليل إيمان الفرد كما كان إتباع جده أمير المؤمنين عليه السلام دليل إيمان المؤمن .
والحمد لله رب العالمين

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
احسنتم كثيراً .
جزاك الله خير جزاء المحسنين
نسأل الله الثبات والصبر

بورك من قلم مبدع

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
يوركت الانامل التي خطت تلكم الكلمات المباركة

احسنت على الموضوع والطرح المبارك