البلاء واﻻختبار في القران الكريم

[frame="5 85"]

بسم الله الرحمن الرحيم

البلاء واﻻختبار في القران الكريم

ان معنى البلاء واﻻختبار جاء في آيات كثيرة وقد يحصل بعض اﻻلتباس في التفريق بين المعنيين ، فهناك من يجد أنهما يدلان على معنى واحد وهناك من يرى أنهما يختلفان ، ولتوضيح ذلك يكون الرأي على وجهين في تبيان ذلك.

اﻻول:- كما جاء في كتاب الفروق اللغوية ، البلاء مصحوب بالمشاق والمصاعب واﻻختبار يكون بدون عناء ومشقة. (1)
كما قال تعالى (فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ) البقرة آية249.
حيث انهم عانوا العطش وتعب السفر واﻻمر كان ان ﻻ يشربوا الماء فكانت صعوبة على جيش طالوت ، ويكون اﻻختبار غير مشروط والصعوبة والمشقة قال تعالى (وأذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً) البقرة آية 67.
وجاء اﻻمر بذبح البقرة ﻻختبار بني اسرائيل في طاعتهم لنبيهم وتسهيلاً لهم في حل مشكلتهم ، اذ ﻻ يتطلب ذبح البقرة صعوبة ومشقة لهم.

ثانيا:- يقسم البلاء الى قسمين.
1-يكون البلاء عقوبة من الله سبحانه لشخص أو قوم قال تعالى (وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ)البقرة آية 49.
حيث حل البلاء على بني اسرائيل بسبب فسادهم ومخالفتهم احكام الله سبحانه ، وكذلك آيات كثيرة تبين هﻻك اقوام أخرى كعاد وثمود ولوط حيث ﻻ يوجد أي اختبار في هذا البلاء بل عقوبة.
2-يكون البلاء اختبار من الله سبحانه لعباده المؤمنين بهدف تكاملهم قال تعالى ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا)البقرة آية 124.
وجاء في التفسير ان الكلمات بمعنى تكاليف وصعوبات مر بها ابراهيم ( عليه السلام ) فنجح فكان إمام للناس.
ويمكن القول ان خلاصة الفرق بين البلاء واﻻختبار
أ:- يكون اختبار من دون بلاء
ب:- يكون بلاء من دون اختبار
ج:- يكون اختبار وبلاء مجتمعان

والحمد لله رب العالمين.

المصدر:
1:- معجم الفروق اللغوية ﻹبي هلال العسكري ، ص 3.

[/frame]