تعدد البلاءات

تعدد البلاءات

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) الشورى 30
لو دققنا النظر وتمعنا بدقة إلى ما يمر به مجتمعنا من بلاءات متعددة وفتن متعاقبة الواحدة تلو الأخرى لاستفدنا بعض الأمور منها:
أولا: إن المجتمع يتعرض لتلك البلاءات لأنه بالفعل يستحقها لأن الكثير منهم يرتكب الذنوب والمعاصي ولا يتورع عن ذلك مما لا يرضي الله عز وجل ولا رسوله ولا أهل بيته صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين , فهم سلكوا طريق الشيطان وتركوا طريق الحق فمنهم أكل الحرام ومنهم من قتل الأبرياء ومنهم من وضع يده بيد الشيطان الأكبر مما أدى إلى الابتعاد عن ساحة الله تعالى والمعصوم وبالتالي استحقوا البلاءات المتعاقبة , وعسى أن يكون درسا لهم فيستغفروا الله ويتداركوا ما فاتهم من خير وصلاح ويسيروا على شريعة سيد المرسلين وأهل بيته صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين
ثانيا: من جهة أخرى ننظر كيف يمجد القرآن الكريم المؤمنين الصابرين الثابتين على البلاءات
قال تعالى: (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين ) البقرة
وقال تعالى واصبروا إن الله يحب الصابرين ) وكما هو معلوم أن الصبر على ثلاثة أقسام (صبر على الطاعة وصبر عن المعصية وصبر على البلاء)
وقال تعالى (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب)
وأحاديث وروايات كثيرة, منها:
قال الإمام الصادق عليه السلام (الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد فإذا ذهب الرأس ذهب الجسد وكذلك إذا ذهب الصبر ذهب الإيمان)
وعنه عليه السلام (من ابتلي من المؤمنين ببلاء فصبر عليه كان له أجر ألف شهيد )
فالصابر يستحق أجر أولئك الشهداء
فهنا تمجيد ومدح وهناك حساب وعقاب , فالمجتمع لا يخلو من المؤمنين المخلصين بل خصهم الله تعالى لمثل تلك البلاءات ليمتحن قلوبهم وإيمانهم فكلما ازدادت عليهم المحن والصعوبات ازدادوا قوة وصلابة وإيمان وبالتالي يستحقوا الدخول في ساحة المعصوم ساحة الإمام المهدي عليه السلام والتي لا ينالها إلا من امتحن الله قلبه بالإيمان , فالدنيا ليست دار هناء وارتياح وإنما هي دار بلاء
ونسأل الله تعالى أن يجعلنا من الثابتين والصابرين وأن نتخطى جميع الصعوبات لنكون من المنتظرين الحقيقيين لإمامنا المهدي عليه السلام
والحمد لله رب العالمين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم