الإعتصام أمام بوابات الخضراء هجرة الى الله

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلِّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

وجه القائد الإلهي مقتدى الصدر أعزه الله ندائه التاريخي لبدء مرحلة جديدة من الإحتجاجات السلمية وهي مرحلة الإعتصام أمام بوابات الخضراء حتى إنتهاء المدة المقررة الـــــــ 45 يوماً




وإن الإعتصام يتطلب أن يهجر المواطنين منازلهم وعوائلهم ووظائفهم ومتعلقاتهم ويبقون أياماً أمام بوابات المنطقة ( الحمراء ) لأجل الضغط على الحكومة لتقوم بالإصلاح المنشود وإنهاء الفساد الذي ينخر بجسد الوطن

وقد إعتبر سماحته أن الإعتصام هذا هو من واجبات المواطن لنصرة وطنه وإلا سيكون مقصراً أمامه وخاذلاً له .

والهجرة في سبيل الله تعني الخروج من أرض الى أرض أخرى طلباً لرضا الله وطاعة لأوامره وقد قال تعالى في كتابه الكريم في مدح المهاجرين : ( وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41) ) النحل

وقال أيضاً : (وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ( 58) ) الحج

وغيرها الكثير .



وبما أن الإعتصام كان :



أولاً : لأجل الإصلاح الذي نادى به كل الأنبياء والأولياء الصالحين والقادة الإلهيين فقد قال تعالى عن لسان نبيه شعيب عليه السلام : (قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ( 88) ) هود

وقول الإمام الحسين عليه السلام : (إني لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر ....)

فالإصلاح كان هدفهم جميعاً على إختلاف أزمنتهم وأماكنهم وطرق إصلاحهم ، وبالتالي فإن كان الإعتصام لأجل الإصلاح فسيكون لأجل الله وهو هجرة في سبيله تعالى .



ثانياً : لأجل الوطن ولأجل أن يعيش المواطنين حياة كريمة بلا ظلم وإستغلال وفساد ولأن حب الأوطان من الإيمان فسيكون الإعتصام لأجل الوطن هو إعتصام في سبيل الله وهجرة إليه .



ثالثاً : بما أن القائد الذي دعى الى الإعتصام هو قائد إلهي وأوامره إلهيه بالتالي سيكون الإعتصام هو طاعة لله وهجرة في سبيله لأن طاعة القائد الألهي طاعة لله .

هذا وإن الإعتصام هو فرصة قد أُتيحت لنا لنحصل على ثواب الهجرة كما حصل عليها المؤمنون السابقون في زمن الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم وهذه نعمة أخرى من نعم الله فعلينا أن نغتنم تلك الفرصة لأن الفرص تمرّ مَرَّ السحاب فإن ذهبت فلن تعود

وطبعاً إن الصعوبات موجودة لكن ما ألذَ تلك الصعوبات إذا كان الأجر على قدر المشقة.



وأخيراً أسأل الله أن يوفقكم جميعاً للهجرة في سبيله ونصرة وطنكم ودينكم ويحشركم مع المهاجرين الأوائل الذين تحملوا الصعاب لأجل رضا الله ونصرة الإسلام .



والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين .