العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم القرآن والمعرفة > منبر تفسير القرآن ألكريم وبحوثه

منبر تفسير القرآن ألكريم وبحوثه مخصص لمواضيع التفسير والبحوث القرآنية

 
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 13-05-2011, 03:30 PM   #1

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 172
تـاريخ التسجيـل : Mar 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بغداد
االمشاركات : 175

افتراضي تفسير و (موعضه) من سورة التوبة اية 24

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

اللهم صلي على محمد وأل محمد وعجل فرجهم ولعن عدوهم تفسير و (موعضة )( من سورة التوبة ) قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ{24}والأيه _ محل البحث _ ترسم خطوط الأيمان الأصيل وتميز عن الأيمان المبطن بالشرك والنفاق .كما أنها تضع حدآ فاصلآ بين المؤمنين الواقعيين وبين ضعاف الأيمان وتقول الأيه بصراحة : أن كانت هذه الأمور الثمانية ((في الحياة المادية )) التي يتعلق أربعة منها بالأرحام والأقارب ( آباؤكم وأبناؤكم وأخوانكم وأزواجكم ) . ويتعلق قسم منها بالمجتمع و((العشيرة ))

والقسم السادس يرتبط بالمال .
والسابع بالتجارة والأكتساب .
وأما الثامن _ وهو الأخير _فيتعلق بالمساكن ذات الأناقة (( ومساكن ترضوتها )).

فأذا كانت هذه الأمور الثمانية _ المذكورة آنفآ _ أغلى وأعز ولأحب عند الأنسان لايكون مستعدآ بالتضحية بتلك الأمور الثمانية من أجل الله والرسول والجهاد ، فيتضح أن أيمانه الوقعي لم يكمل بعد !فحقيقة الأيمان وروحه وجوهره ، كل ذلك يتجلى بالتضحية بمثل هذه الأمور من دون تردد .أضف ألى ذلك ، فأن من لم يكن مستعدآ للتضحية بمثل تلك الأمور ، فقد ظلم نفسه ومجتمعه في الواقع ، كما أنه سيقع في ما كان يخاف من الوقوع فيه لأن الأمة التي تتلكأ في اللحظات الحساسة من تأريخها المصيري ، وفي المآزق الحاسمة ، فلا يضحي أبناؤها بمثل ذلك ، فستواجه الهزيمة عاجلا أو آجلا ، وسيتعرض كل ما تعلقت القلوب به فلم تجاهد من أجله الى خطر الضياع والتلف بيد الأعداء .***ملاحظات 1_ ما قرأناه في الأية _ محل البحث _ ليس مفهومه قطع علائق المحبة بالأرحام وأهمال رؤوس الأموال الأقتصدية ، والأنسياق ألى تجاوز العواطف الأنسانية وألغائها ،بل المراد من ذلك أنه ينبغي أن لا ننحرف عند مفترق الطرق ألى الأموال والأزواجوالأولاد والدور والمقام الدنيوي ، بحيث لا نطبق في تلك الحالة حكم الله ، او لا نرغب في الجهاد ، ويحول عشقنا المادي دون تحقيق الهدف المقدس .لهذا يلزم على الأنسان أذا لم يكن على مفترق الطرق أن يرعى الجانبين ((العلاقةبالله والعلاقة بالرحم )).فنحن نقرأ في الآية (15) من سورة لقمان ، قوله تعالى في شأن الأبوين المشركين (وأن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفآ).2_ أن أحد تفاسير جملة (فتربصوا حتى يأتي الله بأمره ) ما أشرنا أليه آنفآ ، وهو التهديد من الله لأولئك الذين يقدمون منافعهم المادية ويفضلونها على رضا الله ، ولما كان هذا التهديد مجملا كان أثره أشد وحشة وأشفاقآ ، وهذا التعبير يشبه قول من يكلم صاحبه الذي دونه وتحت أمره ،فيقول له : أذا لم تفعل ما أمرتك ، فسأقوم بما ينبغي أيضآ .وهناك أحتمال آخر لتفسير الجملة _ محل النحث _ وهو أن الله سبحانه يقول : أذا لم تكونوا مستعدين للتضيحة ، فأن الله يفتح لنبيه عن طريق آخر . وكيف شاء ، أذ ليس ذلك بعسير عليه . ونظير هذا المنى ما جاء في الآية (54) من سورة المائدة ، أذ نقرأ فيها (يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه ).

الماضي والحاضر مرهونان بهذا الأمر :

3_ قد يتصور بعضهم بأن ما جاء في الآيتين ( اية 23 .. 24 ) يخص صدر الأسلام والتاريخ الماضي ،
ألا أن ذلك خطأ كبير ، فا لآيتان تسوعبان حاضر المسلمين ومستقبلهم أيضآ .
فأذا قدر للمسلمين أن لا يضحوا بأموالهم وأنفسهم وأولادهم ودورهم الخ ... في
سبيل الله ، ولا يكون لهم أيمان متين ، ويفضلون الأمو ر المادية على رضا الله ، وتبقى
قلوبهم متعلقة بالمال والأولاد وزبارج الدنيا ، فيكون مستقبلهم مظلمآ ، لا مستقبلهم
فحسب ، بل حتى يومهم هذا ، ففي مثل هذا الحال سيحدق بهم الخطر وسيفقدون
موروثهم الحضاري ، وتكون مصادر حياتهم بأيدي الاجانب ويفقدون معنى الحياة ،لأن
الحياة هي حياة الأيمان والجهاد في ظل الأيمان .



تفسير الأمثل _ الشيخ ناصر مكارم الشيرازي

 

 

 

 

 

 

 

 


التعديل الأخير تم بواسطة طالب شفاعة الزهراء ; 13-05-2011 الساعة 04:11 PM
طالب شفاعة الزهراء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
(موعضه) , التوبة , تفسير , صورة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 11:24 PM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2025