كيف نجح الرسول الاعظم محمد صلى الله عليه واله في حين فشل الكثير ممّن يدعون الانتماء اليه ؟!

محمد الانسان وجد في بقعة من العالم تنعدم فيها الكثير من المقومات التي تبني دولة فضلا عن تبني حضارة
حيث لا موارد طبيعية او بشرية او اراضي خصبة او خطوط ملاحة بحرية نشطة كما هو البحر المتوسط
في النظم الحديثة محمد الرسول الاكرم استلم ارضا انسانية فقيرة جدا ومعدمه وحولها الى ارضا خصبة وغنية
حملت مشعل تحرير الانسان وتحرير ارادته من هيمنة الامبراطوريات الطاغوتية
خلال ستون سنة او اكثر بقليل اوجد نواة انسانية متماسكة كانت فيما سبق متخاصمة متنافرة لا تشعر بقيمة وجودها وهدفها الانساني القيم
سنختار بعضا من محطات الرسول الاكرم التي شكلت فارقا انسانيا نوعيا يمثل جزء من عناصر نجاحه المبارك
1- برغم من كونه من اسرة بني طالب الاسرة التي لها قدم الرياسة والتي تمثل اعلى اسرة شرفا وحسبا في مكة
الا انه كان يعيش ويتصرف مع الاخرين بوجوده الشخصي لم يستحضر وجوده الاسري الشريف اثناء تعامله مع الاخر مع العبيد مع الاطفال مع الرجال مع الشباب مع الشيوخ مع النساء
عندما يدخل اي غريب الى مجلس يوجد فيه رسول الله صلى الله عليه واله لا يستطيع ان يميزه من الجالسين لان الرسول الاكرم لم يكن يتعامل باي مميزات تعزله عن الانسان الاخر

2- حتى عنوانه الالهي العظيم وهو رسول الله في وثيقة صلح الحديبية عندما لم يشيء الطرف المعادي ان يذكرها قبل بذلك وقال اكتبوا كما يشاؤون( محمد ابن عبد الله ) انظر كم جاهد ليفهمهم هذا العنوان ولكن عندما رفضوه وقبلوا منه عنوان اخر قبل لأنه يفكر بخدمة الانسان باي عنوان وباي وسيلة ترضي الله جل جلاله وهو جوهر الرسالة المباركة من الله جل جلاله
3-
4- انتقل من مكية السكن الى مدنية السكن وتخلى عن محل سكناه وارض ابائه واجداده الى ارض اخرى فقط لان فيها امكانية لخدمة الانسانية انعدمت في محل ولادته هاجر ليخدم الانسانية وليس ليخدم مصالحة الخاصة

5- عندما احتاجت خدمة الانسانية الى ان يقام طقس ديني (قداس وفد نصارى نجران) في قلب اول مسجد مبارك اسسه الرسول الاكرم في المدينة المنورة عندما جاء وفد نجران النصراني
قبل وقال دعوهم يقيموا قداسهم النصراني في قلب حاضرة الاسلام لم يجعل جهوده التي بذلها في المدينة من اجل ان يبني اول مسجد لكي يكون رمزا لتعاليم الاسلام الخالصة والجديدة حائلا دون قبول الاخر النصراني

6- عندما بنى بيته المبارك بعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام لم يجبر الاخر بقوة السلطة والسلاح على موالاتهم بل جعلهم نواة خالصة في ارض الاسلام المباركة يدعوا لها بالحكمة والموعظة الحسنة ويطلب لها بيعة المسلمين باللفظ والاشارة والعمل وليس بالإكراه والارهاب وهو يعلم ان ثمار جهوده المباركة لن تحفظ الا بهذه النواة المباركة


من هذا النزر البسيط لبعض من محطات هذا الانسان الناجح نفهم اهم محور للنجاح محور ان يعدم الفرد وجوده وعنوانه الاسري والعقائدي والجغرافي وحتى قراراته الخاصة الصحيحة وحتى لو تطلب الامر حتى ضمانته للمستقبل يقدمها بدون ان يقصر الاخر عليها من اجل خدمة الانسان
كم عمل الرسول الاكرم من اجل خدمة الانسان اعدم كل متعلقاته سواء الموروثة او المكتسبة لكي يدب شريان الحياة التي ارادها الله جل جلاله في الاخر

احسنت الطرح فبارك الله فيك

احسنتم وجزاكم الله تعالى خيرا