ملاحظات هامة حول زيارة الأربعين .. تغريدة سماحة القائد السيد مقتدى الصدر اعزه الله على حسابه الشخصي في تويتر بتاريخ ٣ / ٩ / ٢٠٢٢

بسمه تعالى

جعل الله سبحانه وتعالى مكة المكرمة والمدينة المنورة الإشعاع الأول للإسلام، فقد قال تعالى: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ).

ومن فيض الإسلام المحمّدي الأصيل ولإستمرار النهج الرسالي الإسلامي الأصيل، جعل الله منّةً منه ورحمة: النجف الأشرف المنارة الأولى للتشيّع باعتبارها العاصمة التي اختارها الإمام الوصيّ والخليفة الوليّ لنفسه وللمسلمين عامّة في زمن خلافته.

فشعاع النور الذي انطلق من مكة وتمركز في موشور الولاية في النجف الأشرف كان وما زال نوراً لهداية الناس وجمعهم على الحق ومع الحق.

فكانت مكة وما زالت تهفو إليها القلوب من كل حدب وصوب، فقد قال تعالى: (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) وقال عزّ من قائل: (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ) وأبوابها مشرعة للجميع.

لكن مع التنظيم في كل شيء وخصوصاً مع تزايد أعداد المسلمين الحجاج في العالم، فقد سارعت المملكة العربية السعودية الى تنظيم الأعداد وتفويجهم دخولاً وخروجاً وسنّ قوانين خاصة لفريضة الحج.

تلك القوانين لم يشترط فيها غير إنها يجب أن تكون وفق الشرع أولاً وآخراً.

ومن ضمن تلك القوانين: الدخول الرسمي وبالجواز الخاص أو العام، والفحص الطبي والإلتزام بقوانين البلد وما شاكل ذلك.

وهذه القوانين معمول فيها بكل الدول التي تحتضن الأماكن المقدّسة والمراقد المعظّمة، كإيران ومصر وسوريا والبقيع وغيرها.

فإن جميع تلك الدول لها قانونها الخاص بها، والذي يجب الإلتزام به تجنباً للفوضى وما شاكل ذلك.

هذا وإن جميع الدول عدا المملكة لا تحتضن إلا مكاناً مقدساً واحداً، أما العراق فهو يحتضن أربعة مراقد لستة معصومين سلام الله عليهم أجمعين، هذا فضلاً عن الأماكن المقدسة الأخرى كمسجد الكوفة والحنانة وكميل والخطوة وبراثا والأعظمية والكيلاني كلٌ حسب عقيدته ومعتقداته، بل فضلاً عن مراقد الأنبياء سلام الله عليهم وعلى خاتَمِهم وخاتِمِهم أجمعين.

ومن هنا يجب الإلتزام بقوانين هذا البلد في جميع الزيارات للمراقد وغيرها، ونخص هنا بالذكر (زيارة الأربعين) في العشرين من صفر الخير.

ومن هنا أيضاً نهيب بالجميع الإلتزام بذلك، ونخصّ بالذكر الإخوة الإيرانيين باعتبارهم الأكثر عدداً، فأهلاً وسهلاً بجميع الضيوف.. ونحن العراقيون ملزمون بضيافتهم وإكرامهم بكلّ جنسياتهم ما داموا ملتزمين بالتنظيم والقواعد العامة والقانون المقرّ في العراق. فالمُضيف ملزم باحترام ضيفه، كما على الضيف الالتزام بأخلاقيات الضيافة لا أن يتحوّل من ضيف الى مضيف، كما نحن ضيوف عند زيارتنا لبلدهم، على أن يكون التعامل الدبلوماسي والأخلاقي بالمثل لكلا الطرفين الملتزمين بالقوانين.

إذن، على المضيف، توفير كافة مستلزمات الضيافة من مأكل ومشرب ومسكن وتعامل أخلاقي رفيع المستوى وتقديم كافة الجنسيات على كافة الزوار العراقيين فهذا ديدننا نحن العرب المسلمون، وكما قيل: يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا نحن الضيوف وأنت ربّ المنزل ..

فإنهم وإن كانوا بمنزلة أرباب المنزل فهم ضيوف مكرمون فيه بكرامتنا وعزّنا.

كما على الضيف الدخول بتنظيم عالي المستوى وبإذن وجواز رسمي واحترام الجهات المختصة والقوات الأمنية والقوانين المعمول بها واحترام الدولة المضيفة وخصوصاً مع الأعداد المليونية التي يستقبلها العراق في زيارة الأربعين لكربلاء المقدّسة وزيارة وفاة الرسول الأعظم في النجف الأشرف.

وإنّ العراق غير ملزم بإدخال ما يفيض عن قدرته كما في الحج أو المدينة المنورة أو زيارة (الرضا من آل محمد) : (غريب طوس) و(أنيس النفوس) أو مقام رأس الإمام الحسين في مصر الحبيبة وخصوصاً بعد افتتاحه من قبل الحكومة مشكورة .

كما وعلى الجميع الإلتزام بالوقاية الصحية والنظافة في الملبس والمأكل والمسكن.

ثم أوجّه كلامي الى الجهات الرسمية وأخصّ بالذكر الجهات الرسمية المحلية في كربلاء، فإنّ عليهم الحذر وضبط الأمن جيداً ومسك نقاط التفتيش من قبل القوات الأمنية فقط دون غيرها كالحـ،،ـشد والسرايا وما شاكل ذلك.

وعلى جميع العراقيين التحلّي بضبط النفس والإبتعاد عن الاحتكاك بل عليهم التعاون مع القوات الأمنية وعدم رفع شعارات حزبيّة أو مليشياويّة أو حتى حشديّة أو تياريّة، حفاظاً على سلامة الزوار والضيوف والأماكن المقدسة.

وهذا لا يعني إننا نجتمع والفاسـ،،ـدين تحت خيمة الإمام الحسين، كلّا وألف كلّا، بل لا نريد الأذى للضيوف والزائرين عموماً.. فمثلنا لا يبايع مثلهم وإنّ الحياة معهم برَمٌ والموت من دونهم سعادة ..

وليرفع جميع الزائرين أيديهم للدعاء لإخوتهم في اليمن والبحرين وسوريا ولبنان وليبيا وأفغانستان التي تعاني ويلات التفجيرات الطائفية المقيتة وبورما وباكستان وخصوصاً بعدما حدث فيها من فيضانات بل وحتى للشعب الأوكراني.. وأخيراً الدعاء لإخوتهم المصلحين في العراق لإنهاء الفساد المستشري في بلدهم ..

والله وليّ التوفيق.

حفيد الإمام الحسين

مقتدى الصدر

احسنتم النشر